أعتذر..
لله.. ثم للرسول.. ثم للتاريخ أعتذر..
أعتذر.. للصدّيق والفاروق..
ولذي النورين وأبو تراب أعتذر..
أعتذر.. لابن الوليد وسعداً والزبير..
لصلاح الدين أعتذر..
لله أعتذر.. لأننا عن شرعه نبتعد..
وكل يومٍ في المعاصي ننحدر .. وننحدر
حتى غرقنا في مستنقع الذنوب صار المستقر..
لله أعتذر.. لأننا أهملنا كتابه العزيز بالهجر..
لأننا لم نستطع أن نقاوم البلاء بالصبر..
لأننا لم نقابل البر والإحسان بالشكر..
أعتذر.. لأننا نواجه رحمة الرحيم بالعناد والكِبر..
لأن فينا من لم يستحي من الكفر..
لأن فينا من لم يبالي بالوعيد والنُّذر..
أجسادنا ترتعش من ملوكنا في الأرض..
ولا نخاف رباً مليكاً مقتدر..
ويا رسولنا الكريم يا خير البشر..
أعتذر.. لأن سنَّتك السمحاء باتت تندثر..
لأننا لم نقتدي بالأخلاق منك.. لم نأخذ الدروس والعبر..
أعتذر.. لأن منا جاهلٌ بالهجرة الشريفة أو بدر..
أعتذر.. لأننا لم نلجم الأوغاد حين نالوا منك بالكلام والصور..
ويا أصحابه الكرام أيضاً أعتذر..
لأننا أضعنا مجداً صنعتموه بالإيمان..
بالتقوى..بالعزيمة والصبر..
لأننا هدمنا ديناً شيدتموه بالكفاح والمرار والقهر..
لأن جيلنا لم يدري من هو الصدّيق أو عمر..
يا ابن الوليد .. يا صلاح الدين كيف النصر..
أمةٌ من الجبناء نحن.. نحن نعّام العصر..
كيف النصر.. والمساجد خاويه عند الفجر..
كيف النصر.. وشوارع الحارات ملئى بالخمر..
كيف النصر.. والعدل عندنا أضحى سراباً مندثر..
نتغنّى بالقانون ومن فوقه عُرفٌ قذر..
في عرفنا.. يُقسَّم الناس والبشر..
فثلّةٌ قليلة منّا في عرفنا بشر..
أسيادنا..حكامنا..قادتنا.. تجارنا هم البشر..
عفواً.. نسيتُ أيضاً الراقصات بالخصر..
وبعضنا .. بين بين.. أشباه البشر..
كلّما همّوا بالصعود وإذا السلّم ينكسر..
كلّما حاولوا الكلام أُخرسوا..
فلا كلام ولا سمع أو بصر..
حتى أحلامهم مراقبه..
فعندنا حتى العقول عليها بِضعٌ من الخفر..
أمّا كثرة الكثير منّا.. ففي عرفنا ما هم بشر..
بلا طعام يأكلون.. وبلا ماء يشربون..
يسكنون الارض وغطائهم هو المطر..
عيونهم مغمّمه.. أفواههم مكمّمه..
أسيادنا يروننا كأننا شيءٌ قذر..
أين المفر.. من أمةٍ تكللت بالعار أين المفر..
ترابنا محتل.. تاريخنا يُذل..
والصمتُ فينا لا يزال مستمر..
قاتل الاطفال في اعرافنا بطل..
والحر عندنا مكانه المعتقل..
والبقية تحت التراب في غياهب القبر..
أعتذر .. وأعتذر وأعتذر ..
لكل حرةٍ شريفةٍ دنّس الأوغاد عرضها المستتر..
لكل ثكلى في صغارها تبكي بحرقةٍ وقت السحر..
لكل يتيمٍ ودمعه الندي حين ينهمر..
لكل الصابرين القابضين على دينهم وأرضهم كما الجمر..
أعتذر..
-
MOHAMMAD ALKAYEDمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ