أي قِمَّةٍ تبحث عنها؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أي قِمَّةٍ تبحث عنها؟

  نشر في 20 فبراير 2016 .

الكثير يتمنى أن يكونَ الاولَ، أن يكونَ في القمةِ دائماً، أن يصلَ الى الاعلى ويتركَ أثراً جميلاً في الدنيا .. ولكن الى أين؟ وأي قمةٍ؟

الكل يريدُ ذلكَ، والكل يتخدُ مسالكَ شتى، فمنهم من يجعلُ من مصائبِ القومِ سلماً يتسلقُ بهِ،ومنهم من يستعملُ الحيلةَ حتى يستطيعَ الوتبَ عاليا،ً دعني آخدُ منكَ بعضَ الثواني، او دقيقةً فقط، سأحدثكَ عن ما أعيشهُ حقاً، لا أريدُ كبسةَ زركَ تلك، فقط اقرأ هذا وامضِ نحوَ سبيلِ حالك...

هل فكرتَ يوماً وسألتَ نفسك، ما الذي سأجنيه من وراءِ الساعاتِ الطويلة أمامَ اطنانٍ من الكتب و المراجع، ورقةٌ مختومٌ عليها بتوقيعِ الاكاديمية، وماذا بعد، موظفٌ بشركةٍ ما، وماذا بعد؟ عملٌ قار، سكنٌ مريح، وكرسي متحرك، زوجةٌ ثمَ اطفال.. وماذا بعد؟ شيخوخةُ وموتٌ حتمي.. وماذا بعد؟ لاشيء.. جنةٌ أو نار..

فهل من المنطقي أن يسَخِّرَ الله لنا الكونَ برمتهِ لكي ننساقَ وفقَ نظامٍ ماديٍ معين كقطيعٍ من الاغنام؟

هل يمكنُ لهذا الخالقِ أن يجعلَ من خِلْقَتِكَ هدفاً مادياً ، أو مقترناً بزمنٍ محددٍ وهكذا تنتهي القصة واعلان وفاتك؟ أنا أستبعدُ هذا اطلاقاً جملةً وتفصيلاً، لانَ هذا التفكير لا يتصفُ بالكمالِ الالهي، ومعاذَ الله أن يخلقنا الله لاجلِ شيءٍ تافهٍ يقتربُ بزمنٍ محدد أو هدفٍ معينٍ لا قيمةَ ولا وزنَ له في ملكِ الله.

اننا اليوم نعيشُ في وسطٍ هائلٍ بالنزوات والهفواتِ الفكرية، نعيشُ أمامَ كومةٍ من البؤس والشؤم الجاثم على صدورنا، وبالكاد حاول قسراً أن نتخلصَ من رفاثِ ومخلفات المستبدين، وفي خضم كل هذا ننسى الاصل و المنطلق، ننسى أن هذا الكونَ البديع الذي حلقه الله في أكمل صوره، لا يمكنُ أن يكونَ وجودنا فيه عبيثاً محضاً . معاذ الله أن يسخرَ لك الجبال و الانهار ، ويسير الكونَ وفقَ نظامٍ كمالي لا هفوةَ تعلوه ولا شائبَ يحدوه، انه بحقٍ كونٌ مسخرٌ لمن يريدُ أن يعرفَ رسالة الحياة، ومغزى الوجود...

صديقي، أنا فقط احاولُ أن أوقظَ شيئاً من الخلايا عطلهُ الانكسار التاريخيُ و الزمنُ المادي، وفلسفةُ الحياة المعقدة، و الركض وراءَ مناصبَ وما الى ذلك، أريدكَ أن تفكرَ خارجَ الصندوقِ الاسود، أريدكَ أن تخرجَ نفسكَ من الحدودِ التي رسموها..

فان لمْ تصنعْ لنفسكَ شيئاً تلقى اللهَ بهِ، فلا قيمةَ لحياتكَ اطلاقا، ان لم تعمل لآخرتكَ بعيداً عن ذلكَ النسقِ الذي يحاولُ المجتمعُ و الشيطانُ والنفس و الهوى أن يفرضهُ عليكَ، ان لم تعملْ لكي تكونَ حلقةً صغيرةً أو كبيرةٍ في دعوةِ الاسلامِ، وتطلبَ وجهَ الله الغايةُ الاسمى و الكبرى، لا حاضرَ ولا مستقبلَ لك، سينتهي كل شيءٍ بالنسبةِ لكَ يومَ تطوى صفحتك من الدنيا..

أعلم ، أطلتُ عليكَ الحديث، ولكن يقيناً ستجدُ شباباً في عمركَ يعرفهمُ كل أهل الارضِ و السماء، وسترى بأمِ عينيكَ كيفَ يباهي اللهُ بهم ملائكتهُ و خلقهُ جميعاً، ولن ترضى حتماً أن لا تكونَ معهم..

صديقي، اعلم رحمكَ الله بأنكَ ستفهمُ هناكَ المطلق، وستحسُ حقيقةً باللانهاية، فكيفَ يهدأ لكَ بالٌ وأنتَ على موعدٍ مع ذلكَ الحدث الرباني، حيث تتلاقى الارواحُ ، ويشهد ذلكَ الحدث نفرٌ ورهطٌ من العالمين، ملائكةً وجناً وانساً، يشهدونَ يوماً يتوجُ فيه ربُّ العالمينَ شباباً كانَ همهم الله ولا شيءَ غير ذلك... يفخرُ بهم أمامَ ملائكته وجميعَ خلقه، فكيفَ سيكونُ حالكَ عندها و قد كانتْ لك فرصةٌ كبيرة لكي تكونَ بينهم...

فاعلم رحمكَ الله، أنَ الدنيا زائلة، ويوماً ما ستلقى الله، فاصنع لكَ شيئاً تلقاهُ بهِ ، فلا نهايةَ لحسرة من لم يفز بذلك المقام.. وحتماً ستجدني هناكَ ان شاء الله، وفي ذلكَ فليتنافس المتنافسون....


  • 6

  • صهيب أعظم
    قبلَ أن تقرأ حرفي، انزع علمَ وشكلَ وتضاريسَ دولتكَ خارجاً، فهنا لا يعترفُ بالحدودِ ولا القومجيات..
   نشر في 20 فبراير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا