كتب: مهاب أسامه

تميزت الشوارع المصرية الجميلة و المناطق القديمة انها سميت بأسماء أعلام بارزة في القرون الماضية  أو بأسماء أرتبطت بأحداث مشهورة غيرت الكثير في الشارع و التاريخ المصري القديم و الحديث وهذه الأسماء لم تتوقف فقط على محافظة القاهرة التي تعد أكثر المحافظات إنتشارا للأعلام البارزة بل أيضاً شملت الأحياء السكنية التي كان يسكنها كبار الفنانين و السياسين والرياضين سابقاً.

 قد لا يعرف بعض المواطنين أو السائحين قصة الشارع أو من كان يسكن هنا قديما و البعض الأخر لديه معلوماتٌ بسيطة، لذلك أطلق  "الجهاز القومى للتنسيق الحضارى"  مشروعي "هنا عاش" و "حكاية شارع" اللذان يهدفان إلى توثيق تاريخ الشخصية أو تاريخ الشارع.

مشروع "هنا عاش" الذى أطلقته وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع "الجهاز القومى للتنسيق الحضارى" تقديم فكرته المهمة للشارع المصرى عن طريق وضع لوحات نحاسيه تحمل تفاصيل بسيطة عن الشخصية مثل الإسم وتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة وعنوان المنزل و البعض من إنجازاته وتعلق اللوحه أمام مدخل منزلة أو أقرب نقطه له، وحسب تصريح الجهاز القومى للتنسيق الحضارى أنه تم الإنتهاء من تركيب أكثر من 200 لوحة "عاش هنا" في كافة مناطق القاهرة وأحيائها حسب إحصائيات عام 2019 ويوجد على كل لوحه شعار QR code يقوم الزائر بمسحه عن طريق تطبيق في هاتفه ليظهر له كل التفاصيل عن صاحب اللوحه و أين توجد بقيه اللوحات القريبه منه.

مشروع "حكاية شارع" يعتبر المشروع الأحدث للجهاز القومي للتنسيق الحضاري، حيث كشف المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى أنه تم الإنتهاء من تركيب 50 لوحه لأكثر من شخصية سياسية وتاريخية بارزة و هي عبارة عن لوحة تعريفية باسم الشارع وسبب التسمية ونبذة مختصرة عن اسم الشارع أو نبذة عن الحدث السياسى للشارع المسمى به، بدأ المشروع في "وسط البلد" ثم "الزمالك" ثم شارع "أبو افداء" و شارع "شجر الدر" و شارع "محمد مظهر" وغيرها من الشوارع القديمة الأثريه.

التوثيق سوف يصنع الكثير من الفخر، وسيدفع الآخرين للتساؤل والبحث عن المعرفة، ويتحول إلى حافز قوى لطفل لم يكن يتخيل أن نجيب محفوظ كان جاره أو أن يوسف إدريس كان يمر من هذا الشارع، و أيضا مشروع حكاية شارع امتداد لرؤية الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى الحفاظ على التراث العمرانى والمعمارى المتميز والحفاظ على التراث الثقافى ضمن مبادرة " تراثنا هويتنا فلنحميه معاً " ودوره فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، وسيقدم خدمة تعريفية للسياح العرب والأجانب في التعرف على تاريخ المنطقة عن طريق هواتفهم.