لماذا علينا تحييد مشاعرنا؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لماذا علينا تحييد مشاعرنا؟

  نشر في 06 أبريل 2021 .

في ليلة كان يجلس مفكرًا كيف سيكمل تلك الحياة، كيف سيواجه كل تلك المشاعر التي تتسارع للقضاء عليه، هل أصبح مُجبرًا الآن على المُضي في هذا الطريق وحده، لم تكن تلك الأسئلة وحسب هى التي تتوارد على خاطره بل كان معها خوف وحزن وقلق من كل ما فقده. لم يكن حينها يثق في الحياة، و لطالما تسأل لماذا عليه أن يكمل هذه الحكاية التي لا يرغب في لعب دور البطولة فيها، تمنى لو أن هنالك منفذ ليهرب من نفسه التي أهلكته، لكن كان عليه حينها مواجهة كل ذلك وليس الهروب، ومن بعدها النهوض من جديد و بروح مختلفة ولكن كيف؟.

قال له أحدهم في مرة أنت شاب في مُقتبل العمر لكنك تعيش بروح ذاك الهرم الذي سأم الحياة ويقضي ما بقى من حياته منتظرًا الحقيقة الوحيدة التي نؤول إليها جميعًا. كانت تلك الكلمات تترد في عقله كلما تطلع إلى المرآة التي كانت تحدثه هى الأخرى قائلةً بكل حدة لماذا أنت كذلك، لماذا تستسلم وتترك حياتك تمر دون أن تعيشها، ومن هروب لهروب حتى يصل لسريره ويتمدد متطلعًا لسقف الغرفة، في عقله سؤال واحد متى النهاية لكل هذا الألم.

حتى تلك اللحظة التي أمسك فيها قلمه وجلب ورقة فارغة أقسم حينها أن عليه تغيير هذا الواقع، ليس هذا فحسب، كتب على ورقته علي المواجهة والنهوض وخوض تلك التجربة، فمادمت أعيشها لابد من تذوق كل ما فيها من حلو ومر، ثم ردد يجب إذا أن أخوض التجربة حتى لو كنت خائفًا وقلقًا من القادم، وكرر كلماته سأخوضها حتى لو كنت لا أعلم ما الذي ينتظرني، سأعيش، منذ ذاك الحين عاهد بطل مقالنا نفسه أن يدفن كل ذكري سيئة بغيرها مليئة بالحياة والأمل، فقط كان يكفي أن يتعهد لنفسه بهذا لتبدأ رحلته من جديد في إكتشاف ذاته وعيش التجربة بروحًا مختلفة.

ماذا يعني أن تكون شخصية حساسة؟

بطلنا كان ذا طابع حساس وأن تكون شخصية حساسة في وسط أبرز سماته هى الفردانية والأنانية أكبر مصيبة يمكن أن تُبتلى بها عند تفكيرك في هذا الأمر للوهلة الأولى لكن الحقيقة عزيزي هى غير ذلك، فكونك شخصية حساسة لا يجعلك تعاني كما تظن، أن ما تعانيه ليس لحساسيتك ولكن لنظرتك للأمور وتعاملك معها، أن تكون شخصًا حساسًا يعني أن تكون أمامك فرصة كبيرة لتفهم مشاعر الآخرين و رؤية أوجاعهم والتعاطف معهم ليس الأوجاع فحسب، بل يمكنك الإيمان بهم وتشجيعهم والإلتحام مع تجاربهم الإنسانية، أن تكون حساسًا يعني أن يكون أمامك فرصة كبيرة لإستشعار كل شىء في الحياة والطبيعة والإستمتاع به، يمكنك أن ترى التفاصيل الصغيرة في كل ما حولك، يعني أن تكون أكثر إيمانًا بأمل أفضل وحياة يحكمها المبادىء والمساواة فأنت بحكم طبيعتك لا تحب أن ترى شخصًا مظلومًا لأنك تعرف بما يشعر المظلوم جيدًا.

إحذر كونك شخصية حساسة فهذا يعني أنك تتعاطف مع الآخرين بشكل كبير، ويمكن أن يدخلك هذا في دوامة من الهموم إذا كنت ممن يغوص في هموم الآخرين ويترك دائرته ويدخل دائرة الآخر ليعيش معه في همومه ظنًا منك أنك بذلك تساعد من أمامك، نعم بذلك أنت تساعد الآخر ولكنك تظلم نفسك وتلقي بها في التهلكة، عليك بالإستماع والإصغاء وتقديم النصح للآخر لكن لا تتجاوز ذلك بأن تعيش في مشاكل الآخرين، فليس هذا هو دورك.

لماذا علينا تحييد مشاعرنا؟

كانت أبرز تجارب بطلنا في مواجهة الحياة بالتعامل معها بتكتيك مختلف وهو تحييد المشاعر ومعنى هذا الأمر حسب أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية، هو أن تكون عاديًا، فلا تشعر بالفرح أو الحزن تجاه أمر ما.

علينا أن نعلم جيدًا أنه من أجل النجاح في تحييد مشاعرنا علينا أولًا تقبلها وندرك أن مهما كنا نشعر سيمر هذا الشعور مع الوقت.

لتعلم أيضًا عزيزي القارىء أنه لتصل لمرحلة من السواء والراحة النفسية عليك بتحييد مشاعرك تجاه بعض الأمور والأشخاص والأهداف التي هى خارج نطاق سيطرتك، وفي هذا الشأن يقول عمارة: "أكبر نعمة من الله أن مشاعرك بيدك .. فلا تتركها بيد غيرك ولا بيد الظروف وإلا لكنت لعبة في أيديهم، من الآن استعد سيطرتك على مشاعرك فهي ملكك وحدك، وأنت وحدك الذي يملك السيطرة عليها إلا إذا سمحت لغيرك بذلك، أنت السبب، قرر"

إذا دعونا لنقل أن الحل في أيدينا كل ما علينا هو تحييد مشاعرنا تجاه ما هو خارج نطاق سيطرتنا ولنستعيد التحكم في مشاعرنا وإدارتها بالشكل الذي يحقق لنا حياة أفضل وأكثر طمأنينة وراحة، ودمتم قادرين على تحييد مشاعركم. 



   نشر في 06 أبريل 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا