الأنسان زمان دلته فطرته على 'الله' وأدركه بوعيه الخاص ، وربط حقيقة وجوده بوجود الكون الاعظم. والأدراك والربط دا ساعده أنه يؤمن بيقينية قبل ظهور الأديان أو المذاهب الفكرة الى بتناقش فكرة 'الله'. أما بخصوص فلسفة العصور القديمة فمناقشتهم لوجود أله ما هى إلا مناقشات فى مباحث العلم .. ليس الهدف منها أضافة أدلة أو براهين علشان تؤمن أو تَضل. الموضوع كان عامل زى الحقائق الهندسية الخاصة بالأشكال .. الموضوع عقلى بحت زى ما هايتم التوضيح فى المقال دلوقتى على دلالات وجود الله عقليًا فقط.

خلينى أبدأ من عند أرسطو أحد الأدلة الكونية لإثبات والتدليل على وجود خالق محرك أوحد للكون (دليل الحركة) :-

"إن شيئًا لا يتحرك على سبيل الأتفاق بل يلزم دائمًا وجود ما يحركه .. ولما كان الشيء الذى يتحرك ويًحرك حدا وسطا لزم وجود شيء يحرك من غير أن يتحرك وهذا يجب أن يكون أزليًا وجوهرا وموجودا بالفعل. والمعشوق والمعقول يحركان على هذا النحو".

وأضاف إلية الفارابى .. "ولا يجوز أن يكون للحركة أبتداء زمانى ولا آخر زمانى، فإذن يجب أن يوجد متحركا على هذا اللون ومحركا لذلك. وإن كان المحرك أيضًا متحركا احتاج إلى محرك،  إذا لا ينفك المتحرك من المحرك ولا يتحرك شيء بذاتة.فإذن يجب أن يكون بلا نهاية ، بل ينتهى إلى محرك لا يكون متحركًا وإلا أدى وجود متحركين ومحركين بلا نهاية وهذا محال"

بمعنى  المحرك فى كلام أرسطو هو الله فقط وصفه بالأزلى وأوجب وجودة بالفعل .. يعنى كل حاجة بتتحرك فى الكون بتحتاج محرك بيحركها وعلشان كل شيء بيحتاج شيء يحركة لابد أن يتصف المُحرك بصفه تمنعه من أن يحركة محرك أخر .. زى ما قال الفارابى يكون غير متحرك لأنة لو أصبح متحركًا كالأشياء المُحركة هايحتاج هو كمان لمحرك يحركة وبكدا هايبقى عندنا متحركين ومحركين ودا محال كمان الفارابى حدد صفات المحرك الذى لا يتحرك بأنه " والمحرك الذى يكون متحركا يجب أن يكون واحدا، ولا يكون ذا عظم ولا جسم ولا يكون متجزئًا، زلا فيه كثرة بوجة ، ولا برهان عليه بل هو البرهان على جميع الأشياء ، ووجوده بذاتة أبدى أزلى لا يمازجه العدم ولا يتغير من حال إلى حال".

كمان نفى الفارابى فكرة أن يكون وجود المحرك مرتبط بزمن لما قال "لا يجوز أن يكون لأبتداء حركته زمان ولا آخر زمانى" .

كما ذكر أرسطو فى الجزء الثامن من كتابه "الطبيعة" بمعناه أن الأفلاك السماوية فى حركة مستمرة سعيا وراء الكمال ولكل فلك عقل يحركه تَشبهًا بما هو أكمل منه وتنتهى هذه المحركات إلى المحرك الاول الذى يحرك غيره ولا يتحرك ، فحركة الأفلاك تستلزم باعثا أو غاية هى 'الله'.

ورغم أن الدليل دا كان قوى جدًا وقتها لإرجاع حركة الأشياء كلها لمحرك أول إلا أن ابن سينا عارض المبدء دا قائلًا " من القبيح أن يصار إلى الحق الأول عن طريق حركة ومن طريق أنه مبدأ الحركة .. وإعجازه أن تكون الحركة هى السبيل إلى أثبات الحق الذى هو مبدأ كل شيء" فيما معناه أن مش من الصح أنك تدل على مبدأ كل شيء بتفسيرك للحركة لمجرد أنه مبدأ الحركة أو بيحكمها.

والدليل التانى (دليل العلة التامة الفاعلة) :

مبدء الفارابى والى بيقول فيه " كل ما لم يكن فكان فله سبب ولن يكون المعدوم سببا لحصوله فى الوجود ، والسبب إذا لم يكن سببًا ثم صار سببًا فلسبب صار سببًا وينتهى إلى مبدأ يترتب عنه الأسباب، فالموجود الاول هو السبب الاول لوجود سائر المخلوقات". 

وجوهر المبدء دا بيكمن إجابات كتير جدًا .. لو بصينا للعالم حولينا كدا هنلاقية بيتكون من موجودات لها سبب وهذا السبب سبب لأخر ، ولا يجوز إننا نستمر فتسبيب الأسباب لأسباب أخرى مش هاينفع تستمر فى العلل والأسباب الفاعلة إلى ما لا نهاية !.

لانه مثلًا لو أ سببا لـ ب و ب سببا لـ ج وج سببا ل د .... إلخ فاكدا هايبقى أ سبب لذاتة ودا غير مقبول .. علشان كدا وجب أنه يكون 'الله' سبب فعال لا مُسبب له خارج سلسلة الأسباب الفعالة.

ليه غير معقول ؟

- لان الأمور الممكنة الوجود لا تسلل فى العلية والمعلولية إلى ما لا نهاية له ولا ان يكون دور، بل تنتهى إلى أمر واجب الوجود بذاتة وهو 'الله' أو زى ما هانسمية عقليًا العلة الفاعلة

يُتبع ....