بين بصيرة قلب و منطق عقل
نظرة شرعية
نشر في 28 شتنبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
تسمرت عيناه تحدقان بها بشراهة بينما كانت ابتسامتها الخجولة تزين محياها و نظراتها الحائرة تحدق في مالانهاية تحاول عبثا ان تشغل ذاتها بأي فكرة تطفىء لهب توترها الحارق ،تنظر ببلاهة كعادتها في اللحظات الحرجة اليه دون ان تعي أن عيناها تحدقان بشفتيه السائلة
، تنحنحت محتجة " لما لا تستجيب لنداءات عقلها الباطني؟ " ، يزدري ريقه مضطربا لما لا تجيبه ؟ أين تلك السمعة و الحياء و الفكر المتقد المنتشر عنها ؟
بالواقع فيها شيء من البراءة و الطفولة المحببة لقلبه ، عيناها سهام نار ألهبت فكره حتى تعرقت يداه القابضتان على جمر التوتر و الانتظار ، " ويلاه! أتكون هذه السمراء الكحيلة صماء؟!" غاص في المقعد الوثير ،ضاقت به نفسه " سيرفض ..لن يحتمل جرأة بنكهة فاتنة شرقية ، ماذا سيقال عنه ؟ يقال عنه ! لمعت عيناه سرورا مازال اختبارها العقلي قد يشفع لها ما تبقى من عيوب ..
تنفس ببطء ، سمر عيناه على نظراتها حتى تثبت من احكام سيطرته على تركيزها و علا صوته على اخر نغمات " استوريو " حنجرته
-ما الذي يسيطر على جميع تفكيرك اللحظة ؟أريد ان تصليني بسماء فكرك
- اللحظة ! رددت ببلاهة طفولية و دوى صوت الصدق من اعماقها ، مثلجات قطعة كبيرة جدا من المثلجات .. انقطعت أنفاسها بينما تمتت في اعماقها " لا شيء يذيب حمى هذا التوتر الحانق سوى جبل مثلجات "
انقطع حبل أفكاره و تسلسل سيل شتائم مخنوق في صدره و صوت ضاحك مجلجل دوى في جمجمته المقفلة ، كيف تدنى مستواه الفكري ليتزوج بحمقاء بكماء جريئة بسيطة الجمال وان امتلكت جاذبية ساحرة كالجالسة أمامه ؟ماذا سيقال عنه؟ لاشك انه سيسر ان عاد من خنقة غرفة العمليات و المحاضرات الجامعية بدفء بسمتها و بساطة فكرها؟ لكن أبعد كل سنين الجهد و البذل يغرق في عقل تافه جامد ؟ مستحيل ... نهض مثقلا ممزقا بين أنات فؤاده الغبية و أجراس فكره المتعالي ... بينما انهارت هي في مقعدها مذهولة ، مشدوهة الفكر و قد أثقلها هول ما حدث ، حتى سالت دفقات سيل أدمعها " لن تعيد الكرة و لو سقطت السماء على الارض ! لن تعيدها ابدا ... "
-
خديجة بوقنةأخصائية اجتماعية ، مؤلفة للمنشور الالكتروني " عروس قلبي "