سمعت صوت الهاتف وكعادتها انطلقت مسرعة، "سلام عليكم"..من؟ رد بصوت جهور وبدون مقدمات "وعليكم السلام" أنسة سارة أنا جاركم عادل ..تحدثت مع والدك اليوم وأريد الزواج بك.. أرجوكِ لاترفضي طلبي.. وأغلق السماعة!!
وقفت برهة تفكر في ذهول ..ماذا حدث ..ماذا قال؟
بالكاد تعرفه فقد رأته يحدق بها أكثر من مرة لكن لم تتوقع أن يكون بتلك الجرأة،
ابتسمت ابتسامة خفيفة..وسرعان ما عادت إلي رشدها عندما وجدت أمها تحدق بها ،وقبل أن تسألها، استدركت قائلة..معاكسة سخيفة أنا لا أحب المعاكسات التليفونية إنه مجرد مراهق ، دعيني أكمل ما كنت أفعله معكِ مازال أمامنا أعمال كثيرة في المنزل، يجب أن ننتهي قبل عودة أبي من العمل.
ساعة تلو الأخري مرت وهي تحاول أن تظهر نفسها منهمكة في العمل حتى لا يلاحظ عليها أحد وهي تفكر في تلك المحادثة الغريبة هل كانت صدقًا أم إنها فعلا مجرد معاكسة تليفونية
ها هو جرس الباب ..تركت ما بيدها وسارعت نحو الباب،وقلبها يخفق بشدة تكاد دقات تعلو أصوات جرس الباب، سبقتها أختها الصغيرة وهتفت بمرح طفولي "لقد عاد أبي" أنا سأفتح أولًا..
وإذا بوالدها لاتبدوا عليه أي آثار للسعادة أو حتي الحزن..كعادته كتوم دائما
انطفى وجهها وعادت دقات قلبها إلا طبيعتها..وهمست إلى نفسها إهدأي لقد تأكدت الآن أنها مجرد معاكسة تافهة
أيام مرت تشبه بعضها جعلتها تنسى ما كانت تنتظره، لاسيما أن بدأت الدراسة فألقت بنفسها منهمكة فيها لعلها تنسى..
وما أن اقتربت من غرفة أمها لتخبرها عما تريد فما لبست أن تهتف أمـــــــــــــــــــــــــ ..حتى سمعت ..
-ألن تخبرها هذه المرة أيضًا
- لا ..ابنتي مازالت صغيرة وتدرس ..لا أستطيع أن أجبرها على الزواج في هذه السن
-لم أقل تجبرها ..فقط أعلمها بقدومه ربما توافق
- لا. لن أعلمها لماذا أشغل بالها بكلام كهذا ..ثم إنه غير كفؤ لها ..
-لماذا نحن لم نسمع عنه أي سوء.وكما علمت فإنه تخرج من كلية الهندسة وحصل على وظيفة مناسبة
-نعم وإن يكن ..أنا والدها وأعلم أنه ليس مناسبا
ماذا تقول له هذه المرة وقد انتهت المدة التي أعطاها لنا لكي نستشيرها فيها
- لقد قلت لها بالفعل أن ابنتي لاتوافق على الزواج منه
-حقا.. ولم ذلك لماذا لم تقل له الحقيقة؟ إنك أنت الذي لاتوافق عليه!!
-أردت أن أقطع أي أمل يربطه بها فقد سأمت من تقدمه لها أكثر من مرة...
هنا مااستطاعت أن تتمالك نفسها ..بعد ماسمعته بالصدفة
كادت تسقط دون قصد فسارعت إلى غرفتها ..وانغمرت في دموع حارقة
أدركت أنها لم تكن معاكسة تليفونية ..أدركت نظرات العتاب التي كان يلاحقها بها بين الحين والآخر
علمت كيف يحبها.. والأهم من ذلك ..أدركت إنها تحبه...
صراع طويل بينها وبين نفسها..صراع القلب والعقل
هل تخبر أباها أنها تحبه.. وترجوه أن يوافق وبذلك تخسر حب أباها وتأييده بعد أن كانت فتاته المدللة
أم تخبره هو بأنها تحبه.. ولم ترفضه يوما لكن أباها هو من فعل!!
حيرة مؤلمة وشعور بالغربة التهمها حتى سمعت تسابيح الطيور في الصباح
استسلمت لرغبة جسدها في النوم على أمل أن يشرق نور حياتها مع يوم جديد..
"يتبع"
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥