هل تتحقق يوتوبيا المدن الجديدة؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل تتحقق يوتوبيا المدن الجديدة؟؟

مدينتي محاولة لإنشاء مجتمع داخل المجتمع

  نشر في 29 شتنبر 2019 .

بالبداية أُحب أن أذكر الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق لإقتباسي فكرة المقال من روايته التى أذهلتني منذ سنوات "يوتوبيا" ،والتي تُدين بين طياتها الفكرة الجديدة التي بدأت في المجتمع وهي فكرة "الكومبوند" أو فكرة إنعزال فئه من البشر ذي طبقة إجتماعية معينه عن باقي المجتمع داخل سور وأبواب وحراسة في مكان بعيد مكتفيًا بذاته في الخدمات عن المجتمع ككل محاولين بذلك الوصول للمثاليه الواقعيه بل وذهب كاتبنا إلى ما هو أبعد من ذلك وهو إحتقار باقي فئات المجتمع لا أحُب أن أُسترسل في فكرة الكتاب بشكل أكبر ولكني ذكرت فقط ما يمكن أن يفيدني في حديثنا.

ففي بداية الحديث عن هذه المجتمعات علينا قول نبذة مختصرة عن تاريخه حسب ما نشرته دوت مصر في مقالة حول تطور فكرة الكمبوند في مصر أنها ظهرت في أوائل الثمانينات من القرن السابق حين قررت الدولة المصرية بناء تجمعات سكنية لإيواء ساكني المناطق العشوائية لتسكينهم في مجتمعات أكثر إنسانية ،ولكن ما حدث بعد ذلك أن الفكرة زحفت على أراضي كثيرة في مصر كالشيخ زايد ،أكتوبر،الشروق وأخيرًا عادت الدولة لتصنع عاصمة للدولة "مشروع العاصمة الإدارية الجديدة "

أما عن تصميم الكمبوند وشكل الوحدات السكنية به وكذلك المساحات الخضراء وأماكن الترفيه كالملاعب ،والنوادي ،والمطاعم وغيرها ،يَحكُم هذا الكثير من العوامل الإقتصادية والجغرافية المسؤولة عن تحديد الفئة المستهدفة من هذا المكان وكذلك تحديد التصميم الملائم لهذه الفئة ولسنا بصدد تعريف المجتمعات السكنية هنا ولكننا نُركز على مجتمع واحد لنشرح من خلاله وهو ما سُمى بمدينتي ولكن قبل أن نتعرض بالتفصيل لهذا الحديث وجب عليا التنويه خوفًا من فهم البداية بطريقة خاطئة "إن هذه المقالة ليست لتشويه الصوره الخاصة بالمجتمعات السكنية الجديدة ولكنها لشرح بعض من مميزاتها وعيوبها"

أن نعيش في تجمع سكني أمن ،تحفنا المساحة الخضراء من كل جانب ،توفير مواصلات مُريحة ،ومدارس وجامعات قريبة منا ،ووسائل ترفيهية لنا ولأولادنا هو بالطبع أمر يتمناه الكثير إن لم أكن أبالغ إن قُلت الجميع وغير هذا أن تعيش داخل تجمع من البشر يُشبهك في المستوى الإقتصادي وما أحلى أن يكون المستوى التعليمي والثقافي أيضًا هذا بالطبع على المستوى الشخصي للساكنين ،بينما على المستوى الدولي فيجلب إنشاء مدينة سكنية خاصة العديد من الإستثمار الأجنبي ودفع ضرائب للدولة ،إضافة إلى تقليل زحام المدن الرئيسيه والإنتقال بالعمران إلى عمران أكثر حداثة ،هذا الحديث يذكرنا أنها ربما تكون وسامحوني على التجاوز اللفظي "جنة الله على الأرض" هكذا يُصَور لنا ووجب عليا فقط التوضيح فالتسمحوا لي أن أخذكم في رحلة قصيرة إلى إحدى المدن وقد إخترت لكم مدينة "مدينتي" عفوًا أرجو ألا يُعتبر هذا الإختيار ديكتاتورية مني لأن هذه المدينة بعيدًا عن قربها لقلبي وعن بعض الذكريات الجميلة بها فلدي في إختياري أسباب اخرى ؛قالت المجلة الإلكترونية "الرياض" أن في 27 من يوليو 2006 أعلنت الشركة العربية للمشروعات والتطوير العمراني في مصر عن مشروع مدينتي أنه أكبر مشروع سكني في القطاع الخاص على مساحة 8 الاف فدان شرق مدينة القاهرة بتكلفة قدرها 60 مليار جنية مصري ،أضافة الجريدة أن المشروع يعمل على جذب 5 مليارات دولار كإستثمار أجنبي خلال المشروعات الإستثمارية التي ستقام داخل المدينة وأما قالت عن الإنفاق فهو حوالي ثلاثة مليارات جنية وسيحقق ضرائب مباشرة وغير مباشرة 12 مليار جنيه.

على حسب ما تم رؤيته فنحن أمام مشروع ليس بصغير وبعد أن إسترسلنا في بعض المعلومات الرقمية عن هذا المشروع التي ربما تُشعر القارئ ببعض مِن الملل لكن لا غنى عنها نذهب إلى المهندس هشام طلعت مصطفي وهو منشئ ذلك المشروع لنتعرف على رؤيته الخاصة للمشروع فأشار المهندس هشام إلى أن هذا المشروع لا يهدف إلى الإستثمار فقط بل أنه يُحقق العديد من الأهداف الإجتماعية والإقتصادية منها تنشيط أسواق أكثر من 92 صناعة مغذية لقطاعات التشييد والبناء ،وحل جزء من مشكلة الإسكان الإجتماعي ولكن بين قوسين بالطبع أنه لم يحل مشكلة شباب الفئة المتوسطة أو تحت المتوسطه فبدأ المهندس هشام في حل المشكلة من الطبقة الإقتصادية الفوق متوسطة وهذا لا يُعبر قط على الإستهانة فالبفعل هؤلاء الشباب يعانون بدورهم من مشكلة إسكانية فصمم من أجلهم وحدات بسعر جيد وأيضًا بتقسيط يتناسب مع طبقتهم تصميم الوحدات كان يشبه بعضه لتوحيد الروح الخاصة بالتجمع السكني ككل الوحدات تقام كخمس أدوار للوحدة كل دور يحمل ثلاثة شقق تختلف بالطبع مساحات الشقق تبعًا لسعرها أما عن العائلات ذي حال أكثر تيسرًا فيمكنها أن تأخذ بنتهاوس أي شقه يدعمها روف أو شقة معها حديقة خاصة والأعلى في المستوى الإقتصادي يمكنه أخذ أحد الفلات في منطقة الفلات فيمكن أن نعتبر احدى مميزات هذا الكمبوند هو توسع الفئات المستهدفة في مجتمع عمراني جديد يوفر الخدمات التي تؤهله للإكتفاء الذاتي مثل المحلات متنوعة الأغراض ،دور عبادة ،مطاعم ،وسائل مواصلات ،نادي كبير للأعضاء يختلف النشاطات الداخلية به بالإضافة لمدارس وحضانات للأطفال علاوة على الحدائق والنافورات وطرق مهيئة للسير.

ما زال العمل قائم في هذا المشروع الضخم رغم تسليم أكثر من مرحلة منه ،بدأت التسليمات من عام 2013 ،هكذا تنوعت المميزات بالخاصة بالمشروع لكنه لم يُحقق أيضًا المثالية حتى الان وما يمنعه عن ذلك العديد من العوامل الجغرافيه والإقتصادية والطبيعة البشرية فنبدأ مثلاً بالعوامل الجغرافية يشتد حراراة الصيف أكثر من المعتاد في المدن الأخري وذلك لطبيعة المنشأ التي يحيطها جبال ،وكذلك البرد يكون قاسيًا خاصة في ليل الشتاء ،تُدعم الطبيعة الخضراء وجود بعض الحشرات والزواحف لكن يسعى جهاز المدينة بشكل مستمر على ألا توجد هذه الكائنات ويوفر الجهاز رش مجاني للشقق والحدائق والفلات إذا تم طلبه ويصل بنفس اليوم ،ورغم توفير مواصلات مريحة ومكيفة إلا أن الوصول لوسط القاهرة يبقى صعبًا ومكلف للنزلاء وتزداد تكلفته بالطبع على الزائرين ،أما عن المحلات وأسعارها فتقدم المنتجات بثمن أعلى من الطبيعي بالطبع هذا لا ينطبق على المنتجات المغلفة ولكنه بينطبق على خدمات النجارة والسباكة وتصليح الأجهزة الكهربائية ،يشمل أيضًا مشاكل المدينه الإقتصادية عيوب في تشطيب الشقق ،أما عن الطابع البشري فالبطبع لم يتخلص مجتمعنا من برجوازية الفكر فنسمع إدانة من بعض سكان المدينة على دخول فئات أخرى للتنزه بداخلها بحجة أنهم دفعوا الكثير لينعزلوا عن المجتمع فلا يُسمح للفئة الأخري (مقصود من لم يدفع) الدخول ،أما رغم الأمن والأمان المُحقق بالفعل لم تخلوا المدينة من سرقة بعض الشقق التي يغيب سكانها فتره من الزمن ولكن حوادث السرقة حتى الان معدوده.

وهكذا الحال في كل مدينة مهما أختلفت مميزاتها وعيوبها يصُعب وصولها للمثالية الواقعية (اليوتوبيا) لأن هذه المثالية لا توجد على أرض الواقع فحاول عند إختيارك لأحدى المدن أن تطلع على كل العيوب والمميزات وتختار الأصلح لك ولأسرتك وألا تخدعك المظاهر الأولى والإنطباع الأول للرؤية.


  • 3

   نشر في 29 شتنبر 2019 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
ما شاء الله ابدعت اختي..دام حرفك العذب
2
Beshoy Makram منذ 4 سنة
اولاً لم يكن ابداً مصطلح اليوتوبيا يعود الي هذه الرواية بل هو اقدم من هذا بكثير..منذ افلاطون وفلاسفة الاغريق كان هذا المصطلح او الحلم ابتدأ بالوجود
اما الكامبوند فهو لم يكن ابداً المدينة الفاضلة , ربما هو افضل تحقيق لحلم الطبقة الراقية بالانعزال عن باقي الشعب باموالهم , لكن لم يكن هذا هو حلم المدينة الفاضلة
المدينة الفاضلة لها اطروحات وقام الكثير من الفلاسفة علي مر التاريخ بالتنظير لها , وقد اعطي البعض حلول رأي انها واقعية ويستطيع الانسان من خلالها الحياة في تجمعات او مجتمعات مثالية لها نظام يحقق القيم والمثل الانسانية..كان من هذه النظريات بالمدينة الفضلي الشيوعية والاشتراكية اللاسلطوية والطوباوية وحتي الليبرالية تعد عند البعض نظرية للمدينة الفضلي..
لن اقول رأي الشخصي او فكرتي عن المدينة الفضلي..لكن اعتقد ان المقال برغم الاسلوب الرائع في كتابته الا انه ابتعد عن المعني الحقيقي للمدينة الفضلي التي حلم الفلاسفة بها علي مر التاريخ
3
Eman shapayek
أولاً يسعدني إشادتك بأسلوب المقال
ثانيًا أشكرك على ما قدمته لي من معلومات
ولكن ربما يوجد خلط حدث أثناء قراءتك للمقال أنا لم أقصد بذكر كلمة يوتوبيا على إنها المدينة الفضلى عند الفلاسفة والمفكريين ولا ادعي أن الكاتب أحمد خالد توفيق كان أول من أتى بهذه الكلمة ولكن عند ذكر آي مصطلح فيجب أن أصنع له تعريفًا إجرائيًا حتى لا يختلط الأمر من قارئ لآخر حسب ثقافته وإستخدامي لكلمة يوتوبيا والاشاده بالرواية هي كانت لصنع تعريف إجرائي للكلمة وهي السخرية مما يحاول البشر صنعه من حواجز إجتماعية ليصنعوا مثالية ملائمة لهم فمفهوم المثالية يختلف من شخص لآخر
وبالفعل المقال كما ذكرت لي أنه يبتعد بالفعل عن المدينة الفضلى التي كان يحلم بها الفلاسفة وحتى النظم السياسية المختلفة فهو مجرد مقال إجتماعي
Beshoy Makram
فهمت رأيك وهذا ايضاً ما ظننته..وبالطبع لم تكن ابداً من اولويات ولا في خطة الحكومة المصرية ككل ان تحقق اي نوع من المدينة الفاضلة , ربما كان هذا حلم شخص مثل محمد علي باشا وربما كان هذا انجاز الفراعنة نوعاً ..انما حكومة ما بعد انقلاب 23 يوليو لم تفكر يوماً في صنع شيء من اجل مصر

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا