يُفتح الستار و يبدأ العرض الكل يحفظ دوره و ارتدي اقنعته و مَلابِسه و وَضع بعض المساحيق التجميلية التي تتناسب مع كل شخصية و كل ما يجعلك تصدق ما يقوم به حتي تتحقق المصداقية.
و الناس في الأدوار مختلفين فهناك البطل الذي دائما ما تتسلط عليه الأضواء و هناك الكومبارس الذي قد لا تتذكره و لكن قد كان له موضع قدم ..
و هناك أدوار كثيرة منها المُؤثِر و منها ما تنساه و هناك أطفال يجرون يعطون للعرض حياة..
و هناك المُلَقِن الذي يعرف جميع الأدوار و قد يحفظها عن ظهر قلب من كثرة تتكرها و لكنك لا تراه قد تسمع فقد همس صوته.
و هناك من يحسن العرض و هناك من يسوؤك ما قدم و لكن كان لابد من وجوده حتي تعرف الفرق بين الغْث و السمين.
و هناك ديكورات و لوحات و ورود و رياحين و صبار و شوك كلٌ وِضع في موضعه...و لا شئ فيها يستمر كلها أشياء مؤقته و كلها راحلة.
و قد يأخذ العرض أحيانا منحي تراجيدي و أحيانا كوميدي و أحيانا رومانسي و أحيانا استعراضي ..فتبكي أحيانا و تضحك أحيانا و تتعاطف أحيانا و تنبهر أحيانا.
و هناك جمهور منهم من يجلس في المقدمة و هناك من يجلس في المقصورة يري الأدوار عن قرب.. و يراها رأى العين ..و هناك من يجلس في الخلف ..و قد يسأل من بجانبه ماذا حدث ؟! ..أو قد يكفيه تفاعله من بعيد.
هكذا أيضا مسرح الدنيا خليط بين نماذج بشرية و خليط بين أفراح و أتراح و اقتراب و افتراق.. و لعب و لهو وزينة و تفاخر و تكاثر في الأموال و الأولاد.
فأحسن العرض قبل أن يغلق الستار.