عندما يبلغ الجنين في رحم الام أربعة أشهر تُكتب لهُ الكتابة العمرية التي تشمل ( الرزق ، العمل ، العمر ،الشقاء او السعادة) وهذا مايعنيه أن عمر الانسان مُحدد بذلك اليوم وبتلك الساعة والثانية لاتقديم ولاتأخير ولو للحيظة لكن فقط أسباب موتهِ تختلف مرض ،حادث ، قصف ،نام ولم يستقيظ وهلم جرا وصغيرنا قيل كبيرنا يعلم ان كل نفس ذائقة الموت ولابد من الحزن فشيء مُحال ان لايصيب القلب حزناً شيءٌ مُحال أن لايتفطر القلب حزناً واسى ، شيءٌ محال أن لايجري الدمع في المآقي ،حزن يمضي بنا أعوام وأعوام لاتنتهي اما حزن تلك المظاهر الساذجة البائسة التي لامعنى لها قد تصل لأشهر تلك المظاهر التي لاتمثل مايعتصر في القلب من ألم وحزن وأنما تمثل مايجب أن نظهره للناس من حزن من أرتداء الزي الاسود لأشهر وقد تصل لسنوات الى عدم تقديم اي مشروب سوى القهوة في ايام الحزن ومابعدها أضافة الى أطفاء الاجهزة الكهربائية ومنها ال t.v وفرض حظر تجول على أفراد ذلك البيت الا في حالة الذهاب للعمل اما بالنسبة للحزن الخارجي للرجل فعليه بترك لحيته لمدة أربعين يوماً اما مايخص ولائم العزاء ومايبذخ فيها ( للتباهي) والعوائل التي مافتئت تلطم الخدود وتشق الجيوب فهذه جوانب يطول فيها الكلام.
منذُ أن كنتُ طفلة والى الآن أرى أغلب هذه المراسيم في كل مجلس عزاء وستستمر لاجيال قادمة وقادمة فنحن مضينا على ماوجدنا عليه أجدادنا واحفادنا ستمضي على ماوجدوا عليهم أجدادهم وهكذا تستمر القافلة بالمسير ومن أبسط المظاهر مابعد العزاء الزي الاسود الذي يفرض نفسه وعندما نسأل لماذا يجب علينا لبسه تاتي الاجابة سريعة تقديراً للميت وعليه أفضل الصلاة والسلام يقول " لايحل لأمراة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ، الا على زوج ، فأنها لاتكتحل ولاتلبس ثوباً مصبوغاً الا ثوب عصبٍ ، ولاتمس طيباً الا اذا طهرت نبذة من قسط او أظفار" رواه البخاري .فهذه المظاهر التي نتقيد ومايرتسم فيها من حزن لاتعبر عن مايختلج في القلب من ألمٍ وحزن ولو قيد أنملة وانما أكادُ أجزم ما هي الا لتجنب ( كلام الناس) الذي لم يُكتب له أن ينتهي ولتقدير الميت مثلما يُقال ولا أعلم كيف لها أن تضيف التقدير ؟! وهل الميت يحتاج الى التقدير ؟! ام يحتاج الى عمل صالح مكثف؟!
بعض العادات والتقاليد تجعلنا كالدمى في مسرح العرائس لا نعي ماذا نفعل .