منذ يومين وأنا فى طريقى الى العمل كنت اقرأ كتابًا كعاداتى ، لفت انتباهى تلك الجملة " انتشرت السلاحف فى أرجاء الأرض لقدرتها الفائقة على التكيف مع الظروف القاهرة ، أما الديناصورات فإنها سرعان ماانقرضت لعدم مرونتها فى التعامل مع المستجدات التى طرأت على بيئتها".
تذكرت حينها أنه فى احدى المحاضرات التى سنحت لى الفرصة القاءها لمجموعة من الفتيات ، والذين كانو طالبات من كليات متعددة، لفت انتباهى تلك الفتاة التى رفضت وبشدة التعريف بنفسها ،ولكن طوال الساعات التى كنت ألقى فيها المحاضرةأدهشني انها تتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة . فانتظرت لنهاية المحاضرة وسألتها كيف تتحدثين اللغة بتلك الطلاقة؟! ، اخبريني كيف طورتى نفسك فأنا على الرغم من عملى ومستوي فى اللغة لكني لا أستطيع أن أتحدث مثلك.
فأخبرتنى :-
أنا شيماء يونس خريجة تعليم فنى "دبلووم" وهنا كانت صدمتى!
قلت لها" حدثينى عن حياتك"
قالت :- حياتي من جوانب عديده مليئة بالتحديات وبفضل الله استطعت التغلب على جزء منها وتستمر محاولاتى العديدة لكى استطيع أن أواصل حياتي بصورة متزنة بعيده عن الخلل الذى تسبه لنا الأزمات.
من أكبر التحديات التى أمر بها علاقة المستوي الاكاديمي والتعليمي بكياني ، الحمد لله الفترة الماضية أكرمني الله وحققت انجازات جيدة ، منها العمل والمعارف، الذى اندهش أغلبهم أني خريجة تعليم فني!! مؤخرًا بدأت اهتم بعلم النفس ، وهذا ساعدني كثيرًا فى أن اتخطي الحاجز الذى يخلقه المستوي الثقافي والتعليمي في التعامل بين الفئات المختلفة في مصر .
بغض النظر عن التعليم الذى اتاحته ظروفي المادية والإجتماعية ، أكرمنى الله وبدأت "self study" علي اللغة الإنجليزية ،وبدأت الكارير الخاص بي من غير الدراسة الاكاديمية او الجامعية.. أنا بحب الحياة جدا بحاول اعمل مثل مايقال فى الأمثال الشعبية "يعمل م الفسيخ شربات"، أتمني أن يكرمنى الله وأرزق بفرصة أفضل في التعليم خلال السنوات القادمة لكي يأتى ذلك اليوم الذى اساعد فيه أناس يتمنون حياة آدمية نواتها تعليم راقي..
حاليًا أعمل Head teacher @"Strawberry nursery school",ومنذ عام في "international day for youth "، كنت مستضافة من قبل قناة نايل t.v ، وتحدثت عن بداية الكارير بself study....الخ، وأنا نائبة رئيس في "English Empire team" في جامعة القاهرة ، كتطوع مني لتعليم اللغة مجانًا.
وتذكرت ايضًا فى احدى الكورسات التي التحقت بها فى الجامعة الأمريكية ، كان يدرس معي طالب فى كلية الصيدلية فى الفرقة الرابعة ، علمت منه أنه يدرس بالنهار ويعمل فى الليل بإحدى الصيدليات حتى الساعة الثانية صباحًا اى بعد منتصف الليل ، وقبل ذلك العمل كان يعمل مندوب مبيعات ، فهو يعمل مع الدراسة حتى يستطيع أن يدفع نفقات الكورس ، ليكون مستعدًا لسوق العمل حينما يتخرج ، حقًا لكم أنا فخورة به.
فى طريقى الى العمل كل يوم ارى تلك المرأة المنتقبة التى تقود سيارة "mini bus" ، فمات زوجها وكان عليها الاعتماد على نفسها حتى تستطيع ان تربى ابناءها ، فبدأت بتعليم السواقة وهى الأن تعمل سائقة لإحدى الحضانات .
ربما لن تجدو فى تلك القصص تحديات كبيرة وانجاز عظيم ، وربما تستهونون بها ،وتجدونها قصص عادية، لكن اذا تمعنتم النظر في تلك القصص وخصوصًا فى مجتمعنا هذا، لوجدتم أن من تحدثتم عنهم لهم الإنجاز الأعظم.
فتلك الفتاة التى لم تستلم لظروفها ولا لمجتمع أحمق وصنعت قدرها وبنت كاريرها ، فى حين أن هناك المئات من خريجى المدارس المرموقة والجامعات العليا لم يحققوا شيئًا.
وذلك الفتى الذى يدرس ويعمل فى انِ واحد حتى يمتلك الخبرة الكافية والمؤهلات المتطلبة لسوق العمل حينما يتخرج من الجامعة ، في حين ان هناك آلاف الطلبة ، الذين لايشغل بالهم سوى المصاحبة والحب والتسكع فى الجامعة ، وحينما يتخرجون تجدهم يولولون ، يرددون الشعارات العقيمة وهنا يأتى دور الشماعات وحجة البليد.
وتلك السيدة التى لم تسمح لأحد بالإشفاق عليها وعلى أولادها ، ولم تذهب للزواج من اخر وتتركهم ، ولم تخضع لعقوق المجتمع ونظرته المتخلفة ، بل أكلمت حياتها بشموخ وكرامة وعزة لتكون مثال لأم ناجحة ، وزوجة وفية ، وامرأة مستقلة.
وأخيرًا "“our destiny is not written for us but by us”
-
Sahar Elbeharyسعادتى تكمن فى سعادة الأخرين
التعليقات
مقال جميل و محفّز , بالتوفيق في كتاباتك القادمة .