"ليتني شجرة!"
هكذا قال عقلي لحظة تنبهه الشديد على بؤسي.
أتكون الأشجار معزولة عن البؤس حتى يقترح ذلك الاقتراح العجيب؟
ولكن الأشجار تبقى واقفة وجامدة بلا حراك، على عكسي تمامًا.
رد عقلي:
ألا تلاحظين قيودكِ؟ أم أنكِ قررتِ تجاهلها وتناسيها تماما ووضعها في خانة اللاوجود؟
- نعم، هو كذلك
ما فائدة تذكرها دائما؟ عليَّ تناسي الأمر وتجاهله حتى أعيش!
لابدَّ من التأقلمِ معها والتعايشِ الجيد حتى يتسلل شيء من البهجة لقلبي.
-وماذا عن قلبك المغلق لا حبَّ ينعشه، كزهرةٍ ذابلةٍ لا ماء يرويها، أيُّ بهجةٍ ستسعده وتملأه بالأملِ وتزرع فيه ورودالعشق الحمراء مادام رماديًا مُظلِمًا وحيدًا منطويًا على ذاته بسبب قيودك نفسها؟
تنهدتُ بقليل من اليأس هنا، وقلت:
لكلِّ بابٍ مفتاح ولكل قلبٍ حارسٌ خاص يناسبه
ربما كان قلبي مميزا ويحتاج حارسًا مثله، وبسبب ظاهرة التطبعِ والتشابه لم أجده بعد!
صمتَ قليلًا وأعاد جملته الأولى:
ليتني شجرة!
- وما علاقة الأمر بالشجرة؟
لأنكِ شجرة تُعطي الكثير من الحب ولا تنالُ سِوى حجارة الأطفال المشاغبين، فتكتم صوتها وتتقبل آلامها بلا حراكٍ أو تمرد!
#مياس_وليد_عرفه