يوميات معلم
حسن غريب
===================
- مُعلم يقول :
وأنا في غرفة المعلمين صَببت كأس شاي لأشربه ، فضرب الجرس.
مدير المدرسة شديد جداًَ، يُحب أن يتوجّه المُدرّسون للصف عند قرع الجرس،
فوراً والشّاي حارٌّ جداً، رأيت فرّاشًا ( فلبيني ) ابتسمت في وجهه وأعطيته الكأس،
في اليوم التّالي جاءني الفرّاش وقال لي أنّه مُتفاجئ،
أوّل مرّة يرى ابتسامة مُدرّس في وجهه،بل ويُعطيه كأساً من الشّاي
- كأنّه في شيء غلط - قلت وأنا مُحرج :
أردت أنْ أكرمك ونحن مسلمين وهذا من خلقنا
قال : بقي لي هنا عامين
لم يُكلّمني أحد منكم بكلمة، ولم يُعبّرني بابتسامة. ثمّ قال : أنّه يحمل شهادة الماجّستير في العلوم. وأنّ شدّة الفقر والحاجة جعلته يقبل بهذه الوظيفة.
لم أصدّقه، وأردت أن أختبره .. دعيته للبيت،
كانت ابنتي في الصّف الأول الثانوي ، عندها سؤال في العلوم،
ثمّ أطلعته على موسوعة العلوم باللغة الإنكليزيّة،
فأجاب بطلاقةٍ ما بعدها طلاقة، تأكّدت حينها من صحّة كلامه.
كان يزورني كلّ جمعة
والسّبب :
" ابتسامة مع كأس شاي "
قَالَ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم - : "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا،
وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر عضو نادي القصة بالقاهرة عضو أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب عضو نادي القلم الدولي