اكتب لشخص لم يَعُد له وجود في حياتي، اكتب له وأنا على تمام العلم بأنه لن يقرأ، ربما لأن طاقة الحب لديّ أكبر بكثير من رغبتي في نسيانِه.
اكتب له وأحكي كم هي مملة الأيام بدونه وعن كم عانيت للبقاء حتى أصل إلى تلك اللحظة التي لم أعد أهتم بها بوجوده أو غيابه، وأحكي عن استمراريتي في التنقيب عنه حتى وصلت لحائط مسدود وعرفت أني لن أجده.
الآن بعد شهور وسنين من غيابك أعد مجددًا للكتابة، أكسر كل ما يعوقني حتى أصفي ذهني مرة ثانية، أجلس على الرصيف وأتأمل المارة من حولي، أراقب تغيرات الفصول تحت تلك الشجرة التي حفرنا عليها أسماءنا من قبل، استخدم الحبر ذاته الذي استخدمناه في الكتابة على جدران مدينتا، ولكن على غير العادة أكتب عبارات حزينة تشاؤمية تدعو إلى الهجر والفراق.
ربما ظاهريًا أصبحت أنانية ولم أعد أفضل أن أرى المحبين ثانيًا .. ولكني في أعماقي أشفق عليهم وأفضل ألا أرى شخصًا مكسورًا يعاني الفراق وحيدًا مثلي.