في صدري حفرة , قطرها كالأصبع ,تسيل منها الدماء و تنهمر , نعم أنها رصاصة , لا لحظة ليست رصاصة أو حفرة واحدة أنهم تسع , تسع حفر و تسع رصاصات , مع كل ذلك أسير , و أضحك , و أضطارد الفراشات في الحقول , وأهذي مع المشردين و أسكر في الحانات و لا أرفض وجبة دسمة بعد منتصف الليل , ولكن صدري يؤلمني , قلبي لا يقدر علي ضخ المزيد من الدماء , كلما أشتد الألم يصبح السير أصعب , أريد أن أوقف سيلان الالم ذلك , علي أن أوقف الالم , أن أسد الحفر و أخرج الرصاصات , أنخر بأصابعي في داخل الحفر فلا أجد شيئا , أتوجد رصاصات بالداخل ؟! هل أنزف بحق ؟!
أنا حتي لا أتذكر من أطلق علي تلك الرصاصات و لا أتذكر كم من الوقت مر علي و أنا في تلك الحال , لكن هذا لا يهم , كل هذا لا يهم , علي التخلص من ذلك الالم اللعين , أدخل يداي في الحفر مجددا , أفتش لعلي أعثر علي مصدر الألم و لكن بلا جدوي , الدماء تسيل بغزارة و الضعف يغزو جسدي , الوجه يأخذ في الشحوب , الأطراف لا تملك من أمرها شيئا , البرودة تخترق العظام , القلب يستغيث و أنا لا أعرف ما العمل , لا أقوي علي السير , أجلس في مكاني , وسط الخرائب , أنتظر نفاذ الدماء , جسدي يئن و أنا أدندن لحنا حزينا لمغن بائس مات من جرعة مخدرات زائدة , الأرض تدور من حولي و أنا أنظر لها في شئ من الحيرة , أتلك هي دنيانا , حيث لا حقيقة غير الألم و لا رفيق غير العذاب بنسخته الأبدية . عيني التي كان الضباب يزورها أصبحت بيتا له , حلقي أصبح حقلا مليئ بالقحط , الماء قريب لكني زهدته من التعب , اليوم قابلت أحد المشردين و سمعته بصعوبة يقول أني تغيرت , أني أحب الخرائب و أني أبغضه هو زملائه , يقول أني شاحب بشدة و أن ذقني نمت و نحفت حتي كدت أن أكون شخصا أخر أو أني أصبحت بالفعل !!!
حكيت له عن الرصاصات و عجز جسدي المتهالك عن المواجهة , قال لي أنه لا يري شيئا , تركني و ذهب و هو ينعتني بالمجذوب , لم أحزن و بقيت في مكاني بغير رغبة
أنتظر , ماذا ؟ حقا لا أعرف .
-
مصطفي حسام الدينأكتب لأبقي ملموسا