داخل صندوق الدمي الصغيرة كانت تبحث الطفلة "  لين " عن دميتها المفضلة و هي تشع وحهها نورا ببراءة الاطفال الملائكية دخلت الجدة " حورية " علي الطفلة الصغيرة و هي تداعبها حاملة دميتها المفضلة 

" حفيدتي الجميلة " لين " من سيأخذ الدمية الان "

"اوووه يا جدتي كنت ابحث عنها في صندوق الدمي شكرا يا جدتي اللطيفة "

" حبيبة جدتك يا "لين " القمر انظري قد صنعت لك خصيصا عقدا من اللؤلؤ"

" يا حبيبتي يا " جدتي " انا احبك جدا كل يوم سأطلب من ماما أن نحضر لديكي "

" حبيبتي يا " ليونة " و الان ما رايك يا حبيبتي أن نقضي امسيتنا الشتوية الليلة في سرد " حكاية "

"هيييييه انا متحمسة يا جدتي هيا كلي اذان صاغية لكي "

" حكياتنا الليلة يا " لين " عروس البحر " هلا تناولتي بعض الكعك اللذيذ يا بنيتي " 

" اوووه طبعا يا جدتي يبدوا لذيذا مع كوب اللبن الساخن "

" هنيئا يا بنتي كان يا مكان في سالف العصر و الاوان يحكي أن في بلاد العجم في " خرسان"  تولي ملك يسمي " شهرمان " و كان لديه " مئة سرية  و لم ينجب منهم ذكر و لا انثي فغلبه القهر و الهم لأنه لم يرزق بغلام يرث عنه الملك كما ورثه عن آبائه ..فبينما هو جالس ذات يوم دخل عليه بعض مماليكه قال أحدهم 

"مولاي لدينا جارية مع"  تاجر النخاسة " لم نجد اطيب منها " 

" علي بالتاجر و الجارية اتوني بها اتخذها لنفسي زوجا "

" امرك يا مولاي سيدخلهم الحاجب فورا "

تدخل جارية تشبه الرمح الرديني و هي ملفوفة في ازار (١) من الحرير المزكرش بالذهب فلما كشف التاجر عن وجهها أضاء المكان من حسنها و ارتخي لها سبع ذواءب حتي وصلت إلي سلاسلاها كاذيل  الخيل  .. 

نظر الملك الي التاجر قائلا

" بكم هذه الجارية يا شيخ " 

"يا سيدي اشتريتها من التاجر بالفي   دينار منذ ثلاث سنوات و تكلفتها حتي وصلت إلي هذا المكان بثلاث آلاف دينار و هي هدية مني لك "

" يا دودار(٢)  المماليك اكتب الي " الجمدار "(٣) أن ينعم علي التاجر بخلعة سنية و تصرف له عشر الاف دينار من بيت المال "

"سمعا و طاعا يا مولاي "

" شكرا يا مولاي هذا من كريم فضلك "

سلم الملك الجارية " للمواشط " ( ،٤) لإصلاح شأنها ثم سلموها الي مقصورة و أغلقوا عليها الابواب ..و كانت شبابيك المقصورة تطل علي البحر و كانت المدينة التي سكنها تسمي " المدينة البيضاء " 

تعجب الملك عند دخوله المقصورة أن الجارية لم تقم له فظن أن مواليها لم يعلموها الادب و احترام هيبة السلطان ! ثم أمر " الجاشنكير (٥) فأحضر لهم مائدة الطعام و السماط (٦) فأكل الملك و ترك الجارية لها بعض الطعام و تعجب الملك من صمتها فاحضر لها الجداريات و السراري تغني و هي صامتة فغضب الملك و صرف الجواري !! و مضي عام و الجارية صامتة حتي تعجب الملك من ذلك قال لها الملك    ذات يوم 

" يا منية النفوس أن محبتك عندي عظيمة و قد هجرت جميع الجواري من اجلك و جعلتك نصيبي من الدنيا و قد طولت روحي عليكي سنة كاملة و اسال الله ان يلين قلبك فتكلميني و أن كنتي خرساء فاعلميني بالاشارة حتي اقطع العشم من كلامك و اني ادعو الله ان يرزقني منكي بولد يرث ملكي "

" ايها الملك الهمام و الأسد الضرغام إن الله قد استجاب دعاك يا مولاي و اني حامل منك و قد آن أوان الوضع و لكن لا اعلم إن كان المولود ذكر ام انثى 

" الحمد لله أن رزقين أمرين كنت اتمناهم حملك و حديثك "

انصرف عنها الملك و أمر الوزير أن يخرج للفقراء و المساكين مائة ألف دينار صدقة ثم عاد إلي الجارية يحدثها 

"يا مالكة روحي لم السكوت سنة كاملة و انتي جالسة عندي "

" اسمع يا مولاي انا مسكينة غريبة مكسورة الخاطر فارقت اهلي و اخي و امي " 

"انا قولك مسكينة فهذا ليس محل فإن جميع مماليكي  و متاعي بما فيهم انا في خدمتك و انا ايضا صرت مملوكك و أما قولك فارقت امي و ابي و اخي فاعلميني مكانهم و انا أرسل إليهم لاستقبالهم "

" اعلم أيها الملك السعيد أن اسمي " جلنار البحرية " و ابي من ملوك البحر و مات و خلف لنا الملك فبينما نحن فيه تحرك علينا ملك من الملوك و أخذوا الملك من أيدينا و لي أخ يسمي صالح و امي من نساء البحر فتنازعت انا و اخي فحلفت أن ارمي نفسي عند رجل من اهل البر فخرجت من البحر و جلست عند طرف جزيرة من القمر فاتي رجل أخذني و باعني الي الرجل الذي اخذتني منه و هى رجل جيد صاحب دين و مروءة و لولا أن قلبك احبني و فضلني عن جميع سرايره ما كنت جلست عندك ساعة واحدة و كنت رميت نفسي في البحر و لكن خجلت ان اعود إليهم و انا حامل منك و أخبرهم قصتك فلن يصدقوني "

"يا سيدي قد قرب أوان ولادتي و لابد من نساء البحر حتي يساعدني علي الولاده فإذا حضر اهلي انقلب معهم و ينقلبون معي  "

"كيف تمشون في البحر "

" انا نمشي في البحر كما تمشون في البر ببركة الاسماء المكتوبة علي  خاتم سليمان بن داود عليه السلام " 

" ولكن يا سيدي عندما ياتي اهلي ساخبرهم الجميل الذي صنعته معي و انك اشتريتني بدراهمك و انك ملك بن ملك "

" لك ما تريدي " 

" اعلم يا سيدي أننا نسير في البحر و عيوننا مفتوحة نري الشمس و القمر و اعلم أننا في البحر طوائف كثيرة ..

قامت جلنار و أخرجت من كتفيها قطعتين من عمود القماري و اخذت جزاءا و أوفدت جمرة النار و صفرا صفرة تتكلم كلام غير مفهوم فدخل الملك المخدع ليري اهلها فظهر فجأة شاب حسان بهي المنظر و خد اجمر و سعر كأنه الدر و الجوهر فهو يشبه أخته ثم اتي من البحر و معه عجوز و خمس جواري كالاقمار فاستقبلتهم جلينار فرحة بدأت امها تحدثها 

" و الله يا بنتي ضاقت علينا اربع سنين نبحث عنك و لا نسلتز الطعام خبرينا عن احوالك يا بنتي "

" لا تقلقي يا امي اشتراني الملك الصالح ملك بن ملك و ترك جميع سرايره من اجلي "

" الحمد لله يا اختي أن جمعنا بعد تفرقة "

أمرت جلنار جواريها أن يعدوا موائد الطعام و الاسمطة لأهلها فاكلوا عن طيب خاطر ثم توقفوا فجأة 

" يا جلنار انا مالكم رجل غريب و قد دخلنا قصره و لم يأكل معنا فليس بيننا خبر و ملح " 

قامت جلنار الي الملك 

" قد سمعت ما قالوا يا سيدي و يجب أن تأكل معهم و تحضر الي بلادنا "

قام الملك و مكث معهم ثلاثين يوم و هو ياكل معهم و قد أحسنوا استقباله و استعد لزيارة بلادهم ثم بعدها بأيام وضعت الملكة جلنار ولد فانتظرت قدوم اهلها حتي سموه " بدر " فأخذه خاله و نزل به البحر ساعة ثم أحضروا جوهرة للملك الذي سر لهم و هم يخبروه بكثرة الجواهر عندهم و دارت الايام و كبر " بدر " وسمع وصف أمه في وصف بنت ملك السمندل الملكة " جوهرة " فلما حدثهم بهيامه بها فذهب و قدم هدية الي ملك السمندل طالبا ابنته فغضب الملك من صالح و سبه و طلب تعليق رائع ففر  هاربا  ثم أحضر صالح الفي من عشيريتهم  فتىحلوت الخيول و هزموا الملك السمندل و اسره فلما علمت جوهرة بذلك فهربت الي بعض الجزائر و اختبأت فوق شجرة و  لما بلغ الملك بدر ما حدث هرب الي الجزائر وقعت عيناه علي عين جوهرة قاله لها 

" من انتي يا غاية المطلوب "

" يا مليح الشماءل انا الملكة جوهرة بنت الملك السمندل هربت الي هنا بعدا هاجم صالح ابي "

" انزلي يا سيدتي .. ."

" لماذا سكتي يا جدتي اين باقي القصة "

" هذا ما سنعرفه غدا يا بنيتي "

" يتبع "