ليلك ينزف أسود ...يقطر برسالتي الخمرية مع أولى لفحات الغسق
الرسالة ضبابية....تخلو من منطقية وجودك معي..
الحقيقة لا منطق يمكث بعقلي غير منطق أهل الكهف...
النار من خلفي وأنا أشيد بخيالي ليالي حياتي..
الشمس أمامك وأنت تحترق لرؤية بشاعة هذا العالم..
.كلانا يتضور قلقا...كلانا يتوضأ مياه الجحيم...انت الماء وانت الجحيم وأين انا من صلاتي أو من الارتواء .. انا اتعطش نحرا..
كلما انام وأصبح على رسالة تقول
"انا بخير كيف حالك"
...إني أقص عليك كل ما أوحى لي به القلم...
صرخة قلقة وخوف هذياني من عدم كفاءة كلماتي..
أنطق بما لا تفقه حواسي امرر يدي على شعرك واجيب
"لا لست بخير أني لا شيء غير العدم."
لكنك لا تجيب..انت فقط تزحف كحلوزون بعكس الساعة...يسير ببطئ...
حتى لا ينكسر زجاج الكون... حتى تلدغ مشيئته ثعبانها ...حتى تذوق طعم خيياتها الكسيحة..
.تترك لزُوجَتَكَ خلفك تجر خيبتك فوقك تدعي انها بيتك..يا ماضي اِن هذا عبدك..عابر زمان وحبيس لحظة وقتك...إني أسألك ان تبطئ من هذا الموت ليكون حياة في قلبي
لكني لا اجدك.. أين أنت الان؟
انت هناك..عالق..غارق..فارغ
في طين لحظة الخلق الاولى
في نشوة الخلق الاولى..
تتمتم كلمات غير مفهومة
وانا هنا اتحدث إلى جدران المقبرة اخبرهم عن هارب وقت سيجعل مني خالدة مخلدة
إني يا من ظننت أني منه شفيت وان الجرح به سيموت
اي وردة سقيت حتى اشتد النزيف وكثر مني السكوت؟
لا هواء هنا يديمها ولا مياه داخلي تسقيها..
ينبت من بين يدي رأسك....جاف واصفر كعبّاد الشمس..
ناشف وقاحل كوجبة شعير بلا ماء
احمله واطمس رأسي داخله..
تصارع ضيق المكان و تحشر كامل جسدها هناك ..
اضع يدي ثم اغلق عينيك وانظر..
فوق جبينك تتحس الحياة..
لا شيء يوحي بغير مومياء ورأس بشري فاقد للحياة..
انفخ فيه نفخا طويلا يذهب عني الكلام..
أُشكل عينين من عيون فلاسفة اليونان
لون البن المنسكب فجرا في عينيك..يتساقط على جسدي الان...هو حارق ووهج ناره يلتهم روحي... كالفقاقيع تستنشق الهواء....كنفق يطغى عليه السكون.
كغريب بلا وطن.. يخلق الزبد في عينيه رغوة من المطر... أو...أو هو فقط لحظة قديمة ..نطفة موعد او اسم بلا هوية...افقد المعنى..
افقد المنطق..
اقبل جبينك...يذوب....تذوب ..تظمحل عيناك وتنصهر بين يدي كصرخة هاربة في سماء حمراء..اعيد تشكيله لكنك تخترق يدي وتسقط الى العمق...اصرخ..افزع اشكلك مرة اخرى لا فائدة...
تحلق من رأسك ساعة رملية بجناحين..لا تراب بها ينساب..كل التراب انت..كل الانسياب والانسلاخ عني هو انت...
تسقط دمعة....مازالت حية
أنقذها وأضعها تحت بيتك...تحت عيني.. هناك..تنبض على وجهي في كل عزاء يكورني حيث لا يفارق الدمع خدي.
التعليقات
من أين تتدفق تلك الكلمات أميمة !
استمري ما تكتبيه رائع بالفعل ، جربّي أن تخرجي من الذاتية .
موفقة ودمتي سالمة ومبدعة :)