المناجل والسنابل
محمد خلوقي
نشر في 27 يوليوز 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
المناجل والسنابل
✍️محمدخلوقي
****
تنام المناجلُ قرب السنابل ، كلُّ يعرف هدفه ..ويتفانى في مهمته..ولا ينزعج الواحدُ من حضور الاخر ..فلا السنابلُ عن النمو تتوقف، ولا المناجل عن القَطْع تتعَفَّف
-المنجل مهتم بشحذ نَصْله ، وتتبُّع حركة سنابله ، فمرة يَبيتُ تحت منْبتها ،ومرة يقف لصيقا بسيقانها ، ومرة يُغادر الحقلَ ليزداد شوقه اليها.
-والسنبلة تتقبل مصيرها ، دون ان يُخيفها ذلك، بل لا يزيدها العِلم بما ستصير اليه إلا اصرارا على طلب البقاء والنماء ، فتتحسس ماء الحياة من تدفق الساقيه ، وتنتعش من دفء التربة الباقيه ، ومع كل ريح عاتيه ، تنحني دون ان تنمحي .
والمناجل دائما على مقربة منها ..تراقب المكان من اعلى المنصة ..وتتحيُّن كل فرصة .
والسنابل بعشق واصرار تواصل التجدر ، والتكاثر ، والتمايل ، غير آبهة بالذي بها يتربص ،ولجدورها يتلصص ؛لانها إنْ انشغلت او تهوست بالامر ، لتوقف نبضها لحظة ابتذارها .
وفي لحظة خاطفة ، تُجَنْدِل المناجلُ هامةَ السنابل .. وتغنال حلمها ..وتُيتِّم حباتها الصغيرة .
و في المساء بحصي و يرثى الحقلُ سنابلَه المغذورة والتي طالما زيَّنت الفضاء ، وأنعشت الاجواء، وتطلعت الى رحمة السماء.فيُعانق الحقل المكلومُ ، المفجوع حبات سنابله المتناثرة ..ويَستعدُّ المسكين في صمت وصبر كي يعيش مرارة موسم قادم من ثنائية : الاثمار والاطمار .
هكذا نعيش حياتنا ونستقبل موتنا .
تأملات ✍️بقلم محمد خلوقي