بسم الله الرحمن الرحيم
حتى وقت قريب لم أكن أعلم معنى الحب الحقيقي، ولم أكن أستوعب كيف يمكن لشخص أن يحب أكثر من مرة في حياته، وبالأحرى كيف يحب أكثر من مرة في الوقت ذاته!!
أولًا دعونا نتحدث عن الحب الحقيقي، هو نوعٌ فريدٌ من الحب، ربما يحدث في العمر مرة واحدة، قد يستمر وينمو.. وقد ينتهي لكنه لا يموت، والبعض قد لا يصادفونه أبدًا خلال رحلة حياتهم.
كيف نعرف هذا الحب؟! أظن أن على كلٍّ منا أن يبحث في أعماق قلبه وفي ذاكرته؛ فهذا الحب لا يُنسَى مهما مرَّ عليه من الزمن، يتولَّد لدى المُحِب استعدادٌ للتضحية بأي شيء في سبيل الحفاظ على هذا الحب، يشعر وكأن المحبوب شخصٌ مختلفٌ عن الآخرين، لا يعاني أو يواجه مشكلة في التعايش مع عيوبه ومشاكله.. بل يحبها أيضًا!، يتغاضى عن الكثير من الخلافات، ويؤثر محبوبه على نفسه، كل ذلك يفعله برضا وطيب نفس وحب جَمّ؛ لأن حبه ورغبته في العيش مع المحبوب تعطيه قوةً للتكيُّف مع الظروف وتقلُّبات الأحداث، حتى وإن لم تستمر العلاقة لسبب ما.. فإن المشاعر بالقلب تبقى.. مهما مرَّ عليها الزمان.
ثانيًا الحب المتعدد، اخترتُ هذا الاسم بعد حيرة؛ لأني أعتقد أنه مناسب لماذا يحدث في هذا النوع من الحب.. أعني التعدد.
للتعدد صورتان، الوقوع في الحب أكثر من مرة، أو الوقوع في حب أكثر من شخص في ذات الوقت.
لنتكلم أولًا عن الحالة الأولى.. الحب أكثر من مرة، أمرٌ طبيعيٌّ يحدث لغالبية البَشَر، فقد يكون الشخص في علاقة من مع يحبه لكن لا تستمر هذه العلاقة لسبب ما يطرأ عليها، رغم صِدق هذا الشخص في مشاعره ورغبته في الارتباط بالشخص المناسب ليَحيا معه بقية حياته، بعد فترة من الزمن قد يقع هذا الشخص في حب جديد ويبدأ بإنشاء علاقة جديدة.
أما تعدد الحب في ذات الوقت، فهذا ما أراه غريبًا نوعًا ما!، كالرجل المتزوج بأكثر من امرأة، قد يحب كل منهن بالفعل، خاصةً إن كان هناك توافق بين هؤلاء الزوجات.. ربما يكون هذا نادر الحدوث؛ لأن طبيعة المرأة والغَيْرة التي جُبِلَت عليها يجعلانها لا تتقبَّل أن تشاركها في زوجها امرأةٌ أخرى.