صحفي إلكتروني
استقر أمام جهاز الكمبيوتر ليبدأ رحلة صياغة الخبر , عليه أن يكون دقيقا في كل كلمة وعليه أن يراعي قواعد المهنية ولا ينسى الأسئلة الخمس المعروفة والمصادر والخلفية ومراعاة تركيز الخبر وعدم الإسهاب , فقارئ الصحافة الالكترونية يشبه إلي حد كبير متعاطي الوجبات السريعة فهو يريد وجبة كاملة وشهية يستطيع أن يلتهمها في ثوان , دون أن يتعب فكيه من كثرة المضغ.
نشر في 08 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أستيقظ بصعوبة كالعادة , جلس علي حافة السرير محاولا أن يستجمع شتات عقله ويحدد من أين يبدأ ؟ فعليه وحسب تعليمات الموقع الاليكتروني الذي يعمل له أن ينشر يوميا خمس أخبار , أشعل سيجارة من سجائره الرخيصة وراح يفكر وبعد دقائق معدودة كان يستعد للخروج للمرور بالمصالح الحكومية المعتادة بحثا عن أخبار جديدة, كان محظوظا كالعادة فقد وقعت الأخبار في حجره دون عناء واستطاع في اقل من ساعة أن يجمع ثلاثة أخبار مؤكدة إما بالمستندات أو بتصريحات من المسئولين , عليه أن يعود مسرعا إلي المكتب ليحرر الإخبار وينشرها قبل أن تصبح أخبارا "بايتة" .
استقر أمام جهاز الكمبيوتر ليبدأ رحلة صياغة الخبر , عليه أن يكون دقيقا في كل كلمة وعليه أن يراعي قواعد المهنية ولا ينسى الأسئلة الخمس المعروفة والمصادر والخلفية ومراعاة تركيز الخبر وعدم الإسهاب , فقارئ الصحافة الالكترونية يشبه إلي حد كبير متعاطي الوجبات السريعة فهو يريد وجبة كاملة وشهية يستطيع أن يلتهمها في ثوان , دون أن يتعب فكيه من كثرة المضغ.
ضغطات متوالية قام بها باستخدام الفأرة تارة و تارة أخري باستخدام مفتاح "الانتر " مرة للنشر ومرة للتعديل والحذف ومرة أخري لضغط الصور ونشرها,
عليه الآن أن ينتظر المعركة المحتملة مع "الديسك" ,صاحب السلطة المطلقة في وأد الأخبار أو إحيائها .
يصيح غاضبا عند وصول إشارة الديسك برفض احد الأخبار التي قام بنشرها بحجة أن الخبر تأخر دقائق وقامت مواقع أخري بنشره , يرد عليه عبر البريد أن الخبر يحوي تفاصيل لم تنشرها المواقع الاخري حول خلفية المتهم وأسباب ارتكابه الجريمة وصورة حديثة للمتهم وهو في طريقه للنيابة , كل ذلك لم يشفع له فمعروف في الصحافة أن قرار الديسك نهائي حني لو اخطأ .
يستسلم للأمر الواقع ويعلق بالرضا علي قرار" السيد الديسك" , لحظات تمر وهو يتابع صفحات الأخبار والمواقع ليكتشف أن تفاصيل الخبر تم نشرها في موقع آخر بشكل حصري , يلعن الصحافة الالكترونية ويترحم على الصحافة الورقية ,ويستغرق في التدخين و ينفث الدخان بعمق كأنه يزيح عن صدره هما ثقيلا .
استفاق علي سحابة دخان سجائره , أطفئ جهاز الكمبيوتر وخرج مسرعا للشارع بحثا عن أخبار جديدة.