ترجمة مفكر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ترجمة مفكر

أفكاره بقلمي

  نشر في 14 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

الأستاذ الدكتور شارب الماء من الصنبور ما إن أطل على الابتدائي حتى أصبح ضليعا في اللغة العربية وما إن وصل إلى الإعدادي حتى أصبح رباعي الأضلاع فيها فكان شكلا هندسيا يشرح به أستاذ الرياضيات دروس الهندسة ويقوم مقام أستاذة العربية في الحصة لكن بدون حصة (مقابل مالي).

اصراره على التقدم والتطور أمام ما يراه من عجز وتدهور دعاه ليجوب مكانه ويستمع لأناه وهوه،يجوب مكانه عبر عالم فكره فهو لم يعد يثق بالبشر ويستمع لأناه وهوه لأنهم في اعتباره أكثر صراحة من الناس حواليه،كل هذا من أجل أن يقدم على عمل قد يكلفه اراقة المداد.

كيف يكون الإنسان في نظر المجتمع عندما ينطوي على نفسه باحثا عن الحقيقة خارج سرب المغردين؟ كيف يكون كلامه في نظر الناس وهو الذي طور منظومة تفكيره بينه وبين نفسه؟

يقول:"هناك خطأ شائع في اللغة العربية فيقال "عزف على آلة الكمان" ولكن هذا خطأ فالصواب والأفصح:"عزف الشباب عن القراءة إلى تقليد الستاتي" فالعزف والعزوف لهما جذر لغوي واحد وهذه العلاقة اللغوية تعكس علاقة على أرض الواقع نلمسها الآن في شبابنا".

فكيف يصح ما قاله صاحبنا،فشتان بين العزف والعزوف لغويا،الفصيح ما قالت العرب،لكن صديقنا له رأي آخر في الفصاحة ومعانيها "الفصاحة لا تتعلق باللغة فقط بل بالحالة الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع،الفصيح في اللغة الآن هو الاستعمال الصحيح والصائب للكلمة في نسق ثقافي اجتماعي معبر عن اشكالية ما"،ويضيف" أن المجتمع سيتقدم وسيطرح تخلفه وراء ظهره،ذلك فقط عندما يسمع فعل "عزف" فيتبادر إلى ذهنه عزوف الشباب عن المطالعة بدل العزف الموسيقي وقس على هذا الفعل أفعالا أخرى ينم فهمها الأولي والمهم لدى المجتمع عن درجة تقدمه وعمقه في معالجة الأشياء حوله،اصطباغ اللغة لدى الانسان بالقضايا المهمة في المجتمع هذا هو منطلق التقدم."

كانت كتاباته دعوة جدية لإعادة التفكير فيما هو بديهي فيقول:"هل فهمنا للعالم حولنا،هذا الكم من العلاقات والأسباب والنتائج فهم صادر عن طبيعة الأشياء فهو بذلك يفرض نفسه على الإنسان أم أن فهمنا للأشياء لا يتعدى أن يكون فهم شخص أو أشخاص عُمم ليصبح الفهم الصحيح؟؟"

"صعب أن يسلم فهم الإنسان من عدة علائق قد لا تظهر "الحقيقة" على حقيقتها،وقد يكون طريق اكتشاف علمي ما أو شرح حقيقة علمية ما يخفي ويرخي بظلاله أو قل بنوره حقيقة أخرى ويمثل ذلك بأن:"المعرفة بحر واسع مظلم جدا لكن المكتشف عندما ينير شمعة البحث فهو يضيء منطقة بسيطة حوله فتدله على اكتشاف آخر قد لمسه شعاع الشمعة البسيط فيتبع ذلك المسار لكنه ينسى أنه ترك على الجوانب مناطق مظلمة أخرى ،كيف يمكن ذلك،خذ مثالا بعض النظريات العلمية الصحيحة كل على حدى لكن يستحيل جمعها بل تتناقض تماما كالنظرية النسبية وميكانيك الكم لأن لكل واحدة منطلقات ومسارات بعيدة عن الأخرى".

ذهب إلى غابة البلوط في حديقة منزله ليرى الأشجار قد عزفت عن الوقوف في أرض الحديقة"هذا كله بسبب ادمان الناس على الآلات الموسيقية،تدمر الغابات لتصنع آلات لا تسمن ضعيفا ولا تغني فقيرا"، كانت له وجهة نظر متحفظة اتجاه آلات العزف،ذلك لأنه كان مؤمنا بمبدأ اعطاء الأولوية بانفاق المال على المشاكل الكبرى التي يعاني منها المجتمع.

"إن اهتمام الشباب بالعزف على الآلات لا يعكس مدى حبهم للفن الراقي والسمو الجمالي" ويستند في فرضيته هذه إلى أن مجموعة القيم المسيطرة عليهم الآن لا تنتج فنا راقيا بل خبالا فنيا وهو التقليد الأعمى الحاصل الآن رغم أن الفن رقي وتعبير جميل وليس تقليدا ينزع عن الفن جماله فلا يسمى فنا،ويضرب المثل باهتمام الكثير من الشباب بموسيقى البلاك ميتال التي تخلو من الجمال الفني، بل ذلك النوع من الموسيقى ليس إلا محاولة لاستلابهم من قيمهم العليا إلى حضيض الإلحاد."

سمع في التلفاز أن الدول الديمقراطية لديها فصل السلط،انهمر الدمع على خديه وأراد ان يعرف كيف يشعر الناس بفصل السلط،"هل يشبه فصل الربيع ام فصل الخريف،لماذا هي لديها خمسة فصول ونحن أربعة فقط؟؟"

دفعه ذلك ليخرج من انطوائه ويبحث في مكتبة الحي عن فصل السلط،فاكتشف أنه فصل يرافق جميع فصول السنة في الدول ذات المناخ الديمقراطي، وهو في طريق العودة أدرك أنه لابد للجميع علماء ومثقفين،جهالا وأميين النزوح إلى المطالعة فهي الكفيلة بنهضة الأمة عن طريق خلق مجتمع المعرفة.

هذا الإدراك جاء عن تجربة شخصية بحث فردي،الفهم والإدراك عن طريق التجربة أبلغ للنفس من مجرد سماع أو قراءة فقط فكم تدعو الناس لشيء فيه مصلحتهم لكنهم لا يفهمون ذلك ويقعون في الأخطاء فيعلمون ويفهمون ويدركون معنى رسالتك لهم،فتساءل قائلا :"لكن كم ستمهلنا الأرض بيتا حتى تفهم البشرية اخطاءها التي ستكلفها ضياع أرضها ان استمرت على هذا المنوال؟"

سبب تفكيره في الأمر أخذه على عاتقه مسؤولية زرع داء المطالعة في عقول الناس دواء لما هم فيه،فحوكم مرات عديدات بسبب نشره لهذا الفيروس اللئيم وهذا الجرم العظيم بسبب عقلية مجتمعه المتخلفة...



  • سهيل الدوى
    سهيل الدوى شاب مغربي في 22 من عمره، طالب باحث بكلية العلوم بمدينة فاس تخصص الرياضيات المعمقة وتطبيقاتها، حاصل على ديبلوم الإجازة والماستر في الرياضيات المعمقة، مهتم بالكتابة في المجال العلمي والأدبي والصحفي.
   نشر في 14 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا