جولة في حياة عالم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جولة في حياة عالم

جولة في بحر علم أحمد زويل.. الرجل الذي اقتربت مكانته العلمية من «أينشتاين»

  نشر في 13 يونيو 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في أوقاتٍ كثيرة؛ تأتي ملائكة السماء لتنتقي من أهل الأرض من أتمّوا مهماتهم في الحياة التي خُلقوا لأجلها. 

بتاريخ 2 من أغسطس 2016، تلقى العالم خبر وفاة العالِم المصري الدكتور «أحمد حسن زويل» عن عمر يناهز الـ 70 عامًا. يظل الموت هو الحقيقة المُطلقة التي لا يصح النقاش ولا الجدال فيها؛ لكنه لم يكن أبدًا نهاية الرحلة، وإنما هو بدايات جديدة متعددة؛ بدايات لأرواح صعدت لخالقها في عالمهم، وأرواح أخرى لا تزال في أجسادها على الأرض؛ ليقدم لهم الموت العظة والدروس التي لربما غفلوا عنها.ولكي تبقى روحك بين أجساد الأرض؛ لابد أن تترك أثرًا طيبًا وراءك يظل لأجيال متعاقبة، وهذا ما فعله العالِم الجليل قبل رحيله عنّا.

زويل رحل عنا بجسده، إلا أن إنجازاته العلمية، التي أفادت البشرية، وأهلته أحدها إلى نيل جائزة نوبل في الكيمياء، عام 1999، كأول مصري وعربي، يفوز بها في هذا المجال، تضمن له اسمًا خالدًا ومحفورًا في التاريخ، يُلهم الكثيرين من بعده، ويفتح باب الأمل في عالم يعاني من اليأس والإحباط، وفيما يلي أهمها:

- الفمتو ثانية

الكثير من الناس يعرفون أن أحمد زويل فاز بجائزة نوبل في الكيمياء، عن اختراعه الفمتو ثانية، إلا أنهم في نفس الوقت، لا يعلمون ما هي، أو أهميتها في مجال العلم.

زويل ابتكر نظام تصوير سريع للغاية، يعمل باستخدام الليزر، ويمتلك القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها والتحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة بهذا النظام، أطلق عليها مصطلح فمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

اختراع زويل للفيمتو ثانية، دفع الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم، إلى منحه جائزة نوبل، حيث قالت وقتها "كرّمنا د.زويل نظرًا للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية، من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية، واستخدام أشعة الليزر، حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء الفمتو ثانية" .

مسيرة حياته

وُلد الدكتور أحمد حسن زويل في 26 من فبراير عام 1946 في مدينة دمنهور في محافظة البحيرة، ثم انتقل برفقة عائلته إلى مدينة دسوق في كفر الشيخ حيث أكمل تعليمه الثانوي بها.

التحق بقسم الكيمياء في كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وتخرج منها بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف عام 1967، وأكمل دراسته الأكاديمية فيها حيث تم تعيينه في الكلية، وحصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

في الثاني من أبريل عام 1969 حصل على منحة دراسية إلى جامعة بنسلفانيا وحصل منها على درجة الدكتوراه عام 1973 بإشراف البروفيسور «روبن هوكشتراسر» في رسالته التي قدّمها في علوم الليزر بعنوان «أطياف الرنين الضوئي والمغناطيسي للأكسيتونات والحالات الموضعية في البلورات الجزيئية»، ويُعبر مصطلح «الأكسيتونات» عن أي جُسيم يتم تحفيزه بواسطة الضوء.

كما عمل باحثًا في جامعة كاليفورنيا في الفترة بين عامي 1974 – 1976.

ومنذ عام 1976؛ انتقل إلى معهد كالتك (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) وهو أكبر الجامعات العلمية الأمريكية، وتدرّج في عدة مناصب علمية فيه حتى تم تعيينه أستاذًا جامعيًا لعلم الكيمياء؛ وهو أعلى المناصب العلمية في أمريكا حيث خلف «لينوس باولنغ» الذي حصل على جائزة نوبل مرتين؛ في الكيمياء والسلام العالمي، وحصل الدكتور زويل على الجنسية الأمريكية بحلول العام 1982.

وتزوج زويل من الدكتورة ديمة ابنة الدكتور السورى شاكر الفحام وهى طبيبة فى مجال الصحة العامة، ولديهما أربعة أبناء. كما حصل على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية التى بلغت حوالى 31 جائزة دولية من أبرزها جائزة ماكس بلانك فى ألمانيا، وجائزة الملك فيصل العالمية فى العلوم وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشى وجائزة كارس السويسرية من جامعة زيورخ فى الكيمياء والطبيعة، و جائزة بنجامين فرانكلين.

كرمته مصر بعدة جوائز مصرية منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 1995، وقلادة النيل العظمى أعلى وسام مصرى، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا، فيما قضى حياته كرحلة من العطاء العلمى.

أبحاثه.. ومكانته التي تقترب من أينشتاين

نشر العالم المصري أحمد زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا في المجلات العالمية المتخصصة، كمجلتي ساينس ونيتشر، كما ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة، التي تضم أهم الشخصيات المساهمة في النهضة الأمريكية، حيث احتل المركز التاسع من إجمالي 29 اسمًا شملته القائمة، وضمت أسماءً مثل ألبرت أينشتاين وألكسندر جراهام بيل، ووصف بأنه أهم علماء الليزر في أمريكا.

- منشوراته.. الكثير والكثير

- تطورات علم الأطياف القائم على استخدام الليزر في عام 1977

- تطورات علم الليزر الكيميائي في عام 1978

- مجلدان في الكيمياء الضوئية والبيولوجيا الضوئية في عام 1983

- الكتاب السابع في الظواهر فائقة السرعة في عام 1990

- الرابطة الكيميائية: الهيكل والديناميكية في عام 1992

- الكتاب الثامن في الظواهر فائقة السرعة في عام 1993

- الكتاب التاسع في الظواهر فائقة السرعة في عام 1994

- كيمياء الفيمتو: المجلد الأول في الديناميكيات فائقة السرعة للرابطة الكيميائية في عام 1994

- كيمياء الفيمتو: المجلد الثاني في الديناميكيات فائقة السرعة للرابطة الكيميائية في عام 1995

- موسوعة الكيمياء التحليلية في عام 2000

- رحلة عبر الزمن - خطوات الحياة نحو جائزة نوبل في عام 2002

- كتاب عصر العلم في عام 2005

- كتاب حوار الحضارات في عام 2007

- كتاب علم الأحياء الفيزيائي من الذرات إلى الطب في 2008

- كتاب التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد في عام 2009

مقتطفات لما قاله زويل عن مدينة زويل

على مدار آلاف السنين، قَدَّمَتْ مصر إسهامات عظيمة في تطوُّر البشرية وتَقَدُّم المجتمع. وباعتبارها مَهْد الحضارة ومنارة للعلم، كانت مصر رائدةً في مجال الاكتشافات العلمية، والابتكارات التي وَضَعَت الأُسس للعديد من المجالات العلمية، كالفَلَك، والكيمياء، والطب، وكذلك الهندسة، التي ما زال التفوق المصري فيها مشهودًا إلى يومنا هذا في العمارة المهيبة للأهرامات ومعبد الكرنك. إنّ مصر شاهدٌ حيّ على العلاقة بين قوة المعرفة، وتطوُّر المجتمع.

أفرزت الثورةُ المصرية الأخيرة ـ في عصرنا الحالي ـ تحدِّيات ضخمة ومستعصية على جميع المستويات، كما قدمت لمصر ـ في الوقت نفسه ـ دافعًا قويًّا للتحرك نحو المستقبل باستراتيجية جديدة، من شأنها أن تمكِّن البلاد من استعادة دورها على المستويين: الإقليمي، والعالمي.

إنّ اِلْتِزامي بدعم المشروع ما زال ثابتًا، لا يتزعزع، وإنني مستمر في قيادة المجلس الاستشاري الأعلى لمدينة زويل، الذي يضم خمسة من الحائزين على جائزة نوبل، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الوطنية والدولية المتميزة.

بالرغم من كل هذه الإنجازات، لا يزال لدينا الكثير من التحديات، لكننا نتوقع العديد من الفُرَص؛ لرفع الإنتاجية الوطنية ودَفْعها؛ لنصل بها إلى مستوى الدول المتقدمة.ومع التزام المصريين تجاه مشروع مصر القومي للنهضة العلمية ، إلى جانب التعاون مع المؤسسات البحثية والتعليمية الأخرى داخل البلاد وخارجها، فأنا على ثقة مِن أننا سننجح، ونثبت شعار المدينة.. "مصر تستطيع"، خلال هذه الحقبة التاريخية من الصحوة التي تحدث في مصر والدول العربية.

4 كتب ترصد رحلة أحمد زويل

هذه الكتب الأربعة ترصد رحلة أحمد زويل.. من دمنهور إلى نوبل وأسطورة "الفيمتو ثانية".. فى كتاباته دافع عن العلم والحرية وحارب الجهل وأكد أن الشعوب العربية ليست "غبية"

رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل 2002



الزمن 2007


عصر العلم 2005


 حوار الحضارات 2007

أبرز مقولات "زويل":-

1- عندي أمل كبير أن هذه الجائزة الأولى سوف تلهم الأجيال الشابة في الدول النامية وتحثهم على الأخذ بأسباب العلم والاعتقاد بإمكانية الإسهام في دنيا العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي.

2- إن المجتمع العلمي له ثلاثة دعامات رئيسية وهي العلم, التكنولوجيا والمجتمع فمن العلم تنشأ التكنولوجيا والتي بالتالي تساعد علي تطويره والإثنان لا يتواجدان إلا إذا كان المجتمع يقدر ويدرك أهمية العلم .

3- الأوروبيين ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح ... أما نحن فنحارب في الناجح حتى يفشل.

4- حب العقل أقوى وأعمق وأبقى من حب القلب.

5- الجميل في أمريكا وهو ما جعلها تتقدم على العالم علميا، أن الخيال لا يقتل وليست له حدود وكل المؤسسات تشجعه، والعالم الحقيقي المحب لعلمه لا بد أن يحلم، وإذا لم يتخيل العالم ويحلم، سيفعل ما فعله السابقون ولن يضيف شيئًا.

6- وأنت في طريقك لمطار اليابان سوف تجد لوحة إعلانية مدون عليها عبارة " فكر لتبدع " أما وأنت في طريقك لمطار القاهرة سوف تجد لوحة إعلانية مكتوب عليها "تايجر قرمش وسيطر" وعلى الناحيه الأخرى "استرجل وأشرب بريل".

7- «أنا إنسان صريح.. وليس لي طموح سياسي، كما أنني أكدت مراراً أنني أريد أن أخدم مصر في مجال العلم وأموت وأنا عالم».

8- التفوق في مجال العلم والتكنولوجيا يعزز شعور الفخر بالوطن.

9- إن التاريخ لن يغفر لهذا الجيل أن يترك الأمة العربية في حالها الراهن.

10- لا يمكن أن يبدع الخائفون.

أخيرًا؛ فقد العالم والعلم أحد رجاله ؛ ولن يبقى بعد رحيلنا جميعًا سوى كلماتنا وأعمالنا التي سيوثقها آخرون بعدنا، والحقيقة التي لابد أن نتداركها هي أن لا أحد يستطيع إعادتنا إلى هذه الحياة مرة أخرى سوى بأثرنا الذي سيبقى لأجيالٍ مُتعاقبة، وإذا كان الحديث هنا عن الدكتور أحمد زويل؛ فإننا نعلم جيدًا أن لا شيء نستطيع فعله سوى أن نقدم سيرة حياته كما خاضها في دنياه مُحتضنًا كافة الفئات العُمرية بجانبه وخصوصًا الشباب الذي رأى فيهم الأمل والنور سائرين في نفقٍ مُظلم، وكان أثره الإيجابي عليهم جعل منه قدوة ومثالًا يحتذى به في أوساط كثير من الشباب هذه الأيام، ومستقبلًا.




  • 3

  • احمد شندي
    مترجم مهتم بالعلوم الانسانية والطبيعية والفلسفة والتراجم الأجنبية
   نشر في 13 يونيو 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا