بعد قليل ستتبدل الأدوار مرة ومرات ؛ سيجلس المُعتدي مكان المُعتدَى عليه ، ويبرر المعتدي العنف لنفسه تحت أي اسم وبأي مبرر. سيتكلم من صمت عن عنف أتباعه ويطالب بإدانة العنف على عكس ما فعل وقت الغلبه.
وقتها سينتزع المعتدي -مؤقتاً- لغة التشفي والغرور من المعتدى عليه الذي انتزعها هو الأخير منه بعد أحداث عنف سابقة وقعت عليه ، ويستعير المُعتدى عليه لغة المعتدي -حتى إشعار آخر- ويستشهد بنفس الآيات والأحاديث عن رفض العنف والقتل والسحل والتعرية ، ويكتب رموز المعتدى عليهم عبارات منمقة ومذركشة عن التعريف بأبجديات الإنسانية التي غفلها هو نفسه من قبل عندما كان المنتصر ، وستلتقط الكاميرات ما تشاء حسب انتماء المصوّر وصاحب الهوى سيصدق أو يتحرى الصدق وصدره يضيق بوطن يأكل نفسه بنفسه والحاكم في غيبوبة والمعارضة وهمية والمطحون مطحون والمغلوب على أمره يزدادُ بؤساً وفقرا والعنف هو عنوان دولة لادولة يقرر فيها المظلوم أن يفقد جوهر ما يميزه عن الظالم بالثأر والعنف والدماء وفقد الإنتماء.
حافظوا على غضبتكم لأحداثٍ أخرى. وفِّروا على أنفسكم كلمات لن تُثمنُ شيئاً. لا تُسرفوا في الفرح بإنتصاركم هذه المرة. لا تحزنوا على خسارتكم هذه الجولة. أقسطوا في الغضب والفرح والضعف والغرور والتأييد والأدانة والرفض والقبول. صبراً ؛ ستتبدل الأدوار وتتشابه نفس التعليقات وتتطابق نفس الآراء وتُنشر نفس الصور الملطخة بالدماء مع اختلاف الأدوار بين هذا وذاك. والسلام
-
أحمد جمالأحب الصالحين ولستُ منهم