عنوانك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عنوانك

  نشر في 25 مارس 2019 .

-1-

الشخصية الحقة التي تستطيع النجاة من مآزق هذه الحياة، هي التي تملك نفوذا عظيما في التصدي لصدمات و صفعات الزمن.

باعتبارك ذاتا صعب عليها التماشي مع قوة و حر الرجوع إلى السكة و البزوغ من جديد، قد تكون هذه الكلمات عونا لك و لربما عنوانا تبدأ به خطوة بيضاء جديدة.

كنت تلميذا أو طالبا أو عاملا، تحس أنك غير مرغوب فيك، غير قادر على وضع بصمت لك وسط عقول و نفوس احتقرتك و أنقصت من قيمتك، كن متيقنا أنك قادر على تغيير صورتك دون أن يستلزمك الأمر مساعدة و لا اهتماما من أحد.

أحيانا تغالبك خلايا دماغك لتذكرك بمكانتك بالأمس القريب التي كنت عليها، ثم تضرب الكف بالكف تحصرا على ما أنت عليه الآن، يأتيك إحساس أنك ضيعت نفسك و وقفت تتأمل في الحضيض، لا تشغل بالك فما كنت عليه لن يعود، لكن، أعدك بأنك إن حاولت و لو قليلا ستصبح أفضل مما كنت عليه شخصية، تركيزا، ثقة و عفوية، ستصبح صلبا لا تهزمك نظرات الناس ولا أقوالهم لأنك حاولت، و المحاولة يتلوها نجاح.

-2-

النجاح من سمات الراقين و سبب رقيهم صبرهم على الفشل، خذ و اقرأ عن أغلب الناجحين في العالم ستجد مشوارهم بدأ بعثرة إن لم أقل عثرات.

إعتبر حياتك كنص إنشائي به مقدمة و المقدمة تنتهي بإشكال، ثم العرض و العرض تحل به الإشكال و أخيرا الخاتمة و بها تختم ببصمتك و عندما تنتهي من النص فكر أن تجعل له عنوانا يليق به. كذلك هي حياتك نظمها تنظيم النص و اختمها ببصمتك و حين انتهائك إجعل لها عنوانا بارزا.

الكل معرض للسقوط في هذه الحياة، الكل يتمنى أن يحظى بكرامة لم يفت خذشها و لم يبهت بريقها، الكل يسعى لكسب مناعة مضادة للبكاء، الكل يتوب للتكفير عن الخطيئة، الكل يرقى بتداول النكبات.

أنا و أنت و الآخرون محظوظون لعيش هذه الحياة، نعم محظوظون لنحمل شعلة الكفاح في دنيا اللا عدل، في دنيا جميلة بقبحها، بخيبتها التي تصنع لنا مجدا سنحاسب عليه من العبد قبل الرب.

-3-

من الشدة يخلق ذاك الطفل الذي هو الآن مرتاح في عز أوقاته، و من الرخاء يولد ذاك الطفل الذي هو الآن يعاني في أسوء ساعاته. ما يجعل منك إنسانا ذو هيبة هو ضعفك في كل مواقفك، فكل مرة تقع في مشكل يظهر بك ضعف ترممه بطوب لا ينكسر، بانيا بكل لبنة جدارا لا يهدم و لا يصعد.

منذ التحاقنا بوفد بني آدم و نحن نقاتل حتى نفنا، نقاتل كي نفوز بنصيب الأرنب المراقب من الذئب، نقاتل كي نحظى بغنيمة الغراب المراقب من النسر، فلعلك تقاتل من أجل اللاشيء المراقب من الجميع، عندما نصل سن الخمسين سنعلم أننا قاتلنا من أجل اللاشيء هذا الأخير الذي تدافع عليه الجميع ظنا منهم بأنه المراد، سنعلم أنه لا أحد كان يراقبنا أو يهتم لأمرنا فقط كنا نشعر أنفسنا بذلك، سنعلم أننا على خطى القتال اقتربنا أن نفنا.

من حسرة لحسرة لا تتحسر و اعلم بأنها فقط حياة ترودك و تقودك لللاشيء.

-4-

أنت الذي تقرأ الآن أصلك كأصل أول من خلق فوق البسيطة، قدرتك لا تفرق عن غيرك، همك هو نفسه هم العديد ممن يشبهونك، سبيلك ربما أقول ربما يسلكه معك البعض، دينك لا يميزك عن باقي فصيلتك الدينية، أتعرف ما يميزك ؟ إنه منهجك في الحياة، فهو يخصك وحدك دون غيرك، سأعطيك مثال، ضع نفسك في سباق للسيارات، كل المتسابقين لهم نفس نوع السيارة، نفس كمية البنزين و نفس الطريق. انطلق السباق و الكل يسرع، مع ارتفاع النسق بدأت فئة تنسحب حتى تبقى أصحاب النفس الطويل، تأتي الدورة الأخيرة فيترشح الفائز و يأتي خلفه الآخرون. إذا لماذا لم يفز الجميع بالسباق مع العلم أن البداية كانت متكافئة ؟ هنا يأتي التميز، التميز بمنهج يجعلك مرشحا دائما، بهدف يستحق المثابرة.

تذكر أن من يشبهونك كثر، ما يميزكم عن بعضكم هو منهج تدبيركم فاجعلوه عنوانا لكم.

-5-

بالتخلي عن الصورة الخاصة بك أو كما سلف الذكر عن منهج تميزك بالحياة ستحس برغبة الجلوس و رؤية الحياة كئيبة تمر أمامك، ما فائدة جلوسك و أنت قادر على الحركة ؟ ما همك و أنت تستطيع هزم نفسك السيئة ؟ سأقول لك انطلاقا مما يشعر به أغلب الناس كي لا تقول أنك الوحيد من يحس بالفشل.

في الحياة تأتي فترات امتحانية، تمتحن فيها قدرتك، عزيمتك، صبرك، ذكاؤك، صمودك، تقبلك، رزانتك و مضيك نحو القادم. فارقك حبيب أو صدمتك موت شخص قريب أو تشاجرت مع صديق أو باعك أخ أو شتمك مشغل أو طردك مدرس أو سقط منك مال أو تعرضت للسرقة أو رسبت في الامتحان. تذكر! ما يضرك يأتي فقط ممن يحيطون بك بل و ممن ظننت ساعة أنهم أشد الناس حبا لك بل و يأتي من جسدك الذي تلبسه روحك، فصحتك تخونك و نفسك هي أكبر أمارة بالسوء.

كل هذا يعاد كشريط لا يخدش و لا يمحى تعيشه أنت و أنا و غيرنا، و الناجح بيننا سيكون عنوانه أكثر بروزا.

-6-

من سمات الإنسان جماله، الله خلق عباده في صورة مركبة أحسن تركيب، وجب على العبد الحفاظ عليها و مراعاتها.

أنت كشخص من باب نزاهتك و نظرة الناس إليك بنظرة حسنة أن تكون طاهرا و جميلا. ما أجملك بثيابك النظيفة البسيطة فالجمال لم يكن يوما بالمال، ما أجملك بريحك الطيبة، ما أجملك بنور وجهك و لين لسانك و بسمتك، ما أحلاك برقك و اهتمامك بصحتك لا تكن سمين نحيف البطن كما قال عمر بن الخطاب " أيها الناس إياكم والبطنة من الطعام فإنها مكسلة عن الصلاة مفسدة للجسد مورثة للسقم وأن الله تبارك وتعالى يبغض الحبر السمين ولكن عليكم بالقصد في قوتكم فإنه أدنى من الأصلاح وأبعد من السرف، وأقوى على عبادة الله ، وإنه لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه "، ما جعل الله الوضوء قبل الصلاة و جعل دعاء الوضوء ‘اللهم اجعلني من الثوابين و اجعلني من المتطهرين‘ إلا لحب الله للطاهرين.

كنت جنبا فالتغتسل أو كنت متسخا اغتسل لا تتكاسل في هذه الأمور، الله جميل و يحب الجمال، و إن رأيت نفسك في المرآة فقل اللهم كما زينت خـِلقي فزين خُلقي، و نختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ‘البس جديدا و عش حميدا و مت شهيدا‘.

هذا لكي يكون عنوانك طاهرا و جميلا.

-7-

بغض النظر عن ماذا. فكر على المدى الطويل ، ولا تستسلم.

مراقبة حالتك المزاجية أولا. قبل أن تبدأ جلستك اليومية ، خذ 30 ثانية فقط لكي "تنظر إلى الداخل" بنفسك ، وانظر كيف تشعر ، وانظر كيف تكون عواطفك ، هل تشعر بالفعل بالإيجابية ، والسلبية ، والإرهاق قليلاً .. فقط لاحظ ذلك. بعد ذلك ، قل تأكيداتك ، ببطء ، خذ وقتك ، ثم قم بإجراء "فحص مزاجي" مرة أخرى. انظر إلى ما تشعر به ، وانظر إلى مدى شعورك بالإيجابية الآن ، وانظر كيف تشعر بشكل مختلف عن نفسك. يمكن أن تكون هذه طريقة رائعة لاكتساب الثقة بتأكيداتك في وقت مبكر. قبل أن ترى حتى النتائج المتغيرة للحياة التي تريدها حقًا ، يجب أن توضح لك هذه التجربة البسيطة كيف يمكنهم رفع حالتك المزاجية على الفور وتغيير ما تشعر به في لحظة وإلهامك للاستمرار في العمل حتى يتسنى لك رؤية ما هو أكبر حقًا ودائم التغييرات التي تريد حقا!

هذا كل شيء .. الكثير من الناس يبحثون عن تلك الصيغة السحرية لتحسين الذات ، ويبحثون عن هذه التقنية الخفية القوية والمعقدة ليجعلوا لحياتهم ذاك العنوان هو عنوانك.



  • ياسين حمود
    عاشق للكتابة، هواية بديعة ترتاح بها النفس و تميل إليها الأحاسيس.
   نشر في 25 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا