من أشهر تعرضت الي مشكلة الصورة، و التي احتلت حيّز كبير جدا من حياتنا. أصبحنا نبدأ يومنا و ننهيه بصورة نضمنها حساباتنا علي شبكات التواصل الاجتماعي!
كأن لا معني لوجودنا الا عبر صورة تجملنا و توحي بأن كل شيء علي ما يرام، وهم نصدقه بقوة، مضحكة مبكية مواقفنا هذه!!!
و فن اختزال كل شيء في صورة بات هواية محببة للجميع، ننزع الكلمة لنضع صورة لفلان و هو يعمل، يأكل و يسير في الطريق، يركب عربة مترو الإنفاق أو يغادرها عائدا الي بيته، كيف نقبل بمثل هذا السلوك ؟
انها الموضة!!!
ما أتفه هذا الجواب!!!
أن نتلقف كل ما يرميه لنا الآخر سخافة و إذلال كبير لنا، فهل يحتمل الواقع هذا الكم الهائل من السطحية ؟ لماذا نجد وقت لالتقاط صور و نتكاسل في أداء ما علينا من واجبات و حقوق، فلا نحق الحق في أنفسنا و لا في الآخرين، أهذا هو التمدن ؟
و هل تبني حضارة برص الصور و استعراضها في شاشات مضيئة ؟
و ماذا عن قداسة الحياة الشخصية كي نتلاعب بها مثل ما نفعل ؟ كيف نقيم شخص و مجموعات و دول بناءا علي صورة واحدة ؟ و ماذا نسمي حشرية بعض الناس و أمراض أولئك الذين لا يهنأ لهم بال إلا و هم يتصدرون الصفحات الإلكترونية ؟
و كيف نحمي أنفسنا من غزو الصور فضاءاتنا ؟ أصبحنا نخفي كل شيء أحيانا و مرات نود حجب حتي أسماءنا ...
علمنا ديننا قلة الكلام و الإحتفاظ بأسرارنا و إحترام الآخر و لا بد لنا أن نتعلم فن إبقاء تفاصيل حياتنا الشخصية في دائرة ضيقة، و ممارسة رقابة ذاتية لئلا يزل اللسان و صرف نظرنا عن شؤون الغير. فالصورة تفضح سرية ما و لا نرغب في نشر ما سنندم عليه في يوم ما في مستقبل مجهول...
25/12/2016
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة