الإنسان كائن اجتماعي,و لما كان كذلك فهو بحاجة للتواصل مع غيره,و هذا التواصل يحتاج أن يؤسس على آليات و قواعد.
في الأسطر القادم سنوجز أهم ثلاث قواعد من آليات التواصل الفعال.
1 ـ معرفة الطرف الآخر
لكل فرد سلوك يميزه عن الآخرين و لكل مجتمع ثقافته التي يعتز بها.في التواصل مع المجتمع نحتاج لمعرفة معلومات عن الطرف الآخر سواء كان فردا أو مجموعة.تفيدنا المعلومات في فهم الآخر و توظيف الاستراتيجيات المناسبة له لإقناعه بوجهة نظرنا أو المشروع الذي نتبناه.
2 ـ الاستماع
بعد جمع المعلومات عن الطرف الآخر ,يجب عليك أن تستمع له جيدا,لما يقوله و تبدي به اهتماما كبيرا,فنفس مستوى الاهتمام الذي ستبديه للطرف الآخر,مهما كان مضمون رسالته و مهما شعرت بالملل أو عدم جدوائية ما يقوله,فتأكد أنه سيستمع لكلامك بنفس الطريقة,و هذا هو الهدف,أي أن يستمع بطريقة جيدة لرسالتك,و هو ما ستحصل عليه بإنصاتك لما يعرضه.
3 ـ إشراك جميع الأطراف
إشراك أصحاب المصلحة في النقاش حول مدى جدوائية مشروع معين,سيمكنك من معرفة نقاط القوة و تعزيزها و نقاط الضعف و تجنبها.
ذات مرة أرادت منظمة مدنية تشييد نقطة مياه في قرية تعاني من العطش,و تتكفل فيها النساء بحمل الماء على رؤوسهن و السير لخمس كيلومترات هي المسافة التي تفصل بين القرية و أقرب بئر.
قامت المنظمة بحشد التمويلات و تشييد النقطة ثم تعيين شخص لمراقبتها و تسييرها,بعد فترة عاد مسؤول التقييم فوجد أن شيئا لم يتغير ,و أن نفس النساء لا زلن يجلبن الماء من نفس المسافة.سأل عن سبب عدم أخذهم للماء من النقطة التي تم تشييدها فأخبره أحد الأفراد بأن المكان التي شُيدت فيه نقطة المياه يعتبره سكان القرية "مسكونا بالجن" و أن أي شخص شرب منه ستصيبه اللعنة.
هنا لو أن المنظمة قامت بالتواصل مع السكان المحليين و إشراكهم في المشروع لما حدث ما حدث.
نخلص مما سبق إلى أن التواصل عملية مركبة تحتاج لمعارف مسبقة نوظف من خلالها كل المكتسبات,منها مكتسبات المساق,لدعم الحجج و الرؤى التي نتبناها و للمساهمة في التواصل مع فئات المجتمع من أصحاب مصلحة.
-
المصطفى عبد الرحمنالقراءة و الكتابة مثل العملية التنفسية,شهيق و زفير,أقرأ و أكتب لأتنفس,لا لكي أعيش.