سنتحدث اليوم سويا عن بعض عن الخواطر والأفكار التي تدور في عقول كثير منا هذه الفترة بعد وباء الكورونا والحظر المنزلي ، والحقيقة أن هذا الموضوع قد نبهنا لأشياء كثيرة في حياتنا لم نهتم بها من قبل كاهتمامنا بها الآن ، إننا بدأنا نتعود على عدم وجود أشياء كنا في الغالب لا نستغني عنها ، فأصبح من العادي جدا الآن عدم وجودها أو قبولها ولوكانت بدرجة ثالثة . فقبل الكورونا كنا نترك أمورا كثيرا للظروف فإما أن تحدث لو توافرت لها الظروف أو لا تحدث ولا عجب في ذلك فالظروف لم تتيسر لها والحقيقة أن اهتمامنا بتلك الأمور والدافعية نحوها كان ضعيفا ، والآن بعد الكورونا ترى هل سنجد الوقت الكافي لتلك الأمور التي طالما أجلناها !

من المهم جدا الآن أن نرتب أولويات حياتنا وألا نترك كل حياتنا للظروف ، لأن أمورا مهمة قد لا تتوافر لها الفرصة مرة ثانية . تلك الأولويات قد تكون أشخاصا لم يأخذوا الاهتمام الكافي في حياتنا من قبل ، وقد تكون أمورا مهمة في عملنا كنا نستطيع من خلالهاأن نطور بها مهاراتنا وأدائنا ولكنها كانت تؤجل باستمرار .

لم يكن الكثير منا متعودا على (قعدة البيت) ، والآن ظهر لنا بوضوح أننا بحاجة لتطوير مهارات التواصل الإيجابي مع أفراد الأسرة .وقد أظهرت لنا فترة الإقامة بالمنزل أشياء جميلة في أنفسنا وفيمن حولنا من أزواج وأولاد ، علينا أن نستثمرها أكثر فيما بعد الكورونا.

وختاما لابد أن نسأل أنفسنا :

ترى ما أول شيء سنفعله بعد عودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى ؟

تعالوا نفكر سويا ونرى ما الأشياء أو العلاقات التي قصرنا فيها من قبل وكنا نتركها للظروف وعلينا أن نهتم بها ونعيدها لترتيبها الصحيح ؟

ترى هل استطعنا فهم أنفسنا أكثر؟

هل تعرفنا على جوانب القوة وجوانب الخير التي بداخلنا ؟

هل تعرفنا على جوانب الضعف بداخلنا ونعمل عل تحسينها ؟

هل سنعود كما سبق مرة أخرى وكما يقال في اللهجة المصرية (رجعة ريمة لعادتها القديمة) ، أم نستطيع أن نكتشف أجمل ما فينا ونصبح النسخة الأفضل من أنفسنا ؟

امتنوا للظروف التي جمعتكم بالطيبين وتمسكوا بهم وفي كل فرصة تعلو بكم سويا.

أشكركم وبالحب دائما نلتقي وكل لحظة وأنتم بخير