الغلابة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الغلابة

  نشر في 14 ماي 2016 .

وطن الغلابة هو الوطن الذي يغلب فيه اليأس علي الطموح ، والرضا بالواقع عن العمل للمستقبل وينادي فيه من قام بالمسئولية علي باقي الغلابة ، لا أستطيع أن أفعل شيئا ، وكذلك لا يوجد فيكم من يستطيع ، فاتبعوني لأنه ليس لديكم خيار آخر ، لا أثق فيكم ولا تثقوا في أعلم لكني غلبتكم في غلبتكم فقهرتكم فأطيعون ، ولا تسمعوا لغيري فتعودتكم مغلوبون ، مقهورون ، لا تتحركون ، ولا تثورون ، إلا حين آمركم ، فكيف لكم علي حكمي تتمردون ، إن كان من بينكم من يقدر أن ينصركم فأبينوه . 

سحقًا لكم بماذا تؤمنون بالله ، لن أقول أني إلاهكم ، فذاك قولٌ قديم ، لكن سحرتي سيعلموكم ، من الله و كيف شره تتقون ، سيعلموكم أن الله يأمركم بطاعتي فيما آمركم ، بأني أميركم ، بأن قولي لا يرد ، و إن أخترق سيفي حناجر أطفالكم ، و إن استبحت حرمة نسائكم ، أو سرقت أموالكم ، أو بعت أرضكم ، أكلت قوتكم ، اادركتم حقيقة حالكم ، أم نسيتم أنكم قومٌ ملعونون .

قوم ملعونون يوم لعنكم خالقكم ، حين ضاع الحق بينكم ، حين أقيم الحد علي صغيركم ، وبُرأ منه كبيركم ، حين صمتم لقهركم ، حين تخاذلتم عن شرفائكم ، حين أهنتم علمائكم ، فهربوا للغرب من لعنتكم ، حين كذبتم علي أنفسكم ، و صدقتم أنكم  مسلمون أو حتي مسيحيون ، فما سلم أحدٌ من غلبتكم ، ولا مسحتم مغلوباً بنصرتكم ، فساء سوء تصرفكم ، و أعجز عن الوصف تقعقسكم ، فعلام الآن تستيقظون .

أأيقظكم بيع أرضكم ، أأيقظكم ذل جنودكم ، قبضت الثمن فلا نفع ليقظكم ، ثمن دم آبائكم ، ثمن حر دمائكم ، ثمن صمتكم ، فلا تخاطبوني الآن و قبل أن تلوموني لوموا من علمكم صمتكم ، من أسلبكم خياركم ، من أشهدكم زوركم ، من سلمني رقابكم ، فقد حان الآوان أن تعرفوا أني إلاهكم ، بيدي أمركم ، و إن ثورتم أبيدكم ، إن لم تخافوا علي أرواحكم فخافوا علي أطفالكم ونسائكم ، وارضوا بواقعكم ، و ابقوا مغلوبين كما عهدتكم ، كي لا أفقدكم صوابكم .

أعدكم أني لن أزيد في قهركم ، ما دمتم تطيعوني في سلبكم ، مادمتم تأتوني بقُوتِكم ، و تسلموني أطفالكم وترشدوني علي ثواركم ، من أفسد عليكم عقولكم ، وسمم أفكاركم ، لا يستحقوا أن يكونوا بينكم ، سائت دعواهم ، إذ يدعون للكفر بربكم ، فعاقبناهم بالحبس أبد دهرهم .

أنبؤني هل طاب عيشكم ، اجيبوا بنعم ، كي لا يحل غضبي بكم ، اعلم أنه طاب عيشكم ، ما دمت أنا إلاهكم ، الهو بحكمكم ، و اعبث بأقداركم فابقوا غلابة كما عهدتكم .



   نشر في 14 ماي 2016 .

التعليقات

ابو البراء منذ 8 سنة
وصلت الفكرة صديقي وفي بلاغة متقنة واسلوب مدروس ولكن اسمح لي بالنقد بعض الشئ ..
ارى انك بالغت نوعا ما في بداية مقالك بتعظيم الوالي لنفسه مبالغة قد تكون وقعت فيها بالكفر والعياذ بالله استنادا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" رب كلمة لا تلقي لها بال فتلقي بك في نار جهنم سبعين خريفا " او كما قال عليه افضل الصلاة والتسليم وانطلاقا من هنا :

- سحقًا لكم بماذا تؤمنون بالله
- لكن سحرتي سيعلموكم ، من الله و كيف شره تتقون
- سيعلموكم أن الله يأمركم بطاعتي

لا ارى بصراحة في هذه الجمل سوى مبالغة لو ابدلتها لكان
افضل .
رغم روعة السرد فيما آل اليه مقالك .. تقبل مني ولك مني كل الود .
1
Tarek Ibrahim
جزاك الله خيرا علي التنبيه لكن الأمر علي خلاف ما تري لأني أصف حالة و كلام علي لسان غيري
وقال الله تعالي (وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين ( 38 )) القصص فنقل الكلام هنا من علي لسان فرعون
وكذلك قوله تعالي ( فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) النازعات
خديجة منذ 8 سنة
أسلوب رائع..و طريقة مميّزة في إيصال أفكارك..
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا