الاضطراب ذو الاتجاهين (الاضطراب ثنائي القطب) أو الاضطراب ذو الاتجاهين المماثل؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاضطراب ذو الاتجاهين (الاضطراب ثنائي القطب) أو الاضطراب ذو الاتجاهين المماثل؟

صعوبات دقة تحديد أعراض اضطراب ذو الاتجاهين 2

  نشر في 22 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

الاضطراب ذو الاتجاهين (الاضطراب ثنائي القطب)الثاني أو الاضطراب ذو الاتجاهين المماثل؟

صعوبات دقة تحديد أعراض اضطراب ذو الاتجاهين المم.

يوجد الكثير من المعلومات على الانترنت التي تساعد الأشخاص على تحديد مجموعة الأعراض التي تعتبر معايير لتشخيص الاضطراب ذو الاتجاهين أو لاضطراب ثنائي القطب، وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين ترتفع لديهم الحالة المزاجية ذات الاتجاهين بشكل قوي خاصة عندما يتناسب الشكل العرضي لديهم مع أنماط اضطراب النوع الأول ذو الاتجاهين فلا يكون تحديد التشخيص صعبا في هذه الحالة، ويكون الجنون الكامل الذي يمثله واضحا، وتتمثل الأعراض الواضحة في الطاقة الجسدية المفرطة والإدراك المتسرع وقلة الحاجة للنوم والإدراكات المشوهة للذات ولا ترى الحالة المزاجية الشديدة في الأشكال الأخرى من علم النفس المرضي, باستثناء الحالات الأساسية الواقعة أو نوبات الذهان الوردي التي تعتبر جزءا من مرض انفصام الشخصية، وهذا بالمناسبة فقد يستلزم الجنون أو لا يستلزم وجود اضطراب عقلي.

ويختلف الجنون عن الحالة المزاجية المفرطة التي هي أقل من الجنون و الهوس الخفيف في أن الشخص المصاب بالجنون يكون بشكل نموذجي خارج السيطرة وغير قادر على أداء مهامه بأمان بدون مراقبته عن قرب أو إدخاله المستشفى، وإذا كان لدى الشخص حالة هوس أو أكثر او كان يعرف حالة أو أكثر مصابة بالهوس فينبغي أن نتساءل هل أصيبت المنطقة التي يعيش فيها بإعصار وغالبا ما يرد على هذا التساؤل وجود سقوط للأشجار أو انقطاع في خدمات الكهرباء.

وتتضمن أوجه التعرف على عرض اضطراب ثنائي القطب الأوجه الأكثر دقة لتصاعد الحالة المزاجية المصحوب باضطراب النوع الثاني ذو الاتجاهين ولأن تصاعد الحالة المزاجية الثانية ذات الاتجاهين ليست شديدة فمن الأصعب أن نحدد العرض خاصة على النهاية المتدنية من متسلسلة الهوس الخفيف.

تخيل أن لدينا عدادا لشدة الحالة المزاجية يمكنه قياس قوة ارتفاع الحالة المزاجية مثل القيد الذي يلف حول اليد لقياس ضغط الدم، فيمكن لهذا القيد تحديد قوة أشياء مثل المزاج والطاقة الجسدية وسرعة التفكير والآن تخيل قيد قياس الحالة المزاجية الثانية ذات الاتجاهين يمكنه دمج كل هذه المكونات المختلفة وإنشاء معدل من خمس نقاط ينتج عنه قراءات شدة الهوس الخفيف التالية:

1- ارتفاع طفيف

2- ارتفاع معتدل

3- ارتفاع متوسط

4- ارتفاع قوي

5- ارتفاع قوي جدا

إنه قيد رائع.

من خلال هذا القيد الهام بجانب تخيل قيد ذو اتجاهين فمن الممكن أن لا يعرف العديد ممن يمرون بتجربة ارتفاع النهاية المتدنية (1 أو 2) الذين لم يتم قياس شدة حالتهم المزاجية ذات الاتجاهين فمن الممكن أن لا يعرفوا أن حالتهم قد ارتفعت بشكل معتدل، وبعد كل هذا توجد حالاتنا المزاجية على متسلسلة متصلة واسعة وإذا مثلنا برسم بياني شدة الحالة المزاجية للأشخاص واتجاه الحالة المزاجية (أعلى وأسفل) فيمكن أن نرى أن الرسم البياني للحالة المزاجية لبعض منهم تظل على مستوى واضح بينما ترتفع وتنخفض على نحو طفيف لأشخاص آخرين، بينما تتسم حالة أناس آخرين بدرجة عالية من التقلب بانخفاضات عميقة وارتفاعات كبيرة، ويتمثل الوضع هنا في أنه بسبب تنوع الحالة المزاجية فيصعب إدراك مدى تقدمها في جنون خفيف بنهاية متطرفة ولا يكون بالضرورة مصحوبا بإشارات تحذير واضحة.

يوجد بعدان إضافيان يجعلان التعرف على العرض أمرا متحديا لهؤلاء الذين يعانون من اضطراب النوع الثاني لثنائي القطب.

1. الأشخاص في المراحل الأولى من اضطراب النوع الثاني لثنائي القطب (عام أو عامان بعد التشخيص).

2. الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الثاني لثنائي القطب الذين يستلزم أداء وظيفتهم الأساسية درجة معتدلة من التفاعل الانفعالي.

تخيل المرور بتجربة وجود طاقة مرتفعة بشكل معتدل أو متوسط لأيام قليلة مع تفكير سريع وحدة طبع بشكل سريع أو ارتفاع الحالة المزاجية بشكل معتدل (الشعور بالإيجابية والتفاؤل) مع درجة معتدلة من الطاقة المرتفعة مثل عدم ضبط المنبه عندما تستعد للنوم وقد لا يكون هذا مألوفا لك ولكنك تفكر فيه ، وهل سجل لك هذا في مرحلة مبكرة أن شيئا ما ربما يكون خاطئا؟

وبعد كل شيء فإن العيش بحالة مزاجية طبيعية لا يعني بالضرورة أنك تعيش حياة سطحية، وأحيانا تكون شدة الحالة المزاجية رد فعل عادي لشدة الحياة وأحيانا تعني أنك توجد في منطقة ما على سلسلة ذات اتجاهين، وبدون التجربة الكافية لازدواجية الاتجاه فكيف يمكن للمرء التمييز بين أعراض المرض وبين المرات التي يكون فيها متوترا بكل بساطة ومستثارا بشكل طفيف أو يشعر بأنه شخص متحمس ومنتج نتيجة للحالة المزاجية الإيجابية؟

وبالنسبة للشخص الذي عاش لفترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات في حالة مزاجية ترتفع وتنخفض فيعتبر في موضع أفضل يمكنه من معرفة كيف تبدو حالته، ولكن كيف سيكون الحال إذا كان الشخص في عامه الأول أو الثاني من عدم استقرار حالته المزاجية؟ وكيف سيكون حالك إذا كنت تعاني من نوبة اكتئاب متقطع وشُخصت حالتك على أنها اضطراب من النوع الثاني ذي اتجاهين بعد الأسبوع الأول من إصابتك بنوبة هوس خفيف طويل؟ إنها مرحلة زمنية مبكرة بعد التشخيص عندما يكون الأمر أكثر صعوبة لك لكي تميز بين الانخفاضات والارتفاعات العادية في الحالة المزاجية مقابل هؤلاء الذي يعانون من اضطرابات ذات اتجاهين.

فتوجد أنباء تحمل أخبارا جيدة وسيئة في هذه الحالة: وتأتي الأنباء السيئة في المقام الأول: خلال مسار مبكر من اضطراب النوع الثاني ذي الاتجاهين الذي يتسم بحدة معتدلة أو نهاية متدنية فيصعب حقا الوصول إلى هذه الفروق بشكل دقيق، ولقد عملت على بحث هذه الحالة الاضطرابية ذات الاتجاهين خلال العشرين عاما الماضية ولم أرى غالبا أي مسار سريع تجاه هذا النوع من معرفة الذات حيث يولد خارج خبرة الشخص الذاتية، ولن تجد دليلا ميدانيا لأعراض الاضطراب ذي الاتجاهين مكتوبا بشكل محدد لك، وبالفعل توجد مواقع على الانترنت وتوجد تطبيقات توضح رسومات للحالة المزاجية ومجموعات من الكتب تصف أعراض اضطراب النوع الثاني ذي الاتجاهين ولكنها لا تتحدث "عنك".

أما الأنباء الجيدة فهي أنك بمرور الزمن وباستخدامك للموارد المتاحة وبزيادة وعيك الذاتي سيساعدك الأمر في صقل قدراتك على المراقبة الذاتية، سيكون لدى كثير ممن يعانون من الاضطراب ذي الاتجاهين حالة واضحة عن الأنماط العرضية لحالتهم بعد سنوات عديدة من الإصابة بها، ونتيجة لتحسن هذا الوضوح فيمكن للشخص اتخاذ خطوات أكثر فاعلية في موازنة التأثير السلبي لعدم استقرار الحالة المزاجية.

إن تعديل جرعة أو جرعتين من الأدوية التي تتناولها سيكون أكثر صرامة مع تمسكك بجدول من النوم ثابت وزيادة تعرضك لضوء النهار والظلمة (بالاعتماد على نهاية كمية الحالة المزاجية المتصل يحاول المرء تلطيف الأمر) وزيادة تكرار الجلسات مع المعالج النفسي وإدخال التمارين بشكل منتظم في جدولك الأسبوع سيعتبر كل هذا جزءا من التعديلات التي يقوم بها المرء خلال عملية محاولة تقليل التأثير السلبي لحدة الحالة المزاجية ذات الاتجاهين.

يعتبر البعد الثاني من تحدي العيش بمرض الاضطراب ذي الاتجاهين أكثر دقة، على قمة عدم استقرار الاضطراب الثاني ذي الاتجاهين ماذا سيكون الأمر إذا كنت شخصا ذات تفاعل انفعالي قوي؟ وإذا كان الحال كذلك فكيف يمكنك التمييز بين التفاعل الانفعالي والتقلب المزاجي ذو الاتجاهين؟

يمتلك بعض الأشخاص انفعالات كبيرة حيث يتفاعلون بقوة مع الحياة والقضايا المتعلقة بالعلاقات، وخلال تلك الحدة اللحظية لا يكونون دائما جيدين في الاحتفاظ بالأشياء في مسارها الطبيعي، فبدلا من هذا تكون استجاباتهم الانفعالية كاملة وقوية وحماسية، وبالتطرف إلى أبعد مدى فيمكن أن يمثل هذا النوع من رد الفعل شخصا موضوعا في مجال اضطراب الشخصية، ومرة أخرى نتحدث عن الحدة المتصلة، وفي النقطة التي يتعرف فيها الأشخاص على علم النفس المرضي في مقابل الحدة الطبيعية يستلزم الأمر درجة نسبية من تبني انفعالاتهم والسلوكيات المصاحبة، وإذا عملت الحياة لصالحهم وإذا كانوا زاخرين باكتمالهم بدون أن يكون لديهم انخفاض متكرر بشكل دوري فيمكن أن نقول أنهم محظوظين لمرورهم بتجربة درجة عادلة من "الاستمتاع المرح بمباهج الحياة ".

ولكن ما الذي يحدث عندما تُسبب الحدة الانفعالية صعوبات متكررة وانقطاع في العلاقات عندما يتضمن الأمر عقب المشاعر الكبيرة صراعا متكررا وايذاء واختلافات ومحاولة طويلة لتحطم العلاقات؟ والإجابة البسيطة على ذلك هو أنه عندما تأتي الشدة الانفعالية بكثير من التكلفة السلبية فيمكننا الاتفاق بأن الخوف منه سمة جذابة ومرغوب فيها، ومن المحتمل أن يكون مشكوكا فيها.

ومن المحتمل أن يعيش المرء بصفات شخصية غير مهيأة في عوالم غير ثابتة أو أنانية (انظر لمنشور إساءة تشخيص اضطراب ثنائي القطب – الجزء الثاني)، ولكن تعالوا بنا نكون حذرين، فالانفعالات الكبيرة في أنفسهم لا تجعل الاضطراب في الشخصية.

تماما والآن إلى القطعة الأساسية

تظهر ازدواجية الاتجاه نهايتين متميزتين على اتصال الحالة المزاجية، ويكون تشخيص الاضطراب ذي الاتجاهين مسلما به عندما توجد أعراض متكررة كافية للارتفاع والانخفاض الذي يسبب مشكلات في حياة الفرد، وإن ارتفاع الحالة المزاجية للاضطراب ذي الاتجاهين تستلزم انفعالات قوية مع مجموعة من الأعراض المزاجية المرتفعة الأخرى، وتتضمن هذه الارتفاعات على سبيل المثال لا الحصر طاقة مرتفعة وحاجة قليلة للنوم وإدراك سريع وتفاؤل قوي وشعور بالإعجاب بالنفس والنشاط وثقة بالنفس مرتفعة تقترب أحيانا من الإحساس بالعظمة والطاقة الانفعالية المرتفعة (يشعر بها وأحيانا يقوم بها) والاندفاعية والإنفاق المفرط وحدة الطبع ونفاذ الصبر بقوة تشتتا وسلوكا موجها الهدف قويا بشدة والانهماك في الدين والأمور الروحانية أو أية أنواع أخرى من نموذج التنظيم المركزي الذي يتمسك به العقل خلال الاضطراب الثاني ذي الاتجاهين، ويوجد أكثر من ذلك ولكن مال كثير من الأشخاص المدرجين إلى أن يكونوا أكثر شيوعا، وفيما يتعلق بتوضيح الصورة على نطاق أوسع والتفكير في نظام فعال شديد والعمل على حدة شديدة ولا يحتاج إلى إعادة شحن في الليل (النوم).

ولا يتعمق هذا في النهاية الكئيبة للمجال هنا حيث يميل إلى كونه مفهوما بشكل أكثر شيوعا، ومر العديد من الأشخاص بتجربة مباشرة مع انخفاض الحالة المزاجية أو كان لهم اتصال مباشر بشخص ما مر بهذه الحالة.

وبالإضافة إلى الارتفاع والانخفاض فتوجد تجربة المرور بالأعراض المختلطة ذات الاتجاهين حيث يمر الشخص بخبرة تتناول مزيجا من الأعراض من كل جانب من جوانب المتسلسلة، وقد استخدمت الكتابات السائدة لتشير إلى صورة الأعراض المختلطة بصفتها غير شائعة نسبيا، مؤخرا تحدث جي فيلبس عن الأوجه التي شوهدت بشكل متكرر عن الأعراض المختلطة في سياق اضطرابات الطيف ذات الاتجاهين (انظر إلى جي فيلبس أزمنة الطب النفسي بالإضافة إلى كتابيه "طريقة الطيف للاضطرابات المزاجية" فيلبس 2016 نورتون و "الاتجاهين ليس كثيرين"، لأيكن وقيلبس 2017 نورتون).

والمثال على مجموعة الأعراض المختلطة يتمثل في الطاقة العالية والتفكير السريع والتفكير التشاؤمي السلبي والاستثارة والتعبيرات المتهورة للغضب وقلة الحاجة للنوم وقد وصف أحد المرضى لدي هذا بأنه "مثل الموضوع على حافة مكهربة حادة وغير قادر على النزول."

ويوجد جانب هام من نمط الأعراض ذا الاتجاهين التي لم يكتب عادة عنها وتسمى "العرضية" وتميل الأعراض ذات الاتجاهين إلى الوقوع متجمعة، وتمثل الفترة الزمنية التي تقع هذه الأغراض خلالها مجموعة من الأعراض والنوبات التي تستمر حتى يزول مسارها وتبدأ الأعراض في الخمود أو التحول إلى أعراض مختلفة، ويتضمن ارتفاع الحالة المزاجية ارتفاعا في الأعراض المختلطة والتي تستمر لفترة زمنية تتراوح بين أيام قليلة وشهور عديدة (على الرغم من احد المرضى لدي استمرت هذه الأعراض لديه لفترة عامين مع جنون خفيف طويل)، وتميل نوبات الحالة المزاجية المنخفضة إلى بقاء الشخص في مكانه لعدة أسابيع وقد تصل إلى ستة أشهر وأحيانا أكثر، فعندما تصبح الحالة المزاجية ذات الاتجاهين مزعزعة وغير مستقرة تصبح مجموعة الأعراض الفريدة للشخص منشطة.

وأود الآن أن أرجع إلى ما أشرنا إليه مسبقا فيما يتعلق بتحدي العيش مع الاستجابة الانفعالية والعيش بالاضطراب ذي الاتجاهين، ويتمثل الجانب النقدي هنا في أنهم يمكن أن يكونوا مختلفين.

إن الانفعالات القوية مثل المشاعر المبتهجة خلال الهوس الخفيف أو التهيج خلال نوبة الأعراض المختلطة تؤثر بشكل تام على الحالة المزاجية ذات الاتجاهين، ولكنها تعتمد على الشخصية بشكل أكبر، وعندما يعتمد التفاعل القوي على الشخصية فستراه خلال التجربة الشخصية، وستراه مبنيا على الشخصية والموقف، وبعبارة أخرى إذا كنت تناضل من أجل قضايا تعتمد على الشخصية (كيفية ارتباطك بالعالم)، فستكون ردود أفعالك القوية استجابة للعالم الخارجي، وإذا كنت تأتي من مستوى معتدل (ليس مرتفع أو منخفض) في الحالة المزاجية المرتفعة بدون سبب مقبول وكانت مجموعة الأعراض المزاجية التي لديك في مكانها لأيام قليلة أو أطول فمن المحتمل أن يكون هذا إظهارا للحالة المزاجية ذات الهوس الخفيف.

من الأخطاء الشائعة التي ارتكبها الأشخاص وتعتبر جديدة على ثنائية اتجاههم هي أنهم ينظرون إلى صفات المرض على أنها سبب لأغلب الصعوبات التي يواجهونها، وهذا ليس جيد لعدد من الأسباب/ أولا: إنه يعطي المرض دورا أكبر من الذي يستحقه وثانيا: فمن خلال رؤية ازدواجية الاتجاه على أنه مذنب عالميا فهذا يضعف همة الفرد لأن إدراك الاضطراب ذا الاتجاهين على أنه أساس لجميع الانفعالات القوية لدى الفرد يجعله يشعر بمشاعر سيئة تجاه الرحلة التي تمضي قدما.

مثالان لحالة موجزان

جورج شاب ذكر لاتيني يبلغ من العمر 22 عاما في العام الرابع بالجامعة ويعيش وهو مصاب باضطراب ذو اتجاهين من النوع الثاني منذ إصابته بنوبة هوس خفيف خلال عامه الثاني من الدراسة، وشُخصت حالته على أنه مصاب باضطراب نقص الانتباه خلال مرحلة المدرسة المتوسطة، و إن التوليفة المكونة من مهارته التنفيذية المعيبة بشكل طفيف وبعض الآثار الجانبية الإدراكية الطفيفة من حالته المزاجية والثبات على تناول العلاج يجعله يشعر باهتمام متزايد أو عدم اطمئنان حيال قدرته على البقاء على القمة خلال قيامه بمهام عديدة.

وقد أجرى جورج مؤخرا مقابلة للحصول على وظيفة بعد التخرج، وقد مرت المقابلة بسلام ولكن بعد إجراء المقابلة الشخصية وجد نفسه مملوءا بشكوك ذاتية تتعلق مثل هل يمكنه الأداء بشكل كاف إذا عرضت عليه الوظيفة، وعندما حضر جورج موعد جلسة العلاج النفسي التالية للمقالة كان حزينا بسبب تفسيره أن ازدواجية الاتجاه لديه قد نقلته من مقابلة شخصية لوظيفة قوية إلى شخص قلق ومضطرب ذو حالة نفسية تتسم بالشك بالذات.

جانيث شابة تبلغ من العمر 32 عاما وهي غير متزوجة وتم تشخيص مرضها بانه اضطراب ذي اتجاهين من النوع الثاني أصيبت به وهي في منتصف العشرينات، وقد مرت بحالات مزاجية تدرجت من حالات معتدلة إلى متوسطة في أوقات كثيرة ولكن لمرات عديدة في كل عام تجد نفسها تغوص في حالة مزاجية مرتفعة (غالبا ما تكون إيجابية) وتستمر لفترة أيام عديدة وبالإضافة إلى هذا فهي غير مطمئنة من الناحية العاطفية لإيجاد علاقة حب جيدة والاحتفاظ بها، ووجود الاضطراب ذي الاتجاهين لديها يجعلها أكثر قلقا نتيجة لإدراكها لذاتها على أنها عبارة عن مجموعة من المنافع التالفة، ولا تمر جانيس بتجربة امتلاك سمات شخصية فاصلة برغم أنها جيدة في تنظيم تعبيراتها السلوكية للانفعالات الشديدة.

تُدرس جانيس في المرحلة الخامسة بمدرسة خاصة وقد طلب صداقتها أحد زملائها الرجال، وقد شعرت جانيس بالبهجة منذ مرروها بمجموعة تخيلات تتعلق بعلاقتها بهذا المعلم منذ أن التقت به لأول مرة، وخلال اليومين التاليين لتلك المقابلة ارتفعت حالتها المزاجية، ووجدت صعوبة في النوم وكانت مشغولة بأفكار توقعية لهذا الرجل الرائع في حياتها حتى رأته في ظهر يوم الأحد يمشي مع أنثى جذابة في مول تجاري للتسوق في منطقة مجاورة.

شعرت جانيس بهبوط وكانت مقتنعة بأن أمالها قد ارتفعت بدون فائدة، وفي الحقيقة كانت متأكدة من أنه سوف يتصل بها ويقول لها بأنه قابل مؤخرا فتاة جديدة وغير رأيه في الخروج معها، وفي جلسة العلاج بكت جانيس بحرقة وقالت بأنها لن تدخل في علاقة مستمرة نتيجة حياة الارتفاع والانخفاض التي عاشتها بسبب اضطرابها ذي الاتجاهين.

ما الخطأ في هذه الصور؟

كان كل فرد يكافح نقاط ضعفه ويقوم بتنشيط الانفعالات الشديدة التابعة لكل من تقدير الذات/ ارتياب في الذات، وفي حالة جورج اهتز تقديره لذاته عندما تشكك في قدرته على القيام بوظيفة معقدة تتعلق بمسئوليات ومهام، وفي حالة جانيس كانت تشعر بالوحدة وترغب في علاقة حب، وتسبب الاهتمام الأخير من زميل لها في العمل في تنشيط خيالات مثالية قوية بإتمام الرغبة ثم الإحساس المتزايد بالهبوط وخيبة الأمل بالدليل الدقيق، وكلاهما كان متأكدا من أن الاضطراب ذا الاتجاهين كان مسئولا عن تعاستهما.

وكلاهما كان على خطأ وربما أضافت الآثار الجانبية للأدوية التي يتعاطها جورج من قلقه حيال أداء الوظيفة، ولكن كانت لديه صعوبات باقية على قمة التفاصيل المعقدة منذ السنوات الأولى لفترة المراهقة، ووراء كل هذا كان قلقا حيال طريقة الحصول على وظيفته الأولى عقب تخرجه من الكلية مثل غيره ممن في سن العشرينات ممن هم على وشك التخرج والحصول على الدرجة الجامعية والدخول في قوة العمل.

أما جانيس فكانت غير مطمئنة بشأن إيجاد علاقة حب، ولكنها أيضا غير مطمئنة حيال الكثير من علاقاتها، وقد أدى شعورها القوي بالاحتياج إلى علاقة إلى ارتباطات مثالية مسبقة تساوي مخاوفها من الخسارة وتغير سريع في انفعالات الشدة.

ويعيش كل من جانيس وجورج باضطراب ذو اتجاهين (ليس خطأ مطبعيا هنا) ولكن في وسط الصعوبات في المواقف والعلاقات لديهم تبين أن انتباههم ليس اضطراب ذا اتجاهين.



   نشر في 22 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا