طقوس كتابتي
الليل نور والنهار رماد عطشان، وملائكة الأرض بترابها ملح النسيان، لون اللوعات الحية. الليل عاصفة موعودة، تعصف بالرمل عصفا، ترفع أصوات الغناء كل أناشيد البهاليل والفقراء ولصوص الله... سواده رَشَـحَ من فيض إحساس الليالي المُصرة على انتزاع قشرة النور...
تحولت أنا، عابد اللذات إلى متصوف في طقوس التذكر بين التلذذ والتطهر والنسيان... ما قادني إلى عزوف صريح عن جذبة الحركة. آخذُ قلما بشكل عشوائي وورقة، أهمّ بالكتابة، أدرك العجز، أفك سبابتي وإبهامي عن القلم الأسير... يسقط مدويا، أقوم وقد إمتلأت بيأس متخمر، لأعود إلى نومتي بجوار حزني الصاحي... أسمع سـُعالي مـُختلطا بنباح كلب...
جري سريع قادم من شارع مثقل بالنخيل... من أعلى عتبات الخيال، قلم رصاص ودون توقف أبدأ كتابة وتخيل مشاهد روايتي يامنة... عروس من جبل لمكو... وأنا مترنحٌ على كرسي سخن، وفضاء شبه مـُضاء بشمعة الهذيان... بجوار عشيقتي قنينة شود صولاي...
سعيد تيركيت
الخميسات 10 / 03 / 2015