حسناً ,من السهل جداً أن أقول "أنا تدينت" ..سهل جداً أن الإنسان يتدين ,ومن السهل أيضاً أن يحدثني عن غض البصر والصبر وكل هذه الأشياء جميعاً ,ولكن في نهاية الأمر سيبقى الأمر نظرياً فقط ولا يخلو من التنظير.
سهل جداً أن أدعى التدين وأنني أعرف الله حق معرفته ,وسهل أن أقرأ مثلاً آية
إلى أخر الآية ..ولكن من الصعب أن أتذكر تلك الآية دائماً عند تعاملي مع الناس .بل سنجد أن الأشخاص الذين يطلقون على نفسهم "متدينون" يسخرون من أولئك ((الفاسقون المنحلون الكفرة)).
هذا مجرد مثال بسيط جداً على أن الدين مازال في مرحلة التنظير فقط وخصوصاً في الـ 200 سنة الماضيين.. وأن من يسعون إلى الفعل هم في الحقيقة يسعون إلى المزيد من التنظير.
أنادي بغض البصر ,وفي نفس الوقت أتحدث عن الراقصة فلانة الفاجرة التي تثير الغرائز لدى الشباب !
أنادي بالصبر عند المحنة ..وأنا أعلم علم اليقين بأن الصبر الجميل لم يصل له إلا الأنبياء والرسل.. بل أصبح الصبرعندنا مرادفاً للقسرية والقهرية.
كل هذا جميل جداً ..غض البصر ضروري ..الصبر فضيلة ..عدم الخوض في أعراض الناس من أحلا الفضائل ..كل هذا جميل جداً ,ولكن كفانا كلام فقط.
نريد أن تقولوا لنا ماذا نفعل مثلاً عندما نجد فتاة عارية أمامنا مثلاً دون أن نهين غريزتنا الذكورية !
قولوا لنا ...وإن وجدنا كلامكم مقنعاً سنعمل به .
وأرجوكم يا معظم المتدينين والدعاة والشيوخ لا تقولوا لنا "غض البصر" فقط بدون طرق لفعلها.
والأهم هو أن لاتقولوا ما لا تفعلون لمجرد أنكم متدينون ,ولمجرد أنه مذكور في القرآن.
فالقرآن في رأيي نُزل للعمل به لا لتلاوته ..ودوركم هو أن توجهونا إلى العمل به.
وقبل أن توجهونا إلى العمل به ,وجهّوا أنفسكم أولاً معشر "المتدينون".
فلا تغشّوا دينكم وتدينكم
هيثم ممتاز
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.