الاستسلام أحياناً قد يكون مفيداً - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاستسلام أحياناً قد يكون مفيداً

جرعتي السحرية في تخطي الألم والمواقف الصعبة!

  نشر في 17 ماي 2021 .

إن كلمة الاستسلام بحد ذاتها تندرج تحت الأفعال السلبية، والتي غالباً ما تترافق مع أدوات النفي." لا تستسلم!" جملة  نسمعها كثيراً في حياتنا في كل مرة يصيبنا فيها شعور اليأس أو الإحباط. لكن أحياناً يكون الاستسلام فعلاً مفيداً عندما يرتبط بفعل التخطي. 

على سبيل المثال يمكن لأي واحد منا أن يكون قد مر بتجربة حب غير ناجحة انتهت بالفراق. الاستسلام لواقع أن العلاقة انتهت هو أفضل ما قد تنتهي إليه قناعتنا وليس مشاعرنا فقط، لأننا ببساطة نحكم التصرف بقناعاتنا أكثر بكثير  من التحكم بعاطفتنا،  التي غالباً ما تسوقنا نحو شعور الاشتياق والبحث الدائم عن بقعة ضوء خلفها أمل بأن هذه العلاقة لم تنتهي. 

أن تستسلم لفكرة لا يعني أنك أضعف من أن تقاوم لأجلها أو من أجل الحصول عليها. لا تستسلم عندما يتعلق الأمر بالدراسة أو العمل.. أو حتى بالزواج من شخص تحبه. الاستسلام هنا يأتي بمعنى التخطي التام لأمر أصبح مستحيل الحدوث.

الأمر يتطلب جهد كبير، والجهد الأعظم نابع من داخل كل منا، وهذا بحاجة إلى وقت، وتحضير، أي أنه لا يمكنك أن تتخذ قرار الاستسلام بأن علاقتك مع شخص انتهت وأنت ما تزال تراقب حياته الشخصية عن بعد، تعيد قراءة رسائله والغرق في ذكرى ماضيكما. 

أوقف عداد التفكير عند التصالح مع فكرة أن هذه العلاقة انتهت، وأن القدر حتمي. ابدأ بالتخلص من كل ما يدعوك للتعلق وتذكر هذا الشخص. سامحه على هفوات الماضي وسامح نفسك لأننا في النهاية بشر، والجميع يرتكبون الحماقات والأخطاء. وقد لا يكون الموضوع خطأ أحد، إنما مجرد أرواح لم تستطع التقارب أكثر. 

البحث عن أدوات مساعدة أمر ضروري ومهم جداً لنجاح التخطي. فالوقت الكثير يجبرنا على إعادة التفكير، لوم الذات وجلدها ويدفعنا لإعادة الماضي بتفاصيل جرت والتفكير فيها لن يغير من واقع الأمر شيئاً. 

اتذكر أنه أخذت مني التجربة سنوات حتى أخيراً استسلمت لفكرة أن والدتي ماتت، أنها رحلت إلى دار الحق وأنها لن تعود. أنني أعيشُ في هذه المدينة وأن قدراً حتمياً فرض علي مواقف علي تقبلها كما هي والاستسلام لفكرة أنني مهما فعلت فلم أكن لأغيرها!

استسلمت لواقع أن كل شيء يحدث لسبب، فتخطيت الكثير من المواقف التي ربما كانت ستخطو بشكل أو بآخر نهاية حياتي. وإلى اليوم مازلتُ أعاني كثيراً للوصول الآمن إلى مرحلة الاستسلام، ولأرقد علاقات وأشياء كثيرة في مثواها الأخير دون أن أترك لها أثر جرح يذكر يؤلمني في كل مرة أمد يدي عليه. 

أنت وحدك المسؤول عن قرار الاستسلام المفيد، وعليك أن تجد مفاتيح التخطي وأن تحتفظ فيها لتستخدمها في كل مرة تكون فيها متيقناً بأنه حان الوقت لإغلاق باب أو فتح باب جديد في حياتك.

التجارب كفيلة بمساعدتك على اكتشاف الوقت المناسب لاتخاذ القرار. لكنني كما أذكر نفسي دائماً أحب أن  أذكرك قارئي العزيز بأن الوقت الذي تفقده إنما تفقده من حياتك أنت، وأنه عليك أن تكون أقوى. القوة التي في داخلنا تحتاج منا فقط إلى القليل من الشجاعة والحكمة في اختيار الوقت المناسب  لإخراج مفتاح الفتح إو الإغلاق. 

وفي ختام الحديث أقدم لك الجرعة السحرية التي غيرت حياتي نحو الأبد. 

"أنا أؤمن أن خلف كل باب يغلق أو يفتح هناك خير، هناك فرصة جديدة ربما تحمل معها فرصة الحياة أو الحب أو القدر الذي أستحقه والذي سيغير حياتي نحو الأفضل. يساعدني هذا  على التخطي خلال وقت أسرع وبقناعة متسامحة أكثر فأستسلم للقدر وأنا أشعر بالأمان والراحة وبأن القادم أفضل بإذن الله. وبأنني أحياناً بحاجة للمساعدة وبأن الطريق النور ينتظرني فأضع حمل الألم في أقرب فرصة أسطيع إليها سبيلاً.". ودمتم بألف خير!


  • 5

   نشر في 17 ماي 2021 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا