كثير من الاسى والاسف هو ذلك الشعور الذي يغلف قلوب ساكنة اكادير عاصمة سوس،ولايكفي المرء ان يزور المدينة فقط ليفهم عمق الازمة التي تعيشها اكادير بل وجب ان يكون واحدا من ابناءها الابرار ليشعر بحرقة وغصة لما آلت إليه أكادير.
فالناظر الى عهد مضى باكادير كانت فيه عنوانا للانبعاث و انتصارا لرغبة التقدم اصبح اليوم يلمس بشكل جلي حالة الإسفاف والانحطاط الذي تعيشه مدينة الانبعاث،انه واقع الاهمال الشديد الذي لم يستثني جميع الجوانب،فالمدينة لم تعد عنوانا للامان بل وضعت لنفسها موقعا في خريطة الجريمة جعلتها تتصدر العناوين بين الحين والآخر،تفشي الاتجار بالمخدرات و جرائم القتل والمعاش اليومي من جرائم السرقة و تهديد حياة المواطنين فكم من طالب انتهى حلمه بعاهة مستديمة او اعاقة نفسية جراء وسمه بسكين في الوجه،وكم من عاملة في معمل اضطرت لتجريب الرعب و الهول في سبيل لقمة عيش مريرة و غيرها من الوقائع المؤلمة.
لم تعد سوس العالمة بل صارت سوس التائهة ففي ظل غياب وافلاس المنظومة السياسية المحلية و كذا و اقع الاحتكار الذي تفرضه قلة من الافراد التي تتلاعب بمصير المدينة،فالمدينة اصبحت قنبلة ديموغرافية كل شي فيها في تناقص ماعدا الزحف الاسمنتي الذي صار هواية افسدت الجمال والنسق العمراني للمدينة،غياب تام لفرص الشغل وقطاع الخدمات ولايوجد هنالك مخطط تنموي واقعي يضع اكادير في صلب الاهتمام،يكفي المرء ان يقوم بجولة في المرافق الحيوية ليلمس حالة البؤس التي لم تستثني حتي المناطق السياحية رغم الارقام الزائفة التي تتحدث عن ارتفاع عدد السياح فالانسان الاكاديري لايلمس تأثيرا لهذه الارقام في الواقع اليومي.
ان ناقوس الخطر اليوم يدق نفسه بشدة في مدينة الانبعاث،التي طالها غبار النسيان فالامن المفقود بالمدينة يستدعي نجاعة امنية أكثر و اكثر الى جانب المقاربة الاقتصادية لتضع شباب المدينة في قلب اهتماماتها ووضع حد لحالة التسيب و الفوضى الذي تعيشه المدينة هذا دون الحديث عن المشاكل الاخرى كالتعليم و الصحة لان حال الاسفاف واقع مشترك في عموم المغرب نتيجة السياسات العقيمة للحكومات و طغيان منطق الحسابات الدقيقة في تسيير القطاعات الحساسة بالبلاد ،انني كواحد من ابناء مدينة اكادير لااريد و لاارضى هذا الواقع المرير لمدينتي ووطن اجبرت كغيري على هجره لا لغياب الوطنية بل لواقع العدم الذي اجبرنا على الشرب من كأسه ،لكن لايمكن بحال من الاحوال التخلي عن القضايا الحساسة التي تمس مدننا و مدينة اكادير طال بها الامد في واقع الانحطاط و الانحدار فهل من مجيب؟