في احدى زوايا البيت تحت نافذة مفتوحة إستندت ... بينما اعتلت الأصوات حولها من ضجيج عرقلة السير وصراخ وضحكات اطفال الحي ... كان المكان هادئا بشكل فظيع لها ... كانت تبحث عن منفذ من سوداوية افكارها المتبعثرة . عن شيئ تسكت به الصوت الذي بداخلها . أعلى من أي ضجيج شيئ ينتهي به الأمر سريعا .. لم تكن أشد الناس بئسا ! حقا لم تكن تعاني من أي خطب .. حياتها لم تكن مأساوية لتدون في مسلسل درامي .. قدرت وشكرت على كل نعمة منحت لها في الحياة ......مشكلتها الوحيدة كانت التفكير الزائد "overthinking".....
... أن تكون شخصا يعشق الكتابة مثلها يعني أن ترى الحياة بأصغر تفاصيلها مهما كان نظرك ضعيفا ..إلا أنك تعيش أسوء لحظات حياتك أقسى من الشخص العادي .. قد يكون الأمر صعبا لدرجة تجعلك تفكر بإنهاء الأمر سريعا ...
في حين كان عقلها محصورا في اللامكان إلتفتت يسارا لترى بجانبها إحدى أحواض أسماك الزينـــة .. كانت تلك الثلاث سمكات هناك من فترة طويلــــة تحدقن بهـــا ... كانت تلك اللحظات التي إنتهت برمشة عين سببـــا يحثها على الإبتسام .. الله أعلم ماكان سبب تحديق السمكات بها في تلك اللحظة ربمــــا لم تكن تنظرن إليها حتى بالأحرى لكنهـ كــــان سببا أنساها كل شيئ لوهلة ....
أحيانا الجانب المشرق الذي قَرَأْنَا عنه في الكتب ليس "مشرقا" حرفيا وليس مدينة بيوتها وردية اللون ينتهي الشارع فيها بسحابات كبيرة تقفز فوقها كائنات خيالية ...
ربمــــا الجانب المشرق خال من هذه البهرجة كل مايحتاجه هــو نظرة من أعماق الـــــروح مع رشة أمل ....
-
Just meجرتني خواطري إلى هنا