سوريا .. روسيا

( تشابه في الحروف .. وتشابك في الظروف )

ذ / محمد خلوقي

لم أكن انتبه  ان اسم( سوريا وروسيا )يتشكلان من نفس الحروف العربية مع اختلاف الموقع والحجم ، ووقفت قليلا أتأمل هذا البناء ، وأتأمل معه هذه الصدفة في التسمية، وحاولت البحث عن الجامع والمختلف بينهما ، فوجدت ان المشترك الاول والمخيف في حرف السين، وانه يجمع في سياق الأحداث المعاصرة ، بين دلالات موحدة تشير الى :السلطة والتسلط والسطوة والسفه والسفك ، وكلها صفات تحتوي على حرف السين بل حمولتها تنطبق على حاكمي البلدين ..!!

(سين ) سوريا الجريحة .. كلها سحل وسلخ وسفك يومي لدماء من الأبرياء ،ليس لهم اَي يد فيما جري ويجري ..

( سين ) سوريا تعيش على تجاذبات سفهاء ، وتصويتات سكارى .. كل طرف يشرب من كأس الهوى ..و يلبس وهم المشروعية ، ويرفع عصا التقتيل والتدمير ..

اما( سين) روسيا فهي رمز لنموذج سلطة وسطوة متجبرة .. تفتض بكارة الاطهار بغير حق .. وتدمر حضارة الاخيار بحقد .. تحت شعارات ومسميات كلها عنت وعبث ..المنطق والحس الإنساني السليم منها بريء ، وعنها هو جد بعيد .

*اما المشترك الثاني فيوحي به حرف ( الواو)، الذي جسد لي شخصيا كل معاني الوجع والوساخة ، والوقاحة :

ف( واو) سوريا هو:

- وطن يدمر ويهجَّر ..وردة تسحق تحت اقدام العبث والأهواء..

وأما واو ( روسيا) فهو ورم خبيث يتوغل ويتمدد في جسد هذا الوطن الجريح ..كمافعل من قبل في جسد الشيشانيين ، فأباد اطفالهم ونساءهم بالقنابل والقصف الجبان ..انه( واو)  لجغرافية الوقاحة والوساخة التي  شرع ابوابها  - للأسف - ضعف الأمة وفساد حكامها وتخاذل علمائها ..

لكني اقتنصت اختلافا جسده حرف ( الراء) و( الياء الموصولة بالمد( يا ) ،

- ف( راء ) سوريا روح حية من الحضارة والتاريخ والابداع والمجد، يستحيل ان تقتلها أية جهة كيفما كانت قوتها ، لان النبتة حتى وان أقبرت فان احتمال نموها مجددا كامن في بذرتها العميقة والمتجدرة ..

اما (راء ) الروس.. فهي ردع مؤقت ، وركل ثيران مسعورة ..(راء ) تحمل كل معاني الرداءة الانسانية

واما الياء الممدودة (يا ) فاني خصصتها لنفسي نداءا محرقا بلهيب التمني .. ملونة بآهات تعتصر قلبي عصرا..يا ..يا 

(يا ليتنى كنت في زمن لغة  وفعل الرجال ...مع الخطاب أو الرشيد او المعتصم او .او... لصنعت وركبت من حروفك يا سوريا ، سورا من الوعي والمعتقد والتنمية والقوة تحميك من روسيا ومن شابه روسيا لكني تقهقرت  مع أشباه الرجال ولا رجال ..كلهم تضخمت اثذاؤهم .. كلهم مشغولون بالحمل والرضاعة  أشباه رجال تكحلوا .. تعطروا .. تمايلوا اي زمان هذا..النعامة أصبحت اسدا .. والفيلة .. نملة !!  فصبرا ..يا سوريا الجريحة .. صبرا .. صبرا .. ففي حروفك  سر و يسر سيقهر العسر .. وأما انت يا روسيا..  فالتاريخ والذاكرة .. لن يذكرا  من حروفك الا السيء والاسوأ .

            مراكش ١٥/١٢/٢٠١٧

ذ/محمد خلوقي