علماء الكلام أي كلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

علماء الكلام أي كلام

  نشر في 07 أكتوبر 2016 .

دائما مـــــا نسمع عبارة (نحن مجتمع متدين) والحقيقة ليست مقولة صحيحة 100 في ال 100 فنحن صحيح نحب الدين والتدين (نحب الصالحين ولسنا منهم) بشكل عام طبعا. فلا توجد امارة واحدة تسند هذا القول الدارج. نحن في حقيقتنا عاطفيون بطبعنا يؤثر فينا الكلام المعسول وتستميلنا الخطب الرنانة مشاعرنا جياشة قلوبنا عطشى إيماننا ينحصر في عيوننا ننخدع بالمظاهر بسهولة لا نهتم بالمضمون كثيرا.

نعانيمن امية دينية متفشية يستطيع من اوتي فصاحة في اللسان وملكة في الحديث وصوت جميل مع شوية معلومات شرعية ضحلة من هنا وهناك ان يتملك شغاف قلوبنا ويسيطر على افكارنا ويحركنا كيف يشاء فنحن نعرف الحق بالأشخاص وليس العكس.

القران الكريم لم يمتدح الاقوال بل نجده في الغالب يذمها ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾. ويثني القران دائما على الأفعال والمواقف ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ ولم يقل سيسمع اقوالنا وحذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال (اخوف ما أخاف على امتي منافق عليم اللسان يجادل بالقران).

سمعتأحد الذين يطلق عليهم " الدعاة الجدد " ممن يشار اليه بالبنان فله مريدين ومتابعين ومحبين بالملايين. يدعي ان الشيطان لم يكفر ويستدل بقول ابليس نفسة عندما قال ﴿ ربي بما اغويتني ﴾ فيزعم انه بقوله كلمة " ربي" دلالة على انه معترف بالله . ولم يعلم هذا الشيخ الجليل او قل العليل ان هذا توحيد ربوبية يقر به حتى عتاة كفار قريش وليس توحيد الوهية فقد قال تعالى ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾ . إذا الذين كانوا يعبدون الات والعزاء معترفين بتوحيد الربوبية وليس لديهم إشكال فيه ويقولون (ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى)ومع ذلك هم كفار بنص القران.

فعلى مر الازمان والعصور لم يجرؤ أحدا بان يدعي انه خلق الشمس اوالقمر اوالأرض.  ويتعرف الانسان على الخالق بفطرته وتفكره في الكون. اما توحيد الالوهية فهو وجه الاختلاف بين المؤمن والكافر وهو الإقرار بانه ليس معبود بحق الا الله وحدة. ومن نافلة القول ان علمي الشرعي لا يمكنني من الاسهاب في أمور الدين فزادي فيه قليل لا يسعفني كثيرا . ولكن هناك بديهيات ونصاب وحد أدني في كل علم لا بد من معرفته خاصة في شؤون ديننا وما نتعبد الله به.

منسوب للإمام مالك قوله (كلن يؤخذ بكلامه ويرد الا صاحب هذا القبر) يقصد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وهذا فيما يخص العلماء الراسخين في العلم فضلا عمن لا يعرفون بديهيات الشريعة.

سؤال شغلني وظل يدور ببالي لفترة طويلة وهو من الشخص الذي يستحق ان يطلق عليه صفة عالم شرعي ويستطيع الإفتاء والتوجيه وماهي مؤهلاته؟ وجه هذا السؤال للمتخصصين فكانت الإجابة كالتالي :

أولا التعريف الجامع المانع لكلمة عالم هو (من يعرف شيء عن كل شيء ويعرف كل شيء عن شيء)

ثانيا فيما يخص العلم الشرعي تحديدا لابد من إتقان اللغة العربية وحفظ القران الكريم كاملا عن ظهر قلب مع الالمام بعلم القراءات وحفظ أحاديث الاربعون النووية التي يدور حولها أغلب احكام الدين كذلك دراسة الكتب الستة الصحاح البخاري ومسلم وأبوداؤد والترمذي والنسائي وابن ماجة ثم دراسة كتاب المحلى لابن حزم والمغني لابن قدامة.

هذا كله يعد بداية أولية لمن يريد ان يسلك طريق العلم الشرعي الصحيح اما مجرد الدراية بفن الخطابة وصياغة العبارات فلا يجب ان ننساق ورائها ونعتبر من يجيدها عالم علامة وحبر فهامة. والله من وراء القصد.

فيصل محسن سعيد – مقال كلاود



   نشر في 07 أكتوبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا