ان الاحداث التي تمر بالمنطقة عموماً وبالعراق وسوريا خصوصاً لا يمكن ان تفسر بمفهوم نظرية المؤامرة فقط كما لا يمكن ان تفسر بمفهوم نظرية اللامؤامرة المطلقة ايضاً ... ان التحليل حسب احدى هاتين النظريتين "فقط" بعيد عن الحقيقة كل البعد .

الفيمنولوجيا -او الظاهراتية- والتي نظّر لها "هيغل" و اسس مدرستها الحقيقية "إدموند هوسرل" تفسر جزء كبير من الحقيقة بطريقة عملية علمية علماً ان هذه المدرسة لا تدعي التوصل الى الحقيقة المطلقة المجردة ... ولكن حسب تصوري ان هذه المدرسة صادقة لانها تعتمد على (الحدث المجرد) من غير تزويق او تزييف .

"هوسرل" يعتقد ان عملية إدراك الماهيات هي جوهر الفيمنولوجيا وبذلك فان هذه المدرسة تتجه الى "ذات الاشياء" من خلال الوعي البشري الخالص ، مما يعطي تصوراً يقترب من الحقيقة كثيراً ويبتعد عن السفسطة والتفسيرات غير المنطقية .

-ظاهراتياً- ان المنطقة منقسمة انقساماً حاداً من الناحية السياسية و الاجتماعية ومترهلة من الناحية الاقتصادية واعتماداً على هذه المؤشرات والتي هي في الحقيقة "معالم وليست مؤشرات" فان المنطقة مقبلة على تقسيم جغرافي جديد يعقب التقسيم المجتمعي والسياسي .. وهنا وبعيداً عن نظرية (الصراع بين الطبقات الاجتماعية) لـ كارل ماركس لا بد من الاشارة الى ان ماركس كان محقاً جداً حين ربط الاجتماع بالاقتصاد والسياسة .

الخريطة (الجيو-بوليتيكية) او (الجغرافية -السياسية) سيعاد ترسيمها من جديد بسبب حرب الاستنزاف التي تعيشها هذه المنطقة ..

هذا التفسير بعيد كل البعد عن العاطفة والشعارات الوطنية و لا يعترف بكلمات من قبيل (الله لا يكولها -و فال الله ولا فالك - وتف من تمك- وبعيد الشر - وما الى ذلك) كما انه تفسير لا يشكك او يطعن في شرف احد ما ، لان الكاتب يعتقد ان الوطنية لم تعد لها تلك السطوة والبريق في وجدان اغلبية سحقتها الحروب .. واقول ربما سيصبح التقسيم مطلب جماهيري في المستقبل القريب ان بقيت الامور تسير بهذه الطريقة - ولا تؤاخذوني بهذه الربما- .

مع وافر امنياتي بان يعم الامن والسلام في ديارنا ودياركم .