مجزرة نيوزيلندا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مجزرة نيوزيلندا

  نشر في 31 مارس 2019 .

بقلم: إبراهيم عبدالله العلو



ماذا فعلت بنا يا نيوزيلندا في ذلك اليوم الأسيف حتى تفجرت قرائح وسالت محابر وذرفت عيون وطافت مآقي وجمدت عروق وغصت حلوق.

في يوم مبارك هرع الأهل يصحبون أبنائهم بعد تطهير أبدانهم لتنقية أرواحهم والشعور بالسكينة في بيوت الله الآمنة يحدوهم الأمل بلقاء الأحبة وتبادل السلام مع الأخوة والأحباب يغمرهم شعور عارم بالحب والألفة وما كانوا على علم بما ينتظرهم هناك. ما أن جلسوا للإستماع للخطبة ومنهم قائم وساجد حتى قدم ذلك المأفون يحمل بندقيته ويبث بثاً مباشراً على وسائل التواصل الإجتماعي أغاني الكراهية ورصاصه يستقر في أجساد أبرياء لا ذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله. أما علمت ايها الأخرق أنك خسرت دنياك وآخرتك وقد أعماك جهل مطبق وحقد أعمى لم يقرأ من التاريخ سوى نعرات آثمة وضغائن دفينة وكأن العالم بحاجة إلى مزيد من سفك دماء الأبرياء.

أما كان الأجدر بك أن تفهم وتعلم ما الذي دفعك إلى إرتكاب هذه الجريمة البشعة وكيف تبرر لنفسك فعلتك الشنيعة وأنت الأسترالي الضيف على نيوزيلندة بلد السلام ومضرب المثل في الأمان والتعايش وتقول في خطابك الأجوف أنا الأوروبي المحتدر من أجداد إنجليزية واسكتلندية وتتباهى ببياض بشرتك وقوة عضلاتك وميراثك الجيني الذي تنقل في أصلاب الرجال وأرحام النساء على مدى قرون طوال حتى وصل إليك من دون حول منك ولا قوة؟.

أزهقت أرواحاً بريئة ونفوس أوهنها طول السفر وألم البعاد ومكابدة الحياة وقد أتت من أصقاع الأرض كافة مهاجرة طريدة وكل منها يحمل ما تنوء به الجبال وتحلم بالراحة والأمان. تركوا خلفهم مبتدأ حياتهم ورحلوا عن مسقط رؤوسهم وذرفوا دموعاً حرى وهم يودعون مراقد الأجداد ويقبلون أقدام الأمهات والأباء يطلبون الصفح والمعذرة.

سامحونا لقد ضاقت بنا الأرض وها هي الفرصة قد سنحت فلا تحرمونا منها ولو علموا ما كان ببال ذلك الآثم ما تركوا أوطانهم لحظة من ليل أو نهار.

ولكن شاءت الإرادة الآلهية أن تصعد أرواحهم البريئة إلى بارئها على يد ذلك الغادر الذي تخلى عن إنسانيته وانزلق في مهالك الحقد الأعمى ولم يعلم أنه الضحية الأولى لفعلته الأثيمة.

هنيئاً لكم يا من قدمت إلى بيت من بيوت الله ففاضت أرواحكم وارتقت مهللة مستبشرة بعفو وغفران.

ولكل مصاب وجريح نسأل الله أن يعافي أبدانكم ويداوى جراحكم ويجعلها طهراً وطهوراً إن شاء الله.  



   نشر في 31 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا