ظللت أنظر إلى صديقي في ضجر فمنذ جلوسه معي على المقهى وعيناه لم تغادر شاشة هاتفه، يتجول في صفحة الفيس بوك خاصته ، يعلق تارة ويسجل اعجابه بأحد المنشورات تارة اخرى ، صديقي قابع في كرسيه أمامي لكنه يركض داخل عالم الفيس بوك الذي أسره ، صحت فيه قائلاً : هل أتيت إلى هنا لتجلس مع هاتفك وتتركني؟
نظر إلي بعينان باردتين وهز كتفيه واكتفي برسم ابتسامه سمجة على وجهه، فمللت أمره وامر عالمه الازرق هذا وغادرت المقهي على الفور دون أن يُعقب!
ألهذه الدرجة أغرقنا هذا الازرق الملعون داخل عالمه؟!
تأمل وجوه البشر عند سيرك في شوارع مدينتك ستجد عيونهم لا تكف عن التحديق في شاشات هواتفهم .
سلبنا الفيس بوك مظاهر الحياة الاجتماعية، سلبنا الأهل والأصدقاء ، أصبح الود والمشاركة عبارة عن مجموعة من اللايكات والكومنتات الباردة الباهتة.
أشتاق الى عصر ما قبل الفيس بوك ، كانت الحياة جميلة ودافئة والعلاقات كانت أكثر وداً وأكثر ألفة .
تُرى هل سيأتي اليوم الذي تختفي فيه هذه التكنولوجيا ويختفي معها هذا المُخدر الأزرق؟!!
التعليقات
وهي /
1- المخدر الأصفر : سناب شات .
2- المخدر النيلي : توتير .
3- والمخدر الأخضر : واتس آب ،
4- والمخدر البنفسجي : انستقرام .
طرح جميل كعادتك ...
بالتوفيق .