ثم نظر إليها لحظة الوداع التي ربما كانت الأخيرة،كان يريد أن يبوح ،أن يتقيّأ كل الكلام الذي بات كصخرةٍ،لا يمكن أن تخرج ولا يمكنها البقاء،نظَرت إليه بخفيةٍ مودعة كل الأيام التي مرّا بها سويّاً،كانت تشعر بكل ما كان يودّ النطق به،فقد خرجت تلك الكلمات من عينيه قبل أن تخرج من لسانه،سمعت منه "وداعاً..سأشتاقكِ" التي لم يقلها،وربما سمع هو أيضاً "سأفتقدك" التي لم تنطق بها.
كانت أجبن من أن تنظر إليه كما فعل هو،كانت تخاف تعلّق عينيهما خشية أن يكن قد حضّر لمصيدةٍ توقعها في شِباك حبّه،كانت تسمعه دون أن ينطق،وترى عينيه دون أن تلتفت صوبه،وتشعر بهمّه الوحيد في البقاء معها دون أن يشكي!
غريبان التقيا ومغتربان افترقا،فكلّ واحد منهمما قد نُفي إلى الاخر حتى بات غريباً عن ذاته!
-بتول نزّال.
-
Batool Nazzalبتول نزّال، 17، كاتبة صاعدة، فلسطين
نشر في 28 أكتوبر
2020 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 7 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 10 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر