- التميز فن نحصل عليه بالتدريب والاعتياد, نحن نصبح ما نقوم بفعله باستمرار, لذلك فالنجاح ليس فعل او تصرف نقوم به مرة واحدة فقط ولكن عادة. ارسطو
- البشر عبارة عن كتلة من العادات. وليام جيمس
ان جميع الاشخاص الناجحين الذين استطاعوا تحقيق انجاز فوق المعتاد كانت تقف وراؤهم مجموعة من العوامل التى ساعدتهم فى تحقيق اهدافهم, احد اهم هذه العوامل هى العادة:
ما هى العادة؟
العادة ببساطة اى سلوك او فعل قام الانسان بتكراره لفترة زمنية معينة حتى اصبح هذا الفعل تلقائى ويقوم به الانسان بدون اى مجهود يذكر, فتحول هذا السلوك من الصعب الى السهل ومن الوعى الى اللاوعى, لذلك نجد ان من السهل تكوين اى عادة ولكن من الصعب الانفكاك منها.
فى كتابة قوة العادات لمؤلفه تشارلز دويج يذكر ان 40 % من سلوك الانسان والافعال التى يقوم بها على مدار اليوم ما هى الا عادات وفى اعتقادى الشخصى ان النسبة اكبر من ذلك, ان الطريقة التى يتعامل بها الاب مع ابنه والزوج مع زوجته والمدير مع موظفيه ما تلبث ان تصبح عادة , ان العادات تلعب دورا هاما فى الاسلوب الذى ندرك به العالم من حولنا وفى الطريقة التى نتعامل بها مع بعضنا البعض والتى بمرور الوقت تتحول الى قوالب وانماط جامدة لا تقبل التغيير.
ان عقولنا البشرية مصممة ان تسرع وتسهل من عملية تكوين اى عادة ليقوم العقل بتوفير المزيد من الوقت والجهد فى اداء المهام المنوط بها مستقبلا, ولكن المشكلة التى لا يدركها معظمنا ان المخ ليس لديه القدره على تمييز نوع المهمة المسندة اليه سواء كانت سلبية او ايجابية, فأى كانت المهمة فسوف يقوم بتبنيها والعمل عليها حتى يؤديها بأفضل صورة فى اسرع وقت واقل مجهود
ان العقل البشرى كالتربة الخصبة التى تقبل اى نوع من البذور بداخلها, فنحن المسؤل الاول والاخير عن عملية الغرس وانتقاء نوعية البذور والتى بمرور الوقت سوف تصبح سلوكيات وعادات لها جذور بداخلنا, فنوعية الثمار تعكس نوعية البذور ونوعية الساقى الذى قام بالاعتناء بهذه البذور
ان جميعنا يملك نفس الارض وان اختلفت معالمها ولكن القليل من يقومون بانتقاء نوعية البذور الصالحة والتى سوف تحدد فيما بعد نوعية الحياة التى نحياها
ان رفع الوعى الذاتى ومعرفة ثمار وعواقب كل سلوك او تصرف يقوم به الانسان هى البداية لبناء عادات اكثر ايجابية و صنع حياة تستحق التذكر .