جاوزت عقارب الساعة منتصف الليل و قد تجمعت الأسرة كاملة في غرفة الجدة ' مهرة ' التي عودتهم كل ليلة أن تحكي لهم أسطورة من اساطيرها المرعبة التي حفظتها ابا عن جدا !
أمسكت ' هيدي ' الشمعة الصغيرة و أشعلت فتيلتها بهدوء و هي تبتسم في وجه الصبية قائلة :
يبدوا أن الجدة ' مهرة ' لا تملك الليلة سوي هذه الشمعة ذات الفتيل الصغير لنترك الجدة تحكي لنا أسطورة الليلة :
ابتسم الاطفال ' مريم ' و ' مرام ' و قد ظهر الشوق علي وجوهم علقت ' مريم ' بشوق
' نعم علي احر من الجمر لتسمع ما لديكي يا جدة '
ابتسمت الجدة و قد ظهر علي وجهها ملامح كأنها تذكرت أمرا ما :
:القصة التي لدينا اليوم عن ' عفريتة الحقل ' و قد سمعت هذي القصة من أبي و كنت شاهدة علي أحداثها ٠٠
كان أبي دائما ما يتشاجر مع امي لأنها امرأة متهورة الطباع تتهمه دائما بأنه يسهر كل ليلة مع رفاقه و يتركها وحيدة بالمنزل ..كان والدي يتهرب منها لانها حسب ما روي لي كانت تعشق النكد و تختلق الخلافات كي تذله كل مرة بأنها تزوجته فقيرا و هي غنية و ساعده أبيها حتي أصبح صاحب ارض بعدما كان مجرد فلاح مستأجر الارض !! المهم بعدما جري المال بيده اشتري منزل ريفي في منطقة مهجورة و اخفي امر المنزل عن امي حتي لا تستطيع الوصول إليه حينما يتشاجر معها !
و في أمسية شتوية كان أبي في عراكه المعتاد مع امي لرغبته منعها من التواصل مع صديقتها ' علوية ' التي لا يرتاح لها لأنها تقلبها دائما عليه مما جعله يتهمها بخراب البيوت !!
خرج ابي غاضبا من المنزل و هو ينوي التوجه الي منزله الريفي البعيد في منطقة مهجورة كان يلجم الخيل بغضب و هو يسمع صهيل الخيل بقوة غير مستمعا التحذيرات السايس الذي حذره من خطورة السفر ليلا
" سيد ' عبد الرحمن ' الوقت متاخر و قد تظهر لك ' عفريتة الحقول '
" ماذا تقول يا مخبول لقد سلكت الطريق الف مرة و لم يحدث لي شيء "
" انا حذرتك و انت حر و لكن لا تطلب الاغاثة لن تجد احد يساعدك "
لم يستمع ابي للتحذير وركب عربة الخيول بغضب و هو يلجم الخيل بقوة فانطلقت الفرس بقوة حتي فقد ابي القدرة علي السيطرة عليها تدحرجت فجأة عبر منحني في الطريق حتي سقطت داخل طريق جانبي مهجور مليء بالحقول اصطدم ابي بالشجرة في رأسه مما تسبب في فقد وعيه !
افاق علي تلك المرأة الغريبة التي كانت تنظر اليه بخوف وجهها المخيف منذرا بالشؤم صرخت في وجهه قائلة
" ايها المعتوه أتيت الي بقدميك ستظل تري وجههي حتي احطمك تماما "
فقد ابي بعدها وعيه ليفيق و هو يجد نفسه داخل منزله المهجور كان يريد وجهها المخيف في المرآة صرخ الي بقوة و هو يسمح ضحك و سخرية قادما من المرآة ! كان وجهها المرعب يسخر منه لمزا بقوة و هي تتوعده بالموت !
اسرع بقوة نازلا الدرج الي الطابق السفلي حيث فر الي المطبخ مذعورا و هو يحضر كوبا من الماء ليجد فجأة تحول الماء الي دم سائل صرخ بخوف
"ماذا يحدث ابتعدي عني يا لعينة "
" لن ابتعد قبل أن تحل عليك اللعنة أو تتخلص منها "
" كيف ذلك ايتها الملعونة "
" أن تنقل اللعنة الي ابنتك و تنتهي بعدها كل شيء "
" مستحيل ليس لدي سوي صلبة وحيدة ' مهرة ' و لا يمكنني خسارتها هل يمكن نقل اللعنة الي زوجتي انا اكرهها "
" من الممكن ذلك ما اسمها "
" خيرية "
" حسنا اريد دمها "
" ماذا تقصدين "
" ساقتلها الليلة و عليك أن تمهد لي الأجواء اجعلها تأتي لي الحقل المهجور "
" حسنا سأفعل انا سعيد جدا المفروض اشكرك لتخليصيي من هذه المرأة النكدة"
اغمض ابي عينيه ثم فتحها ليجد نفسه عاد إلي المنزل و قد صرخت امي بوجهه قائلة
" اين كنت حتي الآن يا عبد الرحمن "
" تعالي معي اذهب بك حيث كنت "
" حسنا طبعا ساتي لنري اين كنت يا رجل "
ركب ابي عربة الخيول و بجواره " خيرية ' التي كانت تنعته بالفاظ وقحة و كان يحتمل من أجل لحظة وفاتها حتي وصلت فجأة الي الحقل الملعون فقد " ابي " وعيه تماما ليفيق بعدها و يجد نفسه عاد الي منزله و أمامه كاس بها دماء صرخ من المنظر فظهرت له العفريتةة ضاحكة
" هذا دماء زوجتك اخيرا نجوت من اللعنة حقيقي يجب أن تشكرني خلصتك من ارملتك النكدة و لكن يجب أن تحفظ السر و لا تخبره لأحد سوي ابنتك و الا عادت اللعنة من جديد "
توقفت الجدة عن الكلام مع انتهاء شمعة الفتيل ضحكت ' هيدي ' قائلة
" يا فتيات انتهت الشمعة و حان موعد النوم هيا الي مخالدكم "
علقت " مريم " بخوف
" الن تظهر لنا العفريتة "
" لا يا ابنتي هذي مجرد قصة "
فجأة دوي صوت همس ارعب الجميع ثم اصوات انفاس تحتضر مما اقلق ' هيدي ' و ادي الي رعب الاطفال اقتربت " هيدي " من امها الجدة و هي تحمل شمعة أخري لتجد فجأة الجدة متدلية من حبل من رقبتها تنزف منها الدماء بينما صوت صراخ امرأة مخيف و هي تصرخ
" يجب أن تدفعي ثمن افشاء اللعنة إياكم أن تنتقل اللعنة الي احداكم لتموتوا جميعا "
صرخ الاطفال بخوف بينما امسكتهم " هيدي " بقوة و هي تهديء من روعهم خاصة مع اختفاء الصوت و ضمتهم إليها لتهدءهم و هما تبكيان بخوف
" ماما لا اريد الموت "
" هل الصوت حقيقي يا ماما انا خائفة"
" لا تخافا يا فتيات لن نفشي اللعنة و ستبقي سرا لدينا لا تخبره لأحد "
" النهاية"
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
نشر في 25 غشت
2019 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 2 شهر
جلال الرويسي
منذ 6 شهر
Mariam Alsayegh
منذ 9 شهر
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
منصور
منذ 10 شهر
عبد الرقيب البكاري
منذ 1 سنة
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
منى لفرم
منذ 1 سنة
حسن غريب
منذ 1 سنة
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
أشرف رضى
منذ 1 سنة
nessmanimer
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة
Mais Soulias
منذ 2 سنة
د. يـمــان يوسف
منذ 2 سنة
Rim atassi
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة