قصة قصيرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصة قصيرة

لندن القادمة من بلاد العُرب

  نشر في 15 مارس 2017 .

لا تقاس المسافات بالوقت و لا بالايام فكلما مررت بذات الحلم يقف منتظرا منك ان تعيريه بعضا من الاهتمام تصادمت كل القارات حول جسمك النحيل و جرت محيطات الكلمات مجرى الطابع الوراثي فيك حتى يعود الوقت بك الى زمن اللامسافة حيث تجلس كل يوم يستوقفك فيه ذالك الوردي الجميل العالق كما دائما في صفحات مذكراتك يترصد الخيال ليطلق لك و له العنان نحو ارض لطالما كان لك فيها رزق ابداع كثير " كتبت هذه الكلمات في طريقي الى العمل اركب الحافلة الحمراء الجميلة و سألت نفسي يومها ألكل هذا الجمال الصامت المحيط بي دور في وخز حب الكتابة في داخلي ام ان حب الكتابة ما خذلني يوما حتى في حافلات التدافع و التلاطم و الملاكمة الحرة و المحترفة.

كل صباحات لندن كانت جميلة هادئة حتى وان كانت دون قهوة تتسلل اليك من غفوتك حتى تجلس على مقعد العمل و ان صادف و دفع بك الحنين الى الضجر فقط تسلل الى صفحتك على الفايسبوك او الى اي وسيلة تواصل اخرى ستعي حتما كم هي المسافة التي تفصل بين الهدوء و الفوضى بين الحلم و صائد الاحلام بين الاصل و الغرس.

"صباح الخير سيدتي"

"صباح الخير ..تفضل كيف اخدمك"

"انا ابحث عن شقة للاجار في هذه المنطقة"

"هذا مكتب اسفار و ليس مكتب للاجار الشقق !..الم تقرا اللافتة في الخارج؟"

"بلى فعلت و لكنني ظننت انك قد تسدين لي هذه الخدمة"

"ولما انا بالذات ؟"

"صاحب المقهى في اخر الشارع هو من ارسلني اليك"

كم تكرر هذا المشهد مرارا منذ علم العم بيتر انني اساعد الكثير بحكم عملي في العديد من الجمعيات الخيرية العالمية و المحلية في لندن لربما يوم التقيت يوسف لاول مرة ما كان يجب علي ان اساله من ارسله الي او كيف عثر علي بين كل تلك الشقق و المكاتب المتراصه بانتظام عبق الاخلاق غالبا. تبسمت و نهضت من مكاني و طلبت من زائري طويل القامة الجلوس.

"اذن انه العم بير مجددا " تبسم صاحب الحقيبة و اجابني"اجل هو قال لي هناك فتاة ايطالية في البناية الثامنة و العشرين ستساعدك حتما"

"انا ايطالية في معجمه هو فقط انا من بلاد البخور و الديباج لكنه يصر على انني ايطالية "

"اضنه محق في تصنيفك انا ايضا ظننتك من ايطاليا "

جلس صاحب الابتسامة الخجولة على المقعد الخشبي قبالة النافذة تارة يتجول بنظراته في ارجاء المكتب و تارة يحملق في حتى ارفع راسي لاخاطبه و في اخر مرة قلت له"اظن انني وجدت لك المكان المناسب سوف ياتي من يدلك الان عليه"

"لقد اجريت العديد من الاتصالات انا حقا اسف على وقتك "

"لا داعي للاسف اتمنى ان تعجبك الغرفة"

"اهي في هذه المنطقة"

"لا انها على مسافة ساعة تقريبا من هنا ستكون قريبا من مكان دراستك "

"لكنني لن اكون قريبا من الفتاة الإيطالية"

"الفتاة الإيطالية ؟؟من هي لم تقل لي هذا من قبل "

"بلى فعلت انسيت العم بيتر؟"

"اه طبعا و كيف انسى لكنها لن تكون في الخدمة دائما عليك ان تعول على نفسك"

"انا فقط امزح لكنني ساسر حقا اذا قابلتك مرة اخرى لا سيما بعد ما فعلت من اجلي و او لارد لك الجميل "

"دعها للصدفة فكما اتت بك اليوم الي مكتبي لعلها تأخذني اليك ذات يوم"

"لكنني لا امن بالصدف "

"ولا انا فتاة المواعيد ذات ربطة العنق"

سكتنا لبرهة و كاننا عجزتا عن متابعة الحوار لربما هو ذات الملل الذي يتسرب الي كلما اتاني

زائر

لا لتوقعه او هو صمت النظرات . تقدمت قليلا نحوه و كاني املئ فراغ الكلام معللتا صمتي بحجة لم تخلو من بعض السذاجة النسائية المغلفة بحياء الاطفال " لقد تشرفت بمعرفتك سيد يوسف و اتمنى ان نلتقي في اوقات لا يكون فيها عندي عمل كثير " و يا له من رد و يالها من ابتسامة كشف في ثانية كيف لي عادة ان اواري خجلي

" انا اعتذر منك ان شغلتك عن عملك و اشكرك مرة اخرى على المساعدة"

و كانت نهاية حوار لم اعي انها سيكون بداية الحنين لشيء تعوت ان اتناساه من سنين ، ودعت صاحب المعطف الازرق الانيق جدا و كان لي من الاعمال ما يسد عين الشمس لكن هذا الادعاء لم يمنعني من استراق النظر من نافذة المكتب اراقبه كيف يسرع لعبور الطريق ليلتفت فجأة فتلتف جدران المكتب حولي و لم اسال نفسي و لو لبرهة كيف له ان يكتشف اني اراقبه من وراء هذا الزجاج الحاجب للرؤية وقتها ابتسمت مرددتا "كم انا غبية "

كانت الساعة عندما غادر يوسف الواحد بعد منتصف النهار و كان علي ان اتصل بخمس عملاء لتاكيد حجوزاتهم قبل الساعة الثالثة ظهرا و اتت الساعة الثامنة ليلا تدق اجراسها مع جرس المكتب و صوت حارس البناية الذي استغرب مكوثي في المكتب الى ذلك الوقت . رفعت يدي عن مكتبي الذي بعثرت حوله كل الذكريات التي كادت تمحى لولا تلك النظرة يومها التي اعادتني الى مكان كم تمنيت ان اراقب الاحداث تمر امامي دون عناء و انا اتنفس عبق اصواتهم فيه حتى و ان اختفو هم ذاتهم من ذلك المكان.."حسنا انا قادمة " تهاوت كل السنين فوق حاظري يومها حتى ما عدت اقوى على السير حتى افتح كل تلك الابواب المقفلة التي ظننت دوما ان لها حراسا اوفياء جدا غادروا فور حدوث هزة مشاعر مبهمة باغتت غبار السنين الذي التف حول اسلحة الدهر بين اذرعهم ..كم عبرت من عمر مضى حتى فتحت باب المكتب ..

"لقد قلقت عليك !! اانت بخير " ردد أبهاي

"كان لدي عمل كثير انشغلت حتى نسيت الوقت " اجبته و كل تعابير وجهي تاكد اني من شدة التعب لا اقوى على وضع قناع النشاط و هو الذي تعود من المزاح و الابتسام.." استمكثين هنا الليلة ؟؟"

"لا انا ساغادر بعد قليل "

"انت متاكدة انك بخير "

" نعم بعض التعب فقط "

"حسنا انا في الاسفل اذا احتجت شيءا "

ابتسمت في وجهه و اغلقت الباب جمعت كل اغراضي رتبت كل الفوضى التي احدثتها زيارة الشاب يومها رفعت خصلات تسللت الى وجه ارهقه تعاقب الزمن ثم اخذت معطفي لاعود ادراجي نحو شقتي . كنت عادة اتذمر من بعد المسافة بين عملي و مكان سكني لكنني يومها عدت مشيا حتى ان الحافلة اتت مرارا على طول الطريق لكنني عنيت التعب لم ارد ان اجد ما تبعثر قبل قليل ان يصادفني مجددا على وسادتي لم ارد ان ارى طيف زارني فجأة بعد غياب كنت أظنه الموت .

قصة قصيرة

الجزء الأول



  • 4

   نشر في 15 مارس 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا