الوقت المناسب..الذى لا يأتى. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الوقت المناسب..الذى لا يأتى.

  نشر في 08 ماي 2017 .

لو أنّ عرافاٌ أخبرك أن وظيفتك -التى أفنيت فيها عُمرك- ستنهار، لو أنك قابلت بدويه فى رحلتك وودت قراءه كفك بكل سعاده وخفه روح وأخبرتك أنك على وشك الموت قريباُ.

تُرى هل ستسير حياتك بعد هذا الموقف كما كانت من قبل؟ كم من مكان ستذكر أنك فوّت زيارته وكم من صديق طحنته بإنشغالك وكم من رحله اعتذرت عنها، تخيل رؤيتك لعُمرك وهو يتبدد أمام عينك بلا متعه عشتها ولا ضحكه صافيه راسخه فى الذاكره لانك كُنت هُناك فى مقر العمل تغرق بين الأوراق وتحرق أيامك وتحسب أن المال سُيغنيك ويعوّضك.

كم من صديق ستهرول إليه لتخبره بمشاعر الشوق والمحبه والود التى كنت دوما تؤجلها للوقت المناسب ولم تتخيل أنك أنت من يصنع الوقت المناسب وأنه لا يأتى لمن يذلل وقته عبدًا لماده، الوقت المناسب لا يطرق الباب فى عو إنشغالك ليُخبرك أنه أتى لتُصلح حياتك وتستمتع بها، الوقت المناسب أنت من يبحث عنه ويُضحى له، فالعمر إن تركته ينساب بين تروس الحياه ستبكى حسره على كم وقت مناسب لم تصنعه، وقت للحُب وللضحك ووقت لتتأمل السماء وتستشعر رقه النسيم، وقت مناسب للعب والحلم والتفكّر، لكنك انخدعت بسباق زائف وبدأت الركض تجاه سراب ولم تتوقف لحظه لتقرر أنه الوقت المُناسب لأستريح وليذهب السبق للجحيم فلا كُل المال هذا يساوى رشفه ماء بعد كد ولا المركز الأول فى السباق يساوى ضمه حبيبك وسكنك.

لو أنك تخيلت أن العمر على وشك الإنتهاء وأنت لم تخلق الوقت المناسب للتوبه ومعرفه الله، الوقت المناسب لتعرف قدر الدُنيا وقدر ما تشتريه مُقابل ما تتخلى عنه، ماتشتريه مالا يُقدّر جناح بعوضه مُقابل ما تتنازل عنه بكل بساطه وهو الخلود.

لكنك حتما معذور فنحن أحيانًا لا نُدرك الحقائق إلا بعد أن تصدمنا وتُقال لنا بلا توقّع، نحن نُحب تسكين الضمير ونؤجل قرار الوقت المناسب إلى أن يفنى الوقت، أنت معذور لأنك لن تُقابل عرّاف لذا ستظل مُنغمس فى الهوى وتزداد قسوه لأنك لم تتخيل لحظه أنك ستفقد كل شئ، لحظه واحده تُطهرك وتُنقيك وتُعيد هيكله مسار حياتك.

لو حسبت أن الغد قد لا يأتى ستُحب اليوم وستُحسن الاستمتاع بلحظاته، ستشطب من عقلك كُل ما يعكّر صفوه، وتأخذ الوظيفه قدرها وتذق الخشوع الذى لم تجد للبحث عنه وقتًا، مشاعرك ستجد وقت وقلبك يتنفس براحه وروحك تحمد الله على نعمه، ستجد الوقت لتشكر رفيقك وتُخبره بحبك ولتحتوى أحبتك كلهم لأن الأمور التى كادت تبتلعك ستعود لحجمها الحقيقى الصغير.

لو تخيّلت أن النعم تزول ستُحسن عشرتها، ولو علمت أن الظواهر خدّاعه ستنقى دوما دواخلك وتردّها إلى الفطره النقيّه، حينها ستعرف طعمًا آخر للسعاده وللحياه طعم طمأنينه النفس، فلا تجعل الجفاء يسكن قلبك إلى أن يشيب رأسك فلا تحسب أنك تملك كل شئ لأنك لا تملك شئ فقد تفقد روحك فى غمضه عين وحينها ستندم على كل وقت لم تجعله مناسبًا وتركت يومك يمضى بلا لحظه صادقه مع نفسك.


  • 13

   نشر في 08 ماي 2017 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا