نور:ماما،لم تحكي لي عن بابا..وعدتني ان تفعلي

صوتها يسرقك من نفسك، احلى من صوت المطر بعد سنوات القحط،خرير مياه تنساب بلطف ،ماما...كم اشتقت لتلك الكلمة،كنت ابكي على وسادتي كل ليلة،سنوات طويلة احلم برضيع اضمه الي،الامومة شعور يشبه الحياة،يشبه الحب ،يشبه الوردة الحمراء..يجمع كل فكرة جميلة،واسع،عميق...تختصره نور،لم انجبها لكنها ابنتي،حياتي،قمر اضاء عتمة ليلي الحزين،،،،وصرت اما ..تعلمني حبيبتي ان اكون امها،خطوة خطوة ،تعلمت منهاكيف اعيش حينما رأيت كفاحها للمشي...

_والدك،خالد اسمه هو اسمه ،اسماء البعض تتغير،المحتال،المنافق،الكذاب،رجل المهمات القذرة،...ابوك احتفظ باسمه،خالد...

يتيم واليتم في وطني جريمة،لا يعاقب عليها القانون ،ولكن يعاقبك عليها البشر،...الارملة يجب ان تتزوج ،وتزوجت جدتك ...ربما ورث القوة عن جدك ولكنه ورث الصبر عن جدتك،وفرت من دينار يتركه زوجها الثاني للتر حليب،تشتري نصف لتر وتدخر نصف الدينار،سهرت على تعليمه،لم يكن يبالي لاحد وكان لا يرفع عينيه بوجهها،يتلعثم لسانه عندما يكلمها،ترتجف يداه وهو

يقدم لها الهدايا،هي لم تكن اما لقد كانت تاريخ الشموخ،كيف تصنع من اللاشيء ثروة،استثمرت في مشروع طفل فكانت النتيجة والدك،...هي ذاتها خطوات الطفل،...حياتنا تتحسن كلما جاهدنا على الوقوف بعد السقوط...انت من علمتني الوقوف يا حبيبتي نور 

والدك هو الشرطي الذي دافع عنه اللص الذي قبض عليه يوم حاول مجرم طعنه،مربي الدجاج الذي ينظف الخن ويبيع البيضات،صاحب عربة الشواء،شريك بائع الملابس...جعلته جدتك مستثمرا في كل شيء ،وخطوة خطوة صار يستطيع العيش بكرامة في وطني ...كسب العيش في وطني صعب،تلزمه قصة كفاح،،،،

ليس مليونيرا،لا يستطيع العلاج في سويسرا ولا تمضية العطلة في اسبانيا،لكنه يستطيع العيش تحت سقف هو وعائلته يشربون الشاي و يتحدثون عن احلامهم لفلذة كبدهم ،نور، يريد لها حياة اسهل من حياته،،،كل ظروفه كانت صعبة،،،انسى الكثير من الاحداث كلما نظرت الى  عينيك حبيبتي،تعالي فالوقت تأخر وجدتك لم تعلم والدك كيف ينتظر تحضير العشاء.....