فارس الرومانسية بين أبو الريش وجنينة ناميش - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فارس الرومانسية بين أبو الريش وجنينة ناميش

الموت والحياة، والقضية الفلسطينية في أدب يوسف السباعي

  نشر في 20 يوليوز 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ماذا سيكون تأثير الموت عليّ، وعلى الآخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير، ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة ..

بتلك الأسطر تنبأ الأديب المصري يوسف السباعي بظروف وملابسات وفاته، في روايته طائر بين محيطين، عام 1971، وكان دائم الحديث عن الموت وكأنه ضيف يتعجَّل قدومه..

فارس الرومانسية .. بين أبو الريش وجنينة ناميش

في 10 يونيو/حزيران 1917، وُلد الأديب والصحفي المصري يوسف السباعي، بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، وكانت أسرته دائمة الانتقال من حي إلى آخر، وكلما انتقل إلى مكان ازداد تعلَّق به وأحَبه، وظهر ذلك جلياً في كتاباته، حيث يقول في مستهَّل روايته بين أبو الريش وجنينة ناميش: "فبينما نجد أن التجوال في جنينة ناميش هو الدافع إلى الكتابة .. وأن القصة ذاتها ليست سوى برشامة أضع فيها الجولة .. نجِد في أحيان أخرى أن فكرة القصة قد تكون حاضرة .. وأني لا أكاد أجلس إلى الكتابة لإبرازها إلى حيز الوجود باحثاً لها عن مكان وزمان أجعلها فيه وأُجري حوادثها به حتى أجد جنينة ناميش قد أطلَّت من رأسي .. وإذا بالسبل قد ضاقت بي إلا عن السد البراني، والمنيرة، والسيدة، وزين العابدين .. "

كان للمكان أكبر الأثر على يوسف السباعي، الذي ورث عن أبيه حب القراءة، والحس الأدبي، وفن الكتابة، وحَفظ رباعيات الخيام عن ظهر قلب بعد أن قام والده الأديب محمد السباعي بترجمتها عن الإنجليزية، وكان دائم الكتابة للمجلات التي ذاع سيطها في عصره، وعندما كان طالباً بالمدرسة الثانوية نُشرت له قصة بعنوان "تبَّت يدا أبي لهب وَتَب"، ومن بعدها انطلَق يملأ الدنيا كتابة.

بين الحياة العكسرية والموهبة الأدبية

تخرَّج السباعي في الكلية الحربية عام 1937، ثم عاد إلى الكلية عام 1942 ليصبح مدرساً لمادة التاريخ العسكري، وتولي العديد من المناصب، منها تعيينه في عام 1952 مديراً للمتحف الحربي، وأثناء ذلك كانت مؤلفاته الأدبية تسير جنباً إلى جنب مع وظيفته العسكرية، واستطاع السباعي التأليف بين النقيضين، حتى أصبحا صنوَين لا يفترقان، يخدم كل منهما الآخر، وقد ساعدته دراسته العسكرية في تكوين حبكات روائية مقنِعة لعدد من رواياته، مثل ابتسامة على شفتيه، وطريق العودة، والعمر لحظة.

كان السباعي لا يتوان عن جعل رواياته الأدبية ومقالاته الصحفية لعدد من الصحف التي تولى رئاسة تحريرها، مثل روزاليوسف، وآخر ساعة، ودار الهلال، والأهرام، جعلها منبراً للدفاع عن القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وحقهم في استرداد الأرض المنكوبة، وفي رواية "ابتسامة على شفتيه" كتب في المقدمة يقول: " إلى الشهيد الذي بذل روحه من أجل بعث الروح الفلسطينية .. والذي جعل من جسده الطاهر معبراً للعودة" ، وقال في أحداث الرواية على لسان البطل: " القدس كالقاهرة .. كعمّان .. كدمشق .. كبغداد.. إننا نؤدي واجبنا في كل مكان .. إن القدس عزيزة على المصري.. معزّة القاهرة للفلسطيني ولكل عربي .."

رحل السباعي في العام 1978، ومازال إنجازه الأدبي قائماً يتحدث عنه بعد رحيله بسنوات، وإذا دققنا النظر نجد أن المُفَكِّر يذهب، ولا ترحل الفكرة. وأعمال السباعي لم تَكُن محض أفكار.


  • 1

  • زهراء محمد رضا
    مدوِّنة مصرية وكاتبة نصوص أدبية، مهتمة بالرواية والشِعر، صاحبة ديوان "ناي وقانون" ، الصادر بالعامية المصرية عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع.. أحاول خوض تجربة الكتابة الروائية، وأحاول البحث في الكتابة عن ذاتي.. وفي الق ...
   نشر في 20 يوليوز 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا