إنّني مقيّد إليك ، لا بالحبّ وحده فالحبّ وحده لا يكفي ، الحبُّ يبدأ ، الحبُّ يأتي ، ينقضي ، ويأتي مرة أخرى ، ولكنّ هذه الحاجة التي تقيّدني بالكامل إليك هي ما يبقى. - فرانس كافكا
كيف للحياه أن تكون بهذا الشرور، لم تسعدني يوما وحين ظننت بأنها أنصفتني ولو قليلا خسفت الأرض تحتي جعلتني ركاما ، دخل الرجل غرفه الجلوس أذكر أننا تحدثنا مطولا قال كلاما كثيرا ،جعلني أشعر بالصمم في لحظه ما لم أعد أسمع ماكان يقوله كنت أتابع حركه شفاهه أتتبع الحروف أجري وراءها متقفيه أثر عبور اسمك ضمن الجمله التي لطالما تقت الى سماعها ولو سهوا،ذرفت دمعا طمعا في شفقته عله يقول لي شيئا،لوهله ساد الظلام عالمي ولم أعد أشعر بشيء كنت جثه هامده هائمه تقلب المدافن بحثا عن قبر يحتوينا نحن الإثنين.
أعادني صوت جورج الى الحياه التي لطالما لعنتها، كنت مخدرة مربوطه الى السرير بالكاد استطعت أن أفتح عيني لأرى سقف الغرفه الابيض من جديد كنت منهاره ورؤيته يحدق بي مثل أول مره جعلتني أشعر برغبه كبيره فالتقيوء لأخرج كل ماكان يثقل على قلبي تلك الكتله الدسمه المقززه المليئه بكل شيء سواك، طلبت من جورج أن يفكوني أجابني بأنها إجراءات لابد منها،إستسلمت ولم أقاوم مثل أول مره أردت أن أنتهي بسرعه بدون ألم أن تخرج روحي التي لم تعد مقاسي منذ أن رحلت عنها كبرت لدرجه فاضت خارج جسمي فصرت أينما حللت يغلق الناس أنوفهم من شده قوه رائحه الموت التي كانت تفوح مني ،ومع ذلك لم أنل مبتغاي هكذا هو الموت يصطاد أشد فريسه راغبه فالحياه فيفتك بها أما نحن فنشبه من نسيهم في أشد ركن مظلم من الحياه ليعود اليهم مجددا فيجدهم متعفنين يفزع منهم يؤجل نهايتهم الى يوم غير معلوم فتزيد معاناتهم .
ايميليا هل أنت جاهزه؟ لنبدا الحكايه من جديد، حكايه رسمت لها نهايه واحده سعيده أقر فيها عيني برؤيتك لكن شاءت الحرب أن تقول كلمتها فتكون الفيصل.كانت تلك هيلين من دار النشر التي تكفلت بنشر قصتنا أردت أن أخلد حبنا الذي بتر حين خطى أولى خطواته الذي فارق الحياه في عز فرحنا به، أمضينا أياما أسابيع أشهر أملي عليها وهي توثقنا كان الاعتراف فالنهايه صعب أخذ منا أشهر أعدت خلالها الى المصحه لتلقي العلاج في الأخير كنت مجبره على تحريرك زودتك بجناحين أعددتهما لك بكل عنايه وحب قبلت جبينك لامست قلبك نثرت عليه ذكرياتنا معا ربطتها بشريط احمر كي لاتسقط منك سهوا خرجت الى الحديقه كانت ليله خريفيه دافئه أطلقت سراحك وانا اصرخ للسماء إعتني به جيدا من أجلي إسحاق حلق حلق أنت حر.
توفيت إيميليا في غرفتها وحيده بعد أن عجزت في ان تملأ ثقوب روحها بذكرى حبيبها الذي توفي منذ عشرين سنه إسحاق الذي دفنته بيديها في جنازه مهيبه حضرها الاهل والاصحاب وبعض قيادات الجيش كانت ايميليا تعيش وهما خذرها لسنوات وهدئ من روعها فكانت تكتب الرسائل ترسلها الى جورج صديق اسحاق وذراعه اليمين في الحرب، ظنا منها أنها ترسلها للشخص الذي لم يغادر قلبها ولا مخيلتها ولو لثانيه الشخص الذي وهبته ذكرى لم تفنى حتى بعد فناءهما ف بقيت روحهما حيه يقرؤها الناس بين دفتي كتاب كتب بأحرف من وفاء.
-
سارةقلب مشع روح شفافة