هل أنا تلك الطفلة التي غرس فيها أبواها جزءًا من روحيهما ولوّنا شِغاف قلبها بما جادت به نفسيهما؟!
أم أنا تلك الفتاة الصغيرة الكبيرة رغمًا عنها أحيانًا والفرحة بأنها الكبرى أحيانًا أخرى؟!
أم أنا الشابة التي تعثرت ووقفت ووقعت وانكسرت ورممت كسورها بعون الله وفضله؟!
أم أنا تلك الليالي الباكية المرتعدة في ركن الغرفة خوفًا من ذلك المجهول الخارجي؟!
أم أنا تلك القهقهات التي ينتقل صداها في الكون فيرتد حبًا وسعادة؟!
أم أنا الخوف والقلق والحزن والتيه والغضب والألم؟!
أم أنا السعادة والضحكات والحب والشغف والشوق والحنين والفخر؟!
أم أنا تلك الأسطر التي تسطرها أعينهم في سجلات أحكامهم؟!
أم أنا الأفكار والكلمات وتلك المشاعر التي تنساب من روح لا تعرف الطريق أحيانًا؟!
أم أنا ذلك الرحاب لحزن أحدهم وتلك اليد المنقوشة بدعواتهم؟!
أم أنا ذلك النور المضئ في جنبات الطريق، وذلك الحُلم الصيفي الجميل؟!
أم أنا تلك الهمسات في دعاء و دموع ضارعة ترتفع من سجدة للسماء؟!
هل أنا تلك السنون الثلاثة والثلاثون التي حُفرت على قسمات وجهي وأوردة روحي؟!
لا، أنا لست كل ذلك؛ أنا تلك النفس التي نفخ فيها الله عز وجل من روحه،
فكرّمها وأكرمها ومنحها كل الحب والرحمة والنعمة والسعادة، أنا ذلك القلب الأخضر الصغير المدفون في أعماق روحي ويحتاج فقط لبعض النور والهداية؛ فيرتوي ويزدهر ويُثمر وينتشر في جذور تلك الأرض؛
ليكبر ويُعمِّر.. 🌿
ولذلك خُلقت.♥️