هروب امرأة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هروب امرأة

  نشر في 17 يوليوز 2019 .

" قمة الشجاعة ان تملك حق اختيار لنفسك حياتك بغض النظر عن اي ظروف " 

سئمت " الاحياة " التي تحياها وسط عائلة مفككة لا تعرف سوي النزاع سبيلا!  كابنتي عليا ' تدرك تمامآ الا حل سوي الهروب  بعيدآ عن تلك الازمات النفسية التي تحياها... 

دخل والدها الغاضب الغرفة و هو يصرخ بغضب ارتعد له جسد ' عليا ' 

" ' ام عليا ' اين الطعام لماذا لم يتم اعداده الي الان " 

خرجت ' ام عليا ' ليرد عليه بغضب شديد 

" هل انا الخادمة التي احضرها لك ابيك اطهو و انظف و اربي الاولاد و اكي الملابس و لا شكرا ابدا" 

" حسنآ ايتها المبجلة لو لم يعد الطعام في خلال عشر دقائق لن يمر يومك علي خير" 

يحطم المائدة بغضب ليسقط منها الاطباق متكسرة بينما تآوي ' عليا ' غاضبة يائسة الي الشرفة تهمس الي نفسها 

" زاد الامر عن حده يا'  عليا ' شجار و خلاف لاتفه الاسباب لم اعد احتمل اجل من حقي تقرير مصيري كوني قوية يا ' عليا " 

استجمعت قواها و ذهبت الي المطبخ حيث تطهو امها الطعام و هي تتمتم بعبارات الغضب 

" لن احتمل هذه الحياة يا اماه سآفر الي خارج البلاد مآوي لعل الله يبدلني خيرآ منها... " 

" ' عليا ' هل انتي جادة فيما تقولين " 

" اماه انا ابلغك قراري فحسب لقد حزمت امري و ساسافر الليلة بالطائرة " 

" ماذا تهذي لو سمع ابيكي لقلب المنزل صراخآ " 

" اسفة يا اماه لم اعد صغيرة و من حقي فحسب تقرير مصيري " 

تحزم ' عليا ' امتعتها ثم تخرج هاتفها لتتصل بالسائق حتي يصحبها للمطار 

تنظر لها امها و هي تواري دموعها 

" اهون عليكي يا ابنتي الا تدرين ما سيصيبني بدونك سينزف قلبي دمآ " 

" ارجوكي يا اماه تماسكي لاجلي عندما تريني سعيدة سيلتئم قلبك "

ينظر اليها والدها بآسي 

" القرار قرارك يا ' عليا ' و لكن ثقي انكي وحدك من سيتحمل تبعات القرار " 

تتركهم ' عليا ' بدون وداع حيث تستقل سيارة التاكسي  هي تغلق الباب خلفها دون ان تنظر اليهم فهي تكره او تخشي لا تدر لحظات الوداع.....!  

يتجه بها السائق الي شوارع جانبية سريعة لتسهيل الطريق بعيدآ عن الزحام حتي يصل بسهولة الي المطار مستقرآ امامه..  تخرج ' عليا ' من التاكسي بعد دفع النقود و هي تنظر امامها بقلق تجلس داخل المطار بانتظار مجئ الطائرة و تطلب من النادل كوبا من العصير.. 

كادت تشعر بارتجاف جسدها و هي وحيدة بلا رفيق ارتبت علي كتفيها امرأة شابة برفق و هي تسالها بلطف 

" هل استطيع مجالستك قليلا " 

" بالطبع تفضلي " 

" ساستقل الطائرة المتجهة الي ' اسبانيا ' و انتي " 

" اووه ' انتي ' مثلي تمامآ انا ايضآ ذاهبة الي ' اسبانيا ' " 

" سياحة ام الطائرةمخ " عمل و انتي " 

" ساقضي بضعة ايام مع ابنتي و اسرتها " 

" رائع اسعدكم الله " 

" لم اتشرف باسمك انا ' هالة ' " 

" اهلا بكي سيدة ' هالة ' انا ' عليا ' "

" سررت بلقائك ' عليا ' هيا بنا جائت الطائرة " 

تتجهان تجاه الطائرة بسرعة و تستقلان اياها يتصادف تواجد مقعديهما بجوار الاخر... 

" انه من لمن دواعي سروري ان نمضي الرحلة معآ " 

" و انا ايضآ ' سيدة هالة ' " 

" هل انتي متزوجة يا ' عليا '" 

" لا لاذلت انسة " 

" لم اري اي رفيق لكي اين والديكي " 

" القصة طويلة و لكن قررت الاستقلال بعيدآ عنهم " 

" اووه انتي لا تدري يا ابنتي كم تشتاق الام لولدها " 

" اعلم و لكن الامر اكبر مني " 

" السعادة لقلبك يا ابنتي " 

" شكرا يا سيدتي و لقلوبكم جميعآ " 

" اذن هذه زيارتك الاولي لاسبانيا " 

" اجل يا سيدة ' هالة " 

" حسنآ ما رايك ان نستضيفك في منزل ابنتي ' يمني '  هي تسكن برفقة زوجها ' علي ' و ابنتها الوحيدة ' تقي ' " 

" اووه هذا لطف منك و لكن ربما ازعجكم " 

" ابدآ ستسعد ' يمني ' بكي فهي تشكو الوحدة بلا صديقات " 

" رائع و انا ايضآ بحاجة لصديقة تعينني علي الغربة " 

تعلن الطائرة عن الوصول الي مطار ' مدريد ' تخرج " هالة " بصحبة ' عليا ' لتجد بانتظارهم ' يمني ' التي تحتضن ' هالة ' بعمق 

" ' اماه ' اشتقت اليكي كثيرآ "

" و انا ايضآ معنا ضيفة في منزلنا اقدم لكي ' عليا " 

" اهلا بكي يا ' عليا ' انا سعيدة جدا لروءيتك " 

" اهلا يمني السعادة لقلبك حبيبتي " 

يتوجه اليهم ' علي ' زوج يمني ' الذي يصافح حماته ' هالة ' 

" اهلا بكي يا ' حماتي ' و اهلا بضيفتنا ' عليا " 

يستقلوا جميعآ السيارة حتي يصلا الي المنزل تتجه الصبية ' تقي ' التي لم تتعد السابعة الي جدتها ' هالة ' بابتسامة 

" ' ماما هالة ' اشتقت اليكي كثيرآ " 

" حبيبة ' ماما هالة ' تعانقها بحنان دافئ يجعل قلب ' عليا ' ينفطر تلاحظ ' هالة ' تسألها بلطف 

" ما بكي يا ' عليا ' يا حبيبتي "؟ 

" لم تضمني امي قط " 

ضمتها ' هالة ' بحنان و هي تربت علي كتفيها 

" اعتبريني مثل ماما حبيبتي " 

" ليتكي كنتي امي ليتكم كنتم عائلتي مضيت عمري اتمني فقط و لو قليلا من الاهتمام و الحنان " 

تنظر اليها ' يمني ' بعطف شديد 

" حبيبتي ابكيتي قلبي اعتبريني اختك "

" يا قلبي انتي اختي و رفيقتي " 

" تعالي اقودك لغرفتك لتضعي اغراضك و تاخذي قسطآ من الراحة " 

 جلست ' عليا ' في غرفتها و هي تريح جسدها في مضجعها تفكر فيما هو قادم بدأ قلبها يشعر بالسكينة بعدما وجدت الاسرة الدافئة اغمضت عيناها لتغفو قليلا و تسرح في خيال احلامها... 

جلست ' هالة ' تنسج النول بهدوء دخلت عليها ' يمني ' مبتسمة 

" يا ماما توءلمين عينيكي بهذه الخيوط سيضعف نظرك " 

" هي هواية حبيبتي و لا يمكنني تركها " 

" الطعام جاهز يا ماما هيا ساوقظ ' عليا ' لدينا ضيف الليلة " 

" ' هادي ' تعرفين افكر في تزويجه ' لعليا ' " 

" ' عليا ' بالفعل طيبة لن يجد ' هادي ' زوجة مثلها و نأخذ اجر بها لوجه الله ساسعي لتعريفهم " 

اتجهت ' يمني ' الي غرفة ' عليا ' لتوقظها بهدوء 

"'  عليا ' استيقظي الطعام جاهز لدينا ضيف الليلة علي العشاء " 

" من يا حبيبتي " 

" ' هادي ' اخي ' قادم الليلة شاب وسيم و مهذب و لن اجد عروسآ له افضل منكي " 

احمر وجه ' عليا ' خجلا 

" ماذا قلتي؟؟ " 

" ساعرفك عليه ليحدث بينكم نصيب يا حبيبتي هيا ابدلي ثيابك " 

خرجت ' يمني ' بينما ابدلت ' عليا ' ثيابها بسرعة و هي تفكر في امر ' هادي ' اقتربت ' يمني ' من ' هادي ' ضاحكة 

" لدي ' عروس ' جميلة لك ' عليا ' " 

" انتي مصرة علي زفافي اذن اين العروس " 

" انظر انها قادمة با لها من جميلة " 

" الله اكبر سبحان من صور بدر منور " 

" اووه اذن نقول مبرووووك " 

" قريبآ جداً " 

يقترب ' هادي ' من ' عليا ' ضاحكآ 

" اهلا ' عليا ' انا ' هادي ' انتي حقآ جميلة " 

" اووه هذا من دواعي لطفك " 

" دعك من الرسميات انا ' خريج كلية ' طب الاسنان ' و اعمل بمستشفي ' قرطبة ' و اهوي السيرك و المسرح و انتي " 

" انا خريجة كلية ' الفنون الجميلة ' و اعمل بمعرض ' مدريد ' و اهوي المشغولات اليدوية و المسرح " 

" هذا رائع تبدين لطيفة ساتزوجك اذن توافقين" 

يحمر وجه ' عليا خجلا و هي تهز رأسها بصمت يضحك ' هادي' بانتصار بينما تتقدم منها ' هالة ' و هي تقبل راسها 

" مبروك يا حبيبتي سندعي عائلتك اذن حتي نخطبك منهم بالتأكيد هم عائلتك مهما اخطاوا بحقك و انتي بالطبع بحاجة اليهم في زفافك " 

" انتي محقة يا ' ماما هالة  ' سابعث لامي حالا." 

رن هاتف ' ام عليا ' الجالسة بحزن لم تصدق عيناها حين رات رقم عليا ردت بلهفة 

" ' عليا ' وحشتيني كيف حالك يا بنيتي " 

" ساصبح عروسآ و تزفيني يا اماه هلا قدميتي اسبانيا " 

" حبيبتي و عروستي ساطير من اجلك يا ابنتي " 

" اماه اريد ان اخبرك شيئآ انا احبك من صميم قلبي انتي و ابي انا انا اسفة يا امي علي كل ما فعلت لقد اكتشفت انني لا استطيع ان احيا دون رضاكي يا اماه " 

" حبيبتي يا ' عليا ' انا اسامحك علي كل شئ املي في الدنيا ان اراكي سعيدة " 

وقفت ' عليا ' في المطار تنتظر امها و ابيها و ما ان راتهم حتي احتضنت امها بحنان و هي تبكي بقوة كما اربت ابيها علي كتفيها ابتسمت ' هالة ' ضاحكة 

" ها قد اكتمل الشمل و لنستعد جميعآ لفرحة ' هادي ' و ' عليا ' 

في منتصف القاعة تقف'  عليا ' في ثوب الزفاف و بجوارها يمسك يديها ' هادي ' و علي جانبيهم ' ام عليا ' التي احتضنت ' عليا ' بحنان و ' هالة ' التي ارتبت علي كتفي ' عليا ' و ' هادي ' تتوسطهم ' يمني ' ضاحكة و هي تمازح الجميع بخفة ظلها اما ' عليا ' فهمست في اذن امها ضاحكة 

" سعادتي الحقيقية ان اري الفرحة في عيونك يا امي احبك " 

" النهاية " 















  • 1

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 17 يوليوز 2019 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
احسنت ..دام المداد
0
Menna Mohamed
شكرا من ذوقك
Dallash
تحياتي اختي الفاضلة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا