في رحلة البحث عن مفهوم الحياة
هكذا اتخيلها
نشر في 29 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تخالجني تلك الرغبة مؤخرا بالتحدث معك . اعلم انه امر بلا فائدة وانك تعتبره مضيعة لوقتك الثمين .
هل اخبرتك من قبل عن الحياة ؟
كونك شخص خياليّ يؤكد افتقارك لاي نوع من الادراك لمفهوم الحياة ، بالطبع لا تريد ان تسمع ذلك المفهوم من فتي علي مشارف عامه السابع عشر.
لكن استطيع ان اعدك انك ستستمع .
هل فكرت يوماً لماذا يبكي المولود بعد خروجه مباشرةً من رحم والدته ؟
لا تبدأ بترهات انه يبكي لأنه وصل لذلك العالم القاسي أيها الأحمق.
اتظنني من اؤلئك الحمقي ذوي المشاعر المرهفة ؟
علمياً ؛ هو يبكي بسبب ان وظائفه الخلوية تبدأ في العمل ومن ضمن تلك الوظائف هي التنفس .
من الأن وصاعدا لا يوجد ذلك الحبل السحري الذي ينقل اليك الغذاء .
اول درس يتعلمه في تلك الدنيا الفانية انه يجب عليك الاعتماد علي نفسك .
دعني اخبرك بسر ينكره معظم الناس ، مذ لحظة ولادتك فلن تأتي حراً طليقاً ، لا لا لا يا صديقي العزيز.
تأتي مقيداً بدولة وأهل ولغة ودين وعادات وتقاليد وحياة بأكملها لم تختارها .
اتيت حراً بدون ملابسك ولكن عقلك مقيد بأكمله.
فلنتجاوز تلك المرحلة الي اخري اكثر تعقيداً .
ماذا ؟؟ اتأتيك تلك الاسئلة والشكوك بكل شئ سمعت به او آمنت به؟
صه .. فلتصمت ايها الغبي .
اولئك الناس مغسولي الأدمغة يكرهون ذلك .
يريدونك ذلك الرضيع مقيد الفكر .. يريدونك علي اكثر صورة متخلفة فكرياً لك.
يريدونك داخل القطيع ، يريدون لأحلامك ان تمر مر السحاب ولا تحسب يوماً انها سوف تمطر عليك خيراً ، كل ما ستحصل عليه هو بعض الصواعق .
لا تجعل احلامك هائلةً يوما ما لأنها سوف تخذلك ، حقيقةً .. هناك احتمال بأن كل شئ واي شئ سوف يخذلك يوماً ما فلا ترفع من احلامك وتوقعاتك .
ايراودك ذلك الشعور لأول مرة ؟
ماذا تقول ؟؟ انت تعرف ما هو هذا الشعور ولكنك تتسائل كيف تشعره تجاه شخص غريب ؟
نعم . في البداية احببت والدتك وكانت لك رمزاً للعطاء والتضحية وشعرت بالحب تجاه والدك وعائلتك بشكل عام .
اتريد حقاً ان تذهب إلي تلك الفتاة وتخبرها بما تشعر تجاهها.
انصحك بألا تفعل وان تعيد حساباتك مرةً أخري.
ستغرق في بحر من المشاعر الجياشة والاهتمام والحب وكل هذه التفاهات والآمال والأحلام والمستقبل الباهر.
صديقي العزيز .. لقد خالفت للتو قاعدتين اخبرتك بهما . لا ترفع توقعاتك ولا تثق بأحد .
ستدرك متأخرا ان نهاية الغرق هو الموت .
اقصد موتاً داخلياً بطيئاً ، وللعلم ذلك اسوء من الموت الحقيقي.
تتهمني بالاكتئاب والبؤس والسوداوية المفرطة !!
هيا اشرح لي يا صديق و غير رأيي تجاه تلك الحياة .
احياناً اندهش من كل الملذات والشهوات والآمال التي نشتهيها ، اجدها خاليةً بلا معني .
ستنضج قريباً وستندم علي ذلك.
تتذكر تلك اللعبة التي رفضت في التخلي عنها ، انت الآن تقلبها في يديك وتسترجع تلك الذكريات مجدداً وتتسائل ، هل نحن كبرنا حقاً ام كان ذلك هو ما يبدو عليه الزمن دائماً .
الي اين تهرب من واقعك ؟ الي الموسيقي والرسم ام الي ممارسة الرياضة وغيرها ام تختار ذلك الطريق الاسهل وتنشئ لنفسك عالماً افتراضيا بالكامل لتحيا فيه ، ملكاً وسط مملكته ، لتدرك بعد ذلك انه لا يوجد ملكاً بلا ملكة .
اتبحث عنها مجدداً بعدما اغرقتك . يالك من بشري حقاً !
دعني اصارحك مرةً ثانيةً . تقتحم تلك الأفكار خلوتي ، تخبرني بكم هي الحياة عبثية ، كم هي مجرد هراء مبالغ فيه .
من فضلك لا تبالغ في ردة فعلك وتتهمني بالهرطقة .
ستجد نفسك تتقدم في العمر واحلامك تنكمش وتتضائل ، حتي لتصل الي تلك المرحلة انك لا ترغب الا في كرسي مريح فقط .
اهنئك بالمناسبة علي عيد ميلادك ، لقد اقتربت خطوة اقرب إلي حتفك .
صديقي الخياليّ العزيز ، هل فهمت معني الحياة بعد ؟
استسمحك عذراً ان فهمته فلتخبرني به .
انا قابع في تلك المملكة بانتظارك انت ومليكتي .